الوكالات ـ «سينماتوغراف»
قررت دار عرض سينمائية اسكتلندية ايقاف عرض فيلم «الرسالة» للمخرج السوري الراحل مصطفى العقاد، بعد عريضة احتجاج قدمها متطرفون من جنسيات مختلفة بينهم سعوديين وبحرينيين ونيجيريين عبر الإنترنت.
والفيلم بنسخته الإنكليزية كان من المقرر عرضه في صالة Grosvenor في غلاسكو الاسكتلندية، إلا أن إدارة الدار ارتأت توقيفه تجنبا لاندلاع احتجاجات، بحسب تقرير نشرته صحيفة «سكوتسمان» الخميس 12 نوفمبر 2015.
الفيلم الذي يعرض سنوياً بنسخته العربية على العديد من القنوات العربية منذ إطلاقه عام 1977، يلعب بطولته في النسخة الإنكليزية الممثل الأمريكي أنتوني كوين ويجسد فيه دور حمزة بن عبدالمطلب عم الرسول (ص)، بينما جسّدت اليونانية إيرين باباس شخصية هند بنت عتبة زوجة أبي سفيان، وقد رُشح لجائزة الأوسكار عام 1978، وكان من المقرر عرضه في مدينة غلاسكو 15 نوفمبر الجاري ،إلا أن المعترضين المتطرفين قالوا إن الفيلم (غير لائق ويفتقد للاحترام) إضافة إلى قيام ممثلين (غير مسلمين) بأداء أدوار صحابة الرسول، معتبرين ذلك أمرا (غير مقبول) وأشاروا إلى وجود مشاهد (رقص وغناء مرفوضة) هذا فضلاً عن (ثغرات في الأحداث التاريخية) في سيناريو الفيلم بحسب رأيهم!.
الفيلم يحكي قصة ظهور الإسلام من بدايات الدعوة في مكة، مروراً بالهجرة إلى المدينة، ثم عودة الرسول إلى مكة فاتحاً.
ويركز على شخصية حمزة بن عبدالمطلب المحورية، والذي استشهد في معركة أحد، حيث قتله عبد حبشي يدعى (وحشي) استأجرته زوجة أبو سفيان خصيصاً لقتله في تلك المعركة.
من جهتها، عبرت الجمعية الإسلامية في بريطانيا (الجهة المنظمة للمناسبة)، عن خيبة أملها في وقف عرض الفيلم، وقال متحدث باسمها إنه “من الأسى أن يلغى عرض الفيلم استجابة لقلة من المعترضين”.
وأضاف “إننا كمسلمين اسكتلنديين نؤمن بحرية التعبير، التي عملنا من خلالها لعقود على محاولة جعل الإسلام جزءاً من الحياة في بريطانيا، ومن حق الجميع أن يحيا وفقاً لمعتقداته، ويجب أن نتعلم كيف نكون متقبلين لآراء الفقهاء المختلفة”.
وتلقت الجمعية دعماً من الداعية الأميركي حمزة يوسف، الذي قال “يفزعني أن دار العرض رضخت أمام قلة من محدودي الوعي البلهاء” على حد تعبيره.
يُذكر أن الموقعين على العريضة مجهولون، ولا يتجاوز عددهم 93 شخصاً بحسب الصحيفة، معظمهم من اسكتلندا، كما يعتقد أن من بينهم أُناس بحسابات وهمية، إلا أن هناك توقيعات من أفراد من نيجيريا والبحرين والسعودية وموريشيوس.
ومن المعروف ان تكلفة إنتاج الفيلم بنسخته العربية والإنكليزية بلغت حوالي 17 مليون دولار، وحققت النسخة العربية وحدها عشرة أضعاف هذا المبلغ. وترجم الفيلم إلى 12 لغة ووزع في العالم أجمع .
واطلع الأزهر على السيناريو حينها واعتبر أن السيناريو يحترم الرواية المشهورة للسيرة النبوية، وملتزم بالوقائع التاريخية كما وردت في الكتب الصحاح. وبعد أن عرف الأزهر أن شخص الرسول الكريم و الصحابة لن يظهروا على الشاشة لا شخصا ولا ظلا ولا خيالا ولا صوتا، أبدى موافقته على السيناريو ووضع ختمه عليه و بعد جولات استطلاعية في كثير من البلدان تم اختيار المغرب ليكون مكان التصوير في إحدى ضواحي مدينة مراكش التي تجمع بين مظاهر الحياة الصحراوية في الجزيرة العربية وبين عمران مكة والمدينة، إضافة إلى بعض الواحات الصغيرة.
اما بعد 6 أشهر من التصوير، فقد اضطر المغرب أن يوقف الترخيص للفيلم بالتصوير بسبب الضغوط، مما جعل الملك الحسن الثاني يستدعي المخرج العقاد ويعتذر له فاستكمل تمويلة وتصويره في ليبيا !
وحصل هذا الفيلم على أوسكار أفضل موسيقى في العام 1978.