الدوحة ـ «سينماتوغراف»
قدّم الخبير السينمائي برونو دومونت ندوته الدراسية في النسخة الثالثة من قمرة، الملتقى السينمائي من تقديم مؤسسة الدوحة للأفلام، حيث حثّ صناع الأفلام الواعدين على تخطي حدود الواقع وذكّرهم بمدى أهمية معالجة السينمائي للواقع المحلي لينطلق بفيلمه إلى العالمية.
وتطرق دومونت في حديثه إلى الأحداث الفلسفية والروحية التي شكلت الأساس لحياة واعمال صناع الأفلام الفرنسيين الكبار، وأكد على أن دراسة الفلسفة (اليونانية والألمانية) عامل مساهم في تمكينه كصانع فيلم موضحاً «أنها العقل والمنطقة التي تجعلنا نميز بين الأشياء».
يعتمد دومونت في أعماله على العمق الفلسفي الذي يصبغ خصائص شخصياته، ويقول «الفلاسفة أشخاص أسبغوا من نفسهم على الطبيعة البشرية» ولهذا يرى في السينما تجربة روحية وفي الفيلم فناً طبيعياً.
يؤمن دومونت بالتواصل والتداخل بين الطبيعة والإنسان ويستخدم الطبيعة كاداة حقيقية في صناعة الأفلام. ويقول: «عندما تسقط الشخصيات على طبيعة ما، يظهر مشهد معين، ولهذا أبحث عن طبيعة يمكن أن أسرد حولها قصة محددة، لأنها تساعد في تقديم التعبير الشبح للخير والشر والغموض والأحاجي.»
وحضر الندوة الدراسية التي قدمها دومونت حشد كبير من المواهب الواعدة الذي يتابعون أعماله بشغف كبير، وطرحوا عليه الأسئلة التي تتدرج من الأفكار الفلسفية إلى ما وراء الكواليس لبعض أفلامه المميزة.
وبحث الحضور أيضاً مع دومنت قيامه بالاستعانة بممثلين محترفين في أعماله بعدما اعتمد في السابق على ممثلين غير مدربين. يقول دومنت أن المفتاح الرئيسي في العمل مع الممثلين المحترفين هو «إظهار إنسيانتهم ودفعهم للغوص في اعماق انفسهم ليصبحوا شخصيات حقيقية. ولهذا يمكن دائماً توجيههم على أساس أنهم غير محترفين وستحصل على النتائج الممتازة».
ورداً على سؤال حول التأثير السياسي في أفلامه، قال دومونت بأن السياسيين ليسوا في دائرة اختصاصه مضيفاً بأنهم يؤثرون في إحساسنا بالفن. في المقابل، فإن الفن والسينما تمكننا من تقبل بعضنا البعض لأن السينما تظهر لنا علاقتنا مع الأخرين.
وسرد دومونت رحلته في السينما بدءاً بدراسته وتدريسه للفلسفة وتصوير الأفلام للشركات ثم تعلم فن التصوير السينمائي والمونتاج وكتابة النصوص. وعندما ولج عالم صناعة الأفلام الروائية، وجد أنه من المستحيل العمل مع ممثلين معروفين. ويقول دومونت في هذا الصدد : «عملت مع ممثلين غير محترفين ووجدت العمل معهم أسهل بكثير». وسرد دومونت كيفية قيامه بمونتاج الأفلام وكيف استخدم أدوات المونتاج للحصول على لقطات فورية وإعادة منتجتها خصوصاً عندما لا يكون فريق العمل مرتاحاً لبعض المشاهد».
وأوضح الخبير السينمائي بأنه اكتسب خبرة واسعة وفهماً عميقاً عبر السنوات ما جعله مخرجاً شجاعاً ومستعداً للقيام بكل ما يستطيع لدعم المنتجين. ويدرك دومونت تماماً بأن الأفلام لا يجب أن تناسب الجميع فلا يمكن صنع فيلم يرضي كل الأشخاص. ويجب تقبل بأن بعض الأشخاص لا يحبون فيلمك ولهذا اترك الأمر بكل بساطة.
يشار إلى أن فيلم دومونت «ليل كوين كوين» (فرنسا / 24) قد عرض في قمرة 2017 كجزء من عروض خبراء السينما. وسيشارك دومونت في جلسات توجيهية مع المواهب المشاركة في قمرة.