رام الله ـ «سينماتوغراف»
حضر المئات من فلسطينيي الداخل عرض مسرحية “المتشائل” للفنان الفلسطيني محمد بكري، ضمن حملة “لن نترك الحصان وحيداً” ضد ملاحقة بكري من قبل المؤسسة الإسرائيلية على إخراجه لفيلم “جنين جنين” عام 2002 التي امتدت أكثر من عشرين عاماً، وما زالت مستمرة في أروقة المحاكم.
وكانت محكمة اللد قد حكمت على بكري بدفع تعويض مالي، للمقدم الاحتياط في جيش الاحتلال “نسيم مغناجي”، إضافة إلى مصاريف المحامين والمحكمة أي 550 ألف شيكل (نحو 178 ألف دولار أميركي).
وغصت قاعة “سينمانا” بحشد كبير دعماً للفنان، عقب أسبوع من انطلاق حملة “لن تترك الحصان وحيداً” في بلدته مجد الكروم.
ومن المتوقع أن تكون هناك عشرات العروض الفنية المساندة لبكري في المدن والبلدات العربية وكذلك بالضفة الغربية.
وجاء في بيان مركز الحملة “رداً على تجاوز الظالمين المدى، المئات يلبون نداء أصدقاء الفنان الفلسطيني الكبير محمد بكري على مسرح سينمانا الناصرة بإدارة مديره محمد بيطار عودة، ضد ملاحقة بكري في المحاكم منذ حوالي عشرين عاماً، فقط لأنه كشف المجزرة الرهيبة التي اقترفها جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال اجتياحه المجرم لمخيم جنين عام 2002 وإخراجه لفيلم جنين جنين”.
وأضاف البيان “افتتح الأمسية نائب رئيس مؤسسة محمود درويش في رام الله رئيس بلدية الناصرة الأسبق رامز جرايسي، الذي شكر الحضور الداعمين، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني لن يترك الحصان الأصيل محمد بكري وحيداً، وأن حملة التضامن الواسعة ستشمل كافة أنحاء الوطن الفلسطيني في الداخل والضفة وغزة والشتات، لأن محمد بكري يجسد قضية شعب عادلة ومنتصرة حتماً”.
وعرضت على مسرح “سينمانا” مسرحية “المتشائل.. الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل”، رواية الأديب الفلسطيني الراحل إميل حبيبي، إخراج مازن غطاس، ووقف الحضور تقديراً للفنان بكري على ما قام ويقوم به لإثراء الفن الفلسطيني الملتزم. ثم جرى عرض فيلم “واجب” على الشاشة وهو من بطولته.
وقال بكري: “قام أصدقاء لي ومقربون بهذه الحملة. كان الاقتراح قبل سنة أن تكون حملة تبرعات، لكني رفضت من الناحية المبدئية. لا أريد التبرعات. وافقت على صيغة أن أقدم عروضاً فنية مسرحية وسينمائية كي لا يكون التبرع مجانياً”.
وبشأن قرار المحكمة قال “سنقدم التماساً إلى محكمة العدل العليا بنهاية شهر يناير من العام القادم على قرار محكمة اللد وستبت بالقرار”.
وشكر بكري الحضور الجماهيري الكبير للعرض المسرحي قائلاً “أشكر كل أبناء شعبي على أطيافهم المختلفة ومناطقهم. لقد أثبتوا لي أن هذه القضية ليست لي وحدي بل قضية شعبي. وهؤلاء الناس هم ناسي ومتنفسي وهوائي”.
يذكر أن “جنين جنين” فيلم وثائقي يتناول العملية العسكريّة التي نفذها جيش الاحتلال في مخيم جنين حملت اسم “الدرع الواقي” عام 2002 وارتكب هناك مجزرة أودت بحياة عشرات الشهداء الفلسطينيين.