القاهرة ـ «سينماتوغراف»
أنطلقت مساء أمس فعاليات الدورة الأولى من مهرجان القاهرة للسينما الفرنكوفونية، حيث اقيم حفل الإفتتاح في المسرح الصغير بدار الاوبرا المصرية بحضور رئيس المهرجان الدكتور ياسر محب ونخبة من السينمائيين والفنانين، بالإضافة إلى صناع وأبطال فيلم الإفتتاح المصري «النهاردة يوم جميل»، والذي ينافس على جوائز المهرجان أيضا في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة.
بدأ الحفل بفيلم تسجيلي عن العلاقة الوثيقة بين السينما المصرية والفرنسية، بداية من الأخوين لوميير والذين أدخلوا أول عرض سينمائي لمصر، مرورا باستخدام اللغة الفرنسية بالأعمال المصرية ووصولا لنجوم مصر العالميين الذين أثروا بالسينما الفرانكفونية ومنهم المخرج العالمي يوسف شاهين والنجم العالمي عمر الشريف وداليدا، وبعد إنتهاء الفيلم قام رباعي موسيقي وتري من فرقة اوركسترا أوبرا القاهرة الموسيقية بعزف 4 مقطوعات من أشهر الأعمال الفرانكفونية التي اشتهرت بالمجتمع المصري وانتهت المقطوعات بعزف لحن أغنية حلوة يا بلدي والتي قدمتها داليدا بصوتها لمصر، مصحوبة بمشاهد من أهم الأفلام السينمائية الفرنكوفونية الشهيرة.
في بداية كلمته وجه رئيس المهرجان دكتور ياسر محب الشكر لكل الوزارات المصرية التي تحمست وسهلت كل العوائق لإخراج هذا المهرجان للنور، ووجه الشكر بشكل خاص لوزيرالثقافة دكتور إيناس عبد الدايم وكل قيادات الوزارة وأيضا وزارة الخارجية والوزير المفوض خالد عارف مدير شئون الفرانكفونية بوزارة الخارجية، وأضاف محب أن المهرجان يعزز دور مصر بالمؤسسة الفرانكفونية مع تبني عدد من المبادرات السينمائية والفنية، مؤكدا أنه على الرغم من الإعتذارات التي واجهها المهرجان من صناع الأفلام بسبب جائحة فيروس الكورونا ومتحوراتها إلا أنه سعيد باستطاعة فريق عمل المهرجان بإنطلاق الدورة الأولى بعد جهد شهور طويلة.
وأكد إن المهرجان رسالة وليس مجرد حدث ثقافي دولي، فهو رسالة تتماشي مع روح وثقاف مصر التي مثلها كمثل الثقافة الفرنكوفونية وأهداف المنظمة تدافع عن الحرية المسئولة بجميع أشكالها، كحرية الفكر، والتعبير، والإبداع، عن طريق الفن السابع، أقوي الفنون الإنسانية وأكثرها تأثيرا، فوسط سوق سينمائية فرنكفونية مزدهرة، تمتد من أفريقيا إلي الأمريكيتين، مرورا بمنطقة البحر الكاريبي والعالم العربي وأوروبا وآسيا، سوق تضم 88 دولة وحكومة يبلغ مجموع سكانها 1.5 مليار شخص، أي مايمثل 16% من سكان العالم، ينفتح المهرجان علي سينما غنية بالتجارب والمدارس والرؤي المختلفة التي تخدم تطوير وترويج السينما المصرية والفرنكوفونية بمختلف جوانبها الفنية والثقافية.
ولفت إلى أن مصر تعتبر من الدول الأساسية والمحورية النَشِطَة في المنظمة، وهذا ما تؤكد عليه القيادة السياسية دائما، بضرورة دعم وتفعيل دور مصر في منظمة الفرنكوفونية، والذي طالما كا ن ولا يزال دورا مؤثرا ومحوريا، يتماشى مع قدر مصر وشديد حرصها واهتمامها بالتعاون مع الدول الأعضاء فى المنظمة، أوضح محب أنه في إطار الترويج للمهرجان وتأمين الحصول على الأفلام، قامت إدارة المهرجان بالتنسيق اللازم مع قطاع العلاقات الثقافية الدولية بوزارة الخارجية، والتواصل مع المنظمة الدولية للفرنكوفونية والتى تدعم المهرجانات السينمائية فى دول المنظمة، وذلك من خلال إدارة الشئون الفرنكوفونية بوزارة الخارجية المصرية.
وعلى الجانب الاخر قال الوزير المفوض خالد عارف مدير شئون الفرانكفونية بوزارة الخارجية أنه يتشرف بالتواجد داخل الدورة الأولى للمهرجان، حيث قال أن مصر أهدت للمنظمة الفرانكفونية أول سكرتير عام للمؤسسة، وهو دكتور بطرس بطرس غالي، مؤكدا أن السينما المصرية اثرت وأهدت العديد للعالم الفرانكفوني، بالإضافة إلي الكثير من التعاون الفني منهم شخصيات مثل يوسف شاهين وداليدا وجميل راتب وغيرهم.
المهرجان تدأت عروضه اليوم الأحد بالعرض الثاني لفيلم الإفتتاح «النهاردة يوم جميل» للمخرجة نيفين شلبي في اول تجاربها الروائية الطويلة”، بداخل المهرجان، والذي يتنافس في مسابقة الأفلام الطويلة، ويعرض للمرة الاولي عالميا بين 23 فيلم طويلا وقصيرا من 10 دول هي مصر، فرنسا، كندا، السنغال، المغرب، تونس، الامارات، لبنان، بوركينافاسو، انجلترا، كما يعرض اليوم الفيلم الفرنسي «درس صغير في الحب» والمغربي «الحب في زمن الحرب».
ويرأس لجنة التحكيم مسابقة للأفلام الروائية والوثائقية الطويلة المنتجة من الدول الأعضاء بمنظمة الفرنكوفونية المخرج الكبير هاني لاشين وبعضوية كل من الفنانة إلهام شاهين ومدير التصوير دكتور محسن أحمد والكاتبة الصحفية والناقدة آمال عثمان والموسيقار أشرف محروس والسيناريست وسام سليمان والمنتج اللبناني فادي اللوند، وأكد لاشين علي أن افتتاح الدورة الاولي لمهرجان القاهرة للسينما الفرنكوفونية يمثل حدث ثقافي دولي كبير واضافة لمهرجانات مصر السينمائية، خاصة وانه يقام تحت رعاية وزارة الثقافة وانه الاول من نوعه في مصر حيث يهتم بالسينما التي تقدمها أكثر من 88 دولة ناطقة بالفرنسية كلغة رسمية غير اللغة الام، ويشرفني ويسععدني أن أكون رئيس لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية والوثائقية الطويلة والتي تضم قامات سينمائية كبيرة، كل الشكر لدكتور ايناس عبدالدايم وزير الثقافة ودكتور ياسر محب رئيس المهرجان وفريق العمل، وأتمني أن يحقق هذا المهرجان نجاحا كبيرا ليكون له موقعا ثابتا في خريطة المهرجانات السينمائية.
بينما ترأس الفنانة سلوي محمد علي لجنة تحكيم الأفلام القصيرة وعضوية كل من الفنانة ناهد السباعي ومخرج الأفلام الوثائقية عزالدين سعيد والناقدة الجزائرية فاطمة بارودي، وأكدت سلوي محمد علي علي سعادتها الكبيرة بالمشاركة في الدورة الاولي بالمهرجان وقالت “تقديرير البالغ لاختياري رئيسا للجنة تحكيم الأفلام القصيرة بالمهرجان، خاصة أن هذه النوعية من الأفلام لها مكانة مميزة لدي، فضلا عن كونها تلعب دورا مهما وبارزا في وعي أفراد المجتمع، بلا شك إن قيمة الفيلم القصير تزداد يوما بعد يوم، خاصة أنها تتناسب مع طبيعة العصر و”ريتم” السرعة المتزايد، رغم أنه ليس من السهل تركيز المعنى الفني والإنساني في هذه الأفلام إلا من مبدعين يدركون قيمة كل ما يحتويه الفيلم القصير، وقيمة الرسائل الهامة المقدمة من خلاله، هذا بالإضافة لكون هذه الأعمال المميزة الداعمة للفرنكوفونية، تسهم بشكل كبير في تفعيل الحركة الثقافية وتعزيز التبادل الفني الذي يركز على التعاون الفرانكفوني، فضلا عن تطور نشاط السينما، ونجاحه المستمر في خلق آفاق جديدة للتبادل الثقافي، عبر تنظيم هذه الفعاليات الفنية المميزة.
وأشارت أدعو زملائي الفنانين وكل محبي السينما لمتابعة فعاليات هذا المهرجان وأتطلع لأن تكون دورته الأولى بداية طموحة لمهرجان قوي ومستقر يتحول تدريجيا لجسر تعبر على متنه الثقافات المختلفة في عالم لن ينقذه سوى الانفتاح الثقافي واحترام الاختلافات دون التورط في صدام كل أطرافها خاسرون.