الجونة ـ «سينماتوغراف»
في حفل افتتاح مبهج مزج لقطات السينما بالإستعراض والأغاني، والمواقف المؤثرة على المسرح وبين الجمهور مما خفف من الانتظار الطويل الذي أزعج البعض من مراسم السجادة الحمراء التي أخذت أكثر من الوقت اللازم لها، لتبدأ فقرات الإعلان عن انطلاق فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان الجونة السينمائي، ليصعد المهندس سميح ساويرس مؤسس مهرجان الجونة إلى المسرح ويحرص على تقديم الاعتذار للحاضرين، وذلك بسبب تأخر بدء الحفل لمدة زادت عن النصف ساعة.
بدأ حفل الافتتاح بكلمة اللواء عمرو حنفي محافظ البحر الأحمر الذي توجه خلالها بالشكر لجميع الحضور، والترحيب بوجودهم، قائلاً: دعونا نتذكر الرجل العصامي المهندس أُنسي ساويرس، فلولاه ما كان لهذا الكيان وجود.
وأضاف: «الجونة السينمائي في دورته الحالية دليل واضح علي ما يحظي به المهرجان من مكانة عالمية، ورغم معاناة العالم من جائحة كورونا إلا أن مصر اجتازتها، ووجودكم اليوم أكبر دليل علي ذلك».
وفي لفتة من المهندس سميح ساويرس وكأنه اعتذار صريح وواضح عما سببه تصريح انتشال التميمي مدير المهرجان، من عدم تكريم الفنانة يسرا لكونها أحد أعضاء اللجنة الاستشارية للمهرجان، حرص ساويرس على اصطحاب يسرا معه إلى خشبة المسرح، مشيراً إلي كونها الداعم الرئيسي للجونة السينمائي، لترد عليه يسرا، قائلة : «أنا سعيدة بتواجدي مع عائلة ساويرس، فهم ضهر ودعم وسند».
واستكمل المهندس سميح كلمته، قائلاً: «نحتفل هذا العام بالدورة الخامسة، وكل سنة تكون أصعب من التي سبقتها، ورغم أننا نحاول كل عام أن نكون أكثر تنظيماً، لكن يحدث دائماً ظروف خارجة عن إرادتنا، تجعلني أؤكد أن العام المقبل سنكون أكثر انضباطاً في التنظيم والوقت».
وأبدى ساويرس فخره وسعادته من سرعة إنجاز العمال الذين أعادوا مسرح بلازا بعد حريق أمس إلى وضعه الطبيعي خلال 24 ساعه، ليؤكد أنه خلال الأعوام المقبلة سينتهي من إقامة مسرح في هذا المكان، يكون جديراً بعمل مهرجان عالمي للموسيقى كما وعد به وزيرة الثقافة المصرية منذ عدة سنوات.
وبإبهار الإلقاء من الممثل المصري سيد رجب، وكأنه يحكي حدوتة لجمهور وضيوف المهرجان، مستعرضاً أهمية التعبير والتشخيص ممن يسرد حكاية، ليعيش تفاصيلها من يسمعها، يظهر على خلفية شاشة المسرح صور وأسماء صناع السينما الراحلين هذا العام «ممثلين، مخرجين، مديري تصوير، وكتاب سيناريو»، ليتوالى المشهد مصحوباً بالموسيقى ومقاطع من أفلام تؤكد إبداع الفنان المستمر والدائم، حتى بعد رحيله عن هذه الدنيا، وممن ظهروا على الشاشة السينارست وحيد حامد، مصطفى محرم، والفنان يوسف شعبان، هادي الجيار، وأحلام الجريتلي، ومدير التصوير رمسيس مرزوق، والفنانة دلال عبد العزيز وراسم البهجه الممثل سمير غانم، إضافة إلى اسماء عربية وعالمية أخرى.
ويصعد بعدها مدير المهرجان انتشال التميمي، ليرحب بالحضور، قائلاً: خلال السنوات الماضية نفخر أننا قدمنا مشروعاً ناجحاً في خريطة المهرجانات الدولية، وصاحب الفضل في ذلك هو فريق المهرجان الذي عمل بجهد حتي وصل إلى تلك المكانة، وتحول البعض منهم مع الوقت إلي خبير في صناعة المهرجانات الدولية.
وقدم بعد ذلك لجان التحكيم، وهي كما يلي: لجان تحكيم مسابقة النجمة الخضراء (الممثلة المصرية أروى جودة، المخرج كيفان مشايخ، الصحفية رنا نجار) ، اما مسابقة الافلام الروائية القصيرة (المخرج والمنتج المصري تامر عشري، مبرمجة الأفلام أليس خروبي، الممثلة المغربية نادية كوندا، الصحفية والناقدة الإيطالية إي نينا روث، ترأس لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة المخرجة المصرية كاملة أبو ذكري)، تتكون لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة من (المنتج الكوري الجنوبي جاي جيون، بالإضافة إلى المخرجة الأمريكية كيم إيه سنايدر. كما تضم لجنة التحكيم المخرج الأردني الهولندي محمود المساد، والمنتجة الفلسطينية مي عودة، ترأس لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة المنتجة المكسيكية مارتا سوسا)، وتشمل لجنة مسابقة الأفلام الروائية الطويلة (الممثلة المصرية منة شلبي، وسارة هوش المؤسس، كما تضم المخرج والمنتج اللبناني جورج هاشم، يشارك في اللجنة المخرج الهندي كبير خان، يرأس لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة المنتج روب ألين)، تضم لجنة تحكيم فيبريسي (الاتحاد الدولي لنقاد السينما، الصحفية والناقدة الأسترالية هيلين بارلو، إضافة إلى الصحفية الإيطالية ميكيلا مانينتي، وكذلك الصحفي المصري محمد نبيل)، أما فيما يخص لجنة تحكيم نيتباك (شبكة الترويج للسينما الآسيوية) فتتكون من إندو شريكنت، إضافة إلى المخرج الكوري الجنوبي تشانج هو باي، والمنتج والمخرج الفلسطيني السويدي محمد قبلاوي.
ثم طلب انتشال التميمي من المخرج أمير رمسيس المدير الفني للمهرجان، والفنانة بشرى رئيس العمليات والشريك المؤسس في المهرجان، الصعود إلى خشبة المسرح لأخذ الصورة التذكارية مع لجان تحكيم الدورة الخامسة.
قدمت بعدها الإعلامية ناردين فرج مقدمة حفل الافتتاح، الفنانة هند صبري عضو اللجنة الاستشارية العليا لتقدم جائزة إنجاز العمر للفنان أحمد السقا، والذي وصفته بالفارس على شاشة السينما وفي الحقيقة، والذي أهدى تكريمه إلى عدد من الأشخاص المؤثرين في حياته، وهم سمير غانم ودلال عبد العزيز، والمهندس أنسي ساويرس، والإهداء الثالث كان لوالده، ثم والدته نادية السروجي، وأخيراً زوجته التي رافقته مشوار حياته.
ووسط مفاجأة للحضور، صعدت الفنانة لبلبه لتقدم تكريماً خاصاً للفنان سمير غانم، وقالت: «يشرفني النهارده إني اتكلم عن عشرة العمر الذي عملت معه سبعة أفلام، هو صانع السعادة الذي صنع كوميديا خاصة به فقط، ونحن اليوم هنا نقول له وحشتنا .. الفنان سمير غانم»، ليتم بعدها تقديم فقرة استعراضية خاصة مكونة من اسكتشات استعراضية لأبرز أعماله، جمعت رحلته عبر الشاشة الكبيرة والفضية، مزجت بين رقصات فوق المسرح، ولقطات على الشاشة تم انتقاءها بذكاء، اختمت بشخصية فطوطه التي اخترعها في فوازير رمضان، لترسم البهجة والسعادة على وجوه لازالت متأثرة من رحيله قبل شهور قليلة.
واختتم الحفل بتقديم أحدث أغاني الفنان محمد رمضان التي تحمل عنوان «جو البنات» بمشاركة ريد ون، وسالكسو، لتفاجأه الفنانة بشرى بباقة من الزهور علي خشبة المسرح، ليرد محمد رمضان، قائلاً: «الصلح خير»، في تعبير منه عن انتهاء حالة الخلاف التي كانت بينهما بسبب تعبير «نمبر ون».
لاشك أن حفل افتتاح الدورة الخامسة للجونة السينمائي، كان موفقاً، شكلاً ومضموناً وإخراجاً، كما كان مبهجاً، وأضفى حالة مزاجية ممتعة، تفتح الباب أمام استمتاع آخر يبدأ من الغد مع مجموعة متميزة من أهم أفلام هذا العام الحائزة على جوائز من أشهر المهرجانات العالمية.
