الدمام ـ «سينماتوغراف»
عقدت خامس الجلسات الحوارية، ضمن فعاليات مهرجان أفلام السعودية في دورته التاسعة، في مسرح سوق الإنتاج، تحت عنوان “بعد أكثر من 1000 فيلم.. ما الذي نعرفه عن الأفلام السعودية؟
وشارك فريق الإدارة الفنية ومبرمجو المهرجان خلال الندوة بمعلومات وبيانات للأفلام السعودية التي شاركت في دورات مهرجان أفلام السعودية، والتي تجاوز عددها الـ 1000 فيلم سعودي، كما ناقش الفريق التحولات والفجوة بين الواقع والمأمول في ظل الحراك السينمائي السعودي.
وتحدث خلال الندوة كل من المدير الفني للمهرجان أحمد الشايب، مدير برمجة الأفلام محمد عاشور، ومدير التسجيل والمعلومات حسين الغمران، والذين أجمعوا في حديثهم على أن المهرجان “محلي بمعايير عالمية”.
واستعرض المتحدثون تاريخ مهرجان أفلام السعودية منذ دورته الأولى التي انطلقت عام 2008م، بشراكة بين النادي الأدبي وجمعية الثقافة والفنون، ثم توقفه بعد صدور قرار بمنع إقامة مهرجانات سينمائية، واستمر المنع حتى عام 2015م، العام الذي أقيمت فيه الدورة الثانية، وحولها الكثير من التساؤلات عن إمكانية نجاحه، وبالوصول إلى الدورة الثالثة فقد عقدت أيضاً في جمعية الثقافة والفنون، بالشراكة مع مبادرة إثراء، ثم انتقل المهرجان في دورته الرابعة إلى خيمة إثراء عام 2017، وبعد ذلك صدر القرار الرسمي بفتح دور العرض السينمائية في السعودية.
وفي عام 2018 تم افتتاح مركز إثراء الرسمي والذي اعتبر تحولاً كبيراً، لاحتضانه تنظيم فعاليات المهرجان. بينما في عام 2020م تم إطلاق فعاليات مهرجان أفلام السعودية في دورته السادسة أون لاين بسبب جائحة كورونا.
وأبان المتحدثون أنّ التوجهات الاستراتيجية للمهرجان، هي دعم وتشجيع صنّاع الأفلام المحليين في المملكة، واكتشاف أصوات ورؤى سينمائية جديدة، وتطوير قدرات المساهمين في صناعة الأفلام، وإثراء المحتوى المعرفي والثقافي في السينما، وخلق مناخ للتواصل الفعّال بين المواهب السينمائية.
وكشف العرض المقدم من فريق المهرجان خلال الجلسة الحوارية، أن عدد الأفلام المسجلة خلال مسيرة دورات المهرجان بلغ 1095 فيلماً، موزعة على النحو التالي: 40 فيلماً في عام 2008، 104 أفلام في عام 2015، 112 فيلماً في عام 2016، 136 فيلماً في عام 2017، 154 فيلماً في عام 2019، 105 أفلام في عام 2020، 89 فيلماً في عام 2021، 125 فيلماً في عام 2022، وأخيراً 230 فيلماً في عام 2023.
أما عن فئات الأفلام التي قُدمت خلال دورات المهرجان، أفاد المتحدثون بأن نسبة فئة الأفلام الروائية الطويلة بلغت 5٪، الروائية القصيرة 72٪، الوثائقي القصير 22٪، والوثائقي الطويل 1٪.
وبحسب تصنيف لغات الأفلام فإن 76٪ منها باللغة العربية، 9٪ صامتة، 7٪ باللغة الإنجليزية، و6٪ لغات أخرى، فيما يبلغ متوسط المدة الزمنية للفيلم الروائي الطويل ساعة و22 دقيقة، والروائي القصير 11 دقيقة، والوثائقي الطويل ساعة و4 دقائق، والوثائقي القصير 13 دقيقة.
وتنوعت تصنيفات الأفلام ما بين التاريخي، والتجريبي، والتشويق والجريمة، والخيال، والرسوم المتحركة، والرياضي، والعاطفة، والفنتازيا، والقضايا الاجتماعية، والكوميديا، والوثائقي، إلى جانب الدراما التي تصدرت التصنيفات بنسبة 53٪.
وكشف المتحدثون عن عدد صنّاع الأفلام المشاركين في مهرجان أفلام السعودية في دوراته التسع، حيث بلغ عددهم 520 صانعاً، أما نسب الفئات العمرية لصنّاع الأفلام، فبلغ 53٪ منها ما بين (25-34) عاماً، 30٪ ما بين (35-44) عاماً، 12٪ ما بين (15-24) عاماً، 4٪ ما بين (45-54)، 1٪ فوق 55 عاماً، مشيرين إلى أن أصغر مخرج مشارك بلغ 16 عاماً، فيما يبلغ أكبر مخرج مشارك 64 عاماً.
واستحوذت المنطقة الشرقية على المرتبة الأولى من ضمن مدن صنّاع الأفلام المشاركين في دورات مهرجان أفلام السعودية بنسبة 38٪، تليها المنطقة الغربية بنسبة 27٪، والمنطقة الوسطى 26٪.
من جهته، ذكر المدير الفني أحمد الشايب، أن صناعة الأفلام في السعودية غير متقاطعة مع المجالات الأدبية الأخرى أسوة بما هو موجود عالمياً، حيث قال: “هذا خلل يجب تداركه للوصول إلى سينما متكاملة العناصر والأركان، ما يسهم في وجود مدارس وتيارات تتمايز عن غيرها في تقديم أفلامها”، موضحاً بأن هذا الوضع “المربك” ساهم في وجود واقع سينمائي قائم على متابعة الترند، وما ترغبه المهرجانات، حتى وصل الحال ببعض صنّاع الأفلام إلى السؤال عما يتطلبه مهرجان ما، أو مسابقة ما، وصنع أعمال على قياسها، لا على قياس ما يؤمن به المخرج نفسه”.
كما أشار الشايب إلى وجود مفاهيم مغلوطة من المهم تداركها، “منها عدم الإلمام بمفهوم الرسالة واعتبارها تأتي حصراً في سياق الوعظ، بينما الرسالة هي بيان المعنى الفلسفي العميق للعمل، ودليل وعيك بعملك وما ترمي إليه”، مضيفا “هناك أيضاً ضعف في إدراك أهمية ذكر الأرقام الصحيحة والمعلومات الدقيقة لصنّاع الأفلام، وهذا يجعلنا كقائمين على المهرجان، نعاني من وجود إحصاء غير دقيق، فهدفنا من جمع هذه الأرقام والبيانات ليس شخصياً، إنما لبناء قاعدة بيانات سليمة تساعدنا على التحليل والخروج بنتائج مفيدة لصناعة السينما في السعودية مستقبلاً”.
وتابع، إنّ الدافع وراء هذا اللقاء، هو طرح إشكاليات وأسئلة من المهم توخي الشفافية والصراحة بشأنها في المجال، كما أنها توضّح الجهد المبذول من قبل فريق القائمين على المهرجان، وهم يستحقون الشكر والتقدير نظير جهودهم الكبيرة.