الجزائر ـ «سينماتوغراف»: نبيل حاجي
انتهى مؤخرا، المخرج الجزائري سيد علي مازيف قبل أيام، من تصوير مشاهد فيلمه الجديد «الفناء» أو (Le Patio) في كل من مدينة الجزائر، البليدة ومدينة قسنطينة على امتداد ستة أسابيع من العمل بطاقم فني وتقني أغلبهم شباب. ويشرف على إنتاج الفيلم المركز الجزائري لتطوير السينما (CADC) وضمن برنامج دعم الأفلام في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية.
والفيلم الجديد للمخرج سيد علي مازيف، بطولة نخبة من الممثلات الشابات من بينهن لوزية حباني، نورة بن زراري، موني بوعلام، الممثلة تنهينان، والوجهين وسام مغنم ومنال قوقوام، لتشخيص سيناريو من توقيع كل من الكاتبة زبيدة معمامرية والمخرج سيد علي مازيف، فيما اشرف على إدارة الصورة مدير التصوير الشاب محمد الطيب العقون وفي الصوت المهندس كمال مكسر.
وتدور أحداث فيلم «الفناء» في فضاء داخلي في ضاحية بمدينة قسنطينة شرق الجزائر، حيث تعيش مجموعة من النساء في أجواء من المحبة والتعاون المشترك في بيت كبير ذا معمار مغاربي عتيق.. لكن ما يجمعهن هو العزوبة، هن مسكونات بذكريات لها علاقة بالأخر«الرجل» هذا الغائب الكبير في هذا الفضاء الجماعي .. وتحاول كل واحدة من الشخصيات الستة أن تتحمل عبئ عزوبيتها وأن تتعايش مع هذه الحالة في غياب زوج مرغوب ورفيق يكسر وحشة الفراغ .. لكن إلى أي حد يستمر هذا الوضع..؟ هذا ما يحاول المخرج مازيف أن يطرحه في هذا العمل الجديد.. المقرر أن يكون جاهزا نهاية السنة وهو يعمل الآن على عملية المونتاج حسبما صرح به المخرج لـ «سينماتوغراف» مؤكدا أن فيلم «الفناء» سيعيده من جديد إلى الحياة السينمائية الجزائرية بعد غياب دام لسنوات (تكفل خلالها بإنتاج ومرافقة العديد من المشاريع) وهو يشكل حسب المخرج تجربة مختلفة، لأن الزمان غير محدد في هذا العمل وتفاصيل المكان أيضا وأضاف مازيف: أن العمل ورغم بساطته من الناحية الإنتاجية يعتبر تحديا كبيرا خاصة أنه يتعامل لأول مرة مع ممثلات شابات كل واحدة منهن لها تجربة فنية مختلفة بالإضافة إلى موضوع حساس ونسائي بإمتياز.. يغوص في الوحدة وحميمات النساء بشكل عام .. وأشاد المخرج بالفريق التقني الذي رافقه في هذه التجربة الممتعة حسبما قال.
وليست المرة الأولى التي يطرق فيها المخرج سيد علي مازيف العوالم النسائية، فقد بدأها قبل أكثر من ثلاثة عقود بفيلم «ليلى والأخريات» (1978) الذي يتحدث فيه عن نضال المرأة العاملة والتحديات التي تواجهها وسط عالم الرجال ونضج الوعي لدى الطبقة العاملة من النساء للدفاع عن حقوقهن، والأمر ذاته في فيلمه «حورية» (1986) الذي يترجم فيه حالة التحرر للمرأة المتعلمة وهي تتحدى السلطة الذكورية المحيطة بها.
ويعتبر المخرج سيد علي مازيف (من مواليد الجزائر عام 1943) من المخرجين الذين ينتمون لجيل مابعد استقلال الجزائر، فبعد أن عمل مساعدا للإخراج مطلع الستينات مع مخرجين أوربيين، تابع تكوينا في الإخراج بالمعهد الوطني للسينما (1964-1967) ، ليبدأ مشواره بأفلام قصيرة ووثائقية عديدة، ليوقع عام 1972 أول أفلامه الروائية الطويلة «العرق الأسود» (1972) الذي يطرح فيه نشأة الوعي السياسي لدى الشباب الجزائري أثناء الحرب، ثم يوقع فيلم «الرحل» (1975) الذي يصور فيه الحياة الجماعية للفلاحين الجزائريين وخاصة منهم البدو الرحل، وبعد أن تكفل بمهمة إدارة الإنتاج بالديوان القومي للتجارة والصناعة السينمائية مطلع التسعينات .. يعود المخرج مازيف مجددا في ألفية الثانية من خلال فيلم وثائقي بعنوان «العنف ضد النساء» (2010) الذي يعاين فيه الحالات المختلفة التي تتعرض لها المرأة من عنف في مجتمع يعرف تحولات ثقافية واقتصادية مختلفة.