القاهرة ـ «سينماتوغراف»: انتصار دردير
رغم أخطاء التنظيم البارزة أمس في حفل افتتاح الدورة الـ 39 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، والتي عنونت عليها «سينماتوغراف» بقلة الخبرة وسوء تصرفات المنظمين وتأخير المواعيد وبعد المكان، إلا أن الكوارث الفنية التي يواجهها تنضح وتفضح عدم مقدرة إدارته الحالية على التعلم من تجاربها، ليستمر مسلسل اخفاق «القاهرة السينمائي» خصوصاً مع عقد قنوات الـ«دي إم سي» الذي جعل من إدارة القنوات الحاكم الآمر الناهي ليزداد فشلها فيما وعدت به من جلب نجوم عالميين وحضور فنانين مصريين نسبوا الشكر إلى «دي إم سي» متجاهلين إدارة المهرجان ووزارة الثقافة التي يقام المهرجان تحت رعايتها.
ويكفي ما حدث بالأمس لفيلم افتتاح سعى المهرجان مع مخرجه لتأجيل عرضه التجاري في القاهرة، ومع ذلك لم يسطع التعامل معه بحرفيه، وكالعادة ترك الضيوف والنجوم والسينمائيين الفيلم وذهبوا إلى حفل العشاء، ولولا مشاكل الصوت والصورة وعراقيل الأجهزة الحديثة التي تفاخرت بها إدارة المهرجان عند اختيارها قاعة المنارة بالتجمع الخامس، وتسببت في ايقاف الفيلم لاستمر عرضه للاشباح وقلة من الحضور تعد على أصابع اليدين.
فبعد مرور 20 دقيقة فقط من العرض، أبدى الفلسطيني هاني أبو أسعد، مخرج فيلم الافتتاح «The mountain between us – الجبل بيننا»، استيائه الشديد من مستوى الصورة والصوت التى ظهر عليها عرض الفيلم، واصفاً الأمر بأنه «لا يليق بقيمة ومكانة القاهرة السينمائي»، وأنه لا يقبل أن يعرض فيلمه فى هذا المستوى، معتبراً ما حدث «إهانة» لفيلمه الذى يعرض لأول مرة فى الشرق الأوسط، وغادر القاعة غاضباً، قبل أن يعتذر على عدم مواصلة عرض الفيلم.
فيما أبدى المخرج والمؤلف محمد دياب حزنه الشديد من انصراف الحضور من حفل افتتاح الدورة الـ39 للمهرجان، قبل مشاهدة فيلم الافتتاح، ووصف «دياب» ما حدث بالـ«فضيحة»، وحكى تفاصيلها في منشور له على صفحته الشخصية عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، وكتب: «القاعة وقت عرض فيلم الافتتاح فضيت تماماً، رغم أنه فيلم هوليوودي وإخراج مخرج عربي، طبعا دي فضيحة معبرة مش عن مهرجان القاهرة لوحده، بس عن صناعة السينما في مصر، الحقيقة إن نجوم السينما في مصر معظمهم ما بيتفرجوش على سينما خالص بتاتا، يعني حتى إم بي سي تو ما بيتفرجوش عليها، اللهم إلا لو في فيلم حد زقهولهم، وقالهم ده هايل لو عرفت تمصره، ساعتها ألاقيه جايلي بالفيلم وعاوز يعمل زيه».
وأضاف: «ممثلون مشهورون كنا بنبقى بنشتغل مع بعض ومتحمسين لي جداً كمخرج وأكتشف في وسط الشغل إنه ماشافش حتى الأفلام اللي أنا أخرجتها! طب والله العظيم إني أخلي ممثل في هوليوود يتفرج على فيلمي أسهل وأسرع من إني أخلي ممثل في مصر يتفرج عليه!».
ويبدو أن ما حدث في حفل الافتتاح، كان بداية الحرب الإعلامية بين إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وشبكة قنوات دي إم سي، ولن يشهد هذا الحدث الفني فقط مجالاً لتبادل الخبرات السينمائية، ومتابعة أحدث وأبرز الأفلام العربية والعالمية، إنما سيتطور الأمر بسبب حالة الاحتقان لدى مسؤولي المهرجان الذين أصدورا بياناً مؤكدين فيه تأخر انطلاق فعالياته لمدة 3 ساعات كاملة، مشيرين إلى أن تأخر موعد بدء حفل الافتتاح كاد يتسبب في إفساد الليلة.
وذكرت الإدارة في بيانها: «أبدى ممثلو وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة استياءهم الشديد لما وصفوه بـ(العزلة) التي فُرضت عليهم في شرفة الصحافة، والحيلولة بينهم والاقتراب من الساحة المخصصة لاستقبال النجوم، والوقت الزمني الطويل الذي تم إهداره في إجراء الأحاديث الفضائية مع المشاهير أثناء وجودهم على السجادة الحمراء، بينما تم احتجاز الصحفيين والإعلاميين في «الشرفة» انتظارا لانطلاق الحدث، وهو ما دفع البعض منهم إلى مغادرة المكان بأكمله!».
ولم تكتف إدارة المهرجان بالإشارة إلى أن الحفل قد تأخر 3 ساعات عن موعده، إنما وصفت أداء المطربة السورية أصالة لأغنية «الفن»، بشكل ارتجالي؛ حيث وضح عليها أنها مرتبكة، ومتلعثمة، ولم تحفظ كلمات الأغنية الشهيرة التي تغنى بها يوماً الموسيقار محمد عبد الوهاب، لكن سرعان ما استعادت ثقتها بنفسها.
ومع صباح اليوم التالي لفعاليات المهرجان، بدأت فصول جديدة في استمرار الفشل الفني والتنظيمي، منها إلغاء عروض الفترة الصباحيه، وكذلك الاضطرار إلى فتح عروض اليوم كله مجاناً للجميع في كافة دور العرض بدون الاعتماد على بادجات المهرجان، نظراً لعدم تشغيل النظام الخاص بالتذاكر.
ومما تم نشره اليوم عن المؤتمر الصحفي لـ «دبي السينمائي» يتضح الفارق الكبير والمذهل بينه ومهرجان القاهرة، فلا مقارنه مع 50 فيلماً في عرض عالمي أول و59 عملاً عربياً منها فيلمين مصريين وهما (بلاش تبوسني وطلق صناعي)، بخلاف وجود 29 نجماً ونجمة من هوليوود على سجادة مهرجان دبي، ولذلك أطالب بوقفة حقيقية لنتعلم ويعرف الجميع في كافة المجالات، كيف تدار وتنظم المهرجانات السينمائية، التي بدأت بعدنا وسبقتنا بمراحل رهيبة في البرمجة والتنسيق وعدم وجود أخطاء والالتزام الدقيق بالمواعيد.