الوكالات ـ «سينماتوغراف»
يطرح غدا الأربعاء 5 أكتوبر في قاعات السينما الفرنسية فيلم «السماء ستنتظر ـ Le ciel attendra» الذي يعد أول فيلم يتطرق لتجنيد التنظيم الإرهابي «داعش» لقاصرات إناث في فرنسا من أجل إرسالهن إلى مناطق القتال في سوريا والعراق. والفيلم هو أحدث أعمال المخرجة الكندية ماري كاستيل شعار (وثائقي– طويل 100 دقيقة وناطق بالفرنسية).
ومنذ اللحظات الأولى التي رافقت ظهوره على إحدى الشاشات، ساد الصالة وجوم وصمت رهيب. وتابع المشاهدون حكاية «مجنونة» لفتاتين قاصرتين وقعتا في شباك «داعش». وبسرعة تفاعل المتفرجون مع الأحداث المأسوية بصبر وحزن وأنفاس محبوسة، وشفاه مطبقة، ونظرات مضطربة. وكأن كابوساً جثم على صدور الجميع.
وتمضي المخرجة في متابعة مراهقتين كنديتين، إحداهما (16 سنة) كانت على وشك المشاركة في هجوم بعد فشلها في الذهاب إلى سوريا للالتحاق بـ «داعش». بينما الثانية (17 سنة) وقعت في غرام «أمير» داعشي وسيم على إحدى شبكات التواصل الاجتماعي وأملت في لقائه والتخلص من دولة الكفر وبقائها في «أرض الإسلام».
وتشير وقائع الفيلم إلى أن ولادته تمحورت حول سؤال واحد مفاده «كيف يمكن مراهقة في هذا العصر أن تغامر بحياتها الطبيعية وأن تكون مستعدة للتخلي عن كل شيء من أجل الذهاب إلى القتال في سورية أو العراق». وانطلقت البدايات الأولى من سلسلة مقابلات شملت أكثر من 30 مراهقة تحدثن على مدى ثلاثة أشهر عن مشاعرهن وحياتهن وطموحاتهن. كما استعانت المخرجة بإحدى المسؤولات العاملات في «مركز التدخل ضد التطرف الإسلامي» للاستفادة من خبرتها وكيفية تعاملها مع المنظمات الإسلامية المتطرفة.
ويركز الفيلم على أكثر من جانب من حياة المراهقتين، فهما تنتميان إلى عائلات اجتماعية متوسطة أو ميسورة، وهما غير ملتزمتين دينياً وغير محجبتين ولا تعرفان شيئاً عن الواجبات الدينية. ويلفت أيضاً إلى دور «وكلاء التطرف» في الداخل الكندي أو عبر شبكة الإنترنت في استنهاض وتجييش المراهقات وقدرتهم على استغلال سذاجتهن ونقاط الضعف لديهن وسهولة التغرير بهن ووعدهن بمغريات دينية ودنيوية وهمية.