الوكالات ـ «سينماتوغراف»
في كل عام يحظى 20 ممثلاً بشرف الترشح لجائزة الأوسكار، ورغم أنها عادة ما تكون من نصيب الأدوار الجيدة، فلا شك أن بعض الأدوار والممثلين لا يحظون بالاهتمام ذاته لنيل الجائزة المرموقة.
الناقد الفني المتخصص كايو كوليتي نشر مقالاً في موقع Taste of Cinema شارك فيه رأيه في بعض أفضل الأدوار التي أداها ممثلون وممثلات في أفلام أنتجت عام 2016، والتي يعتقد رغم ذلك أنها لن تنال الفرصة العادلة لتقييمها حد ترشيحها للأوسكار.
حيث جاء في المقال “ولن يكون 2016 مختلفاً، ستكون تحيزات الأكاديمية في الصدارة، وأنا لا أقصد بهذا حتى التحيزات العنصرية، لكن هناك ميل؛ بل ميلهم غير العادل إلى الأفلام الدرامية المصقولة على حساب أفلام الحركة أو الأفلام المستقلة.
اخترت لكم 10 أدوار مميزة من أفلام هذا العام التي من المرجح أنها لن تُرشح للأوسكار لكن هذه الأدوار تستحق أن تُرى وتُسمع ويحتفى بها بالقدر نفسه. أنصحك بمشاهدتها”.
1 – كريشا فيرتشايلد في فيلم Krisha
بطلة هذا العمل بكل تأكيد مؤهلة لجوائز، أما كفيلم، كريشا هو مشروع عاطفي بدائي صُنع بالقليل من الدولارات والقليل من الحبكة الروائية، وهو يدور حول مواجهات امرأة مع عائلتها في عيد الشكر.
دور البطولة كان لافتاً للانتباه، ورغم أنه ليس ظهورها السينمائي الأول؛ إذ إنها لعبت دوريْن من قبل، فإنه يُشعرك بأنه عرض متأخر لممثلة عظيمة؛ فهي جذابة، ونارية وشرسة، وتُذكرنا قليلاً بالأداء الأسطوري لجينا رولاندس في A Woman Under the Influence، ولا عجب أن الفيلم سُمي باسمها؛ إذ إنه لم يصبح الدوامة الأسلوبية والعاطفية التي أراد الوصول إليها إلا بفضل عملها.
- جيف بيدجيز في Hell or High Water
يعد ذلك أحد الأدوار التي ما زال بإمكانها أن تبلغ معايير الأكاديمية، لكنني أراهن بجدية أنها لن تفعل. رغم أنه تلقى الكثير من ثناء النقاد، فإن فيلم David Mackenzie’s Hell أو High Water قد نُسي تماماً خلال موسم الجوائز الثقيلة (La La Land، Moonlight، Jackie.. الخ.) كما أنه يضمر نوعاً من الغرابة في نوعه وهو ما قد لا يتناسب مع الأكاديمية مثلما تناسب مع آراء النقاد.
إن هذا لشيء موسف! خاصة بالنسبة لـجيف بريدجز، الذي قدَّم واحداً من أفضل أدواره في الذاكرة الحديثة كماركوس هاميلتون، حارس تكساس يواجه التقاعد الإلزامي بعد مسيرة مهنية متألقة، وفي هذا فيلم، يعرض حالة مميزة، ما يدفعنا أن نعرف ونهتم بشأن هاميلتون، في الوقت الذي يكشف فيه الممثل جميع عيوبه المعتادة. إنه عمل عبقري يفوق توقعاتهم بأفضل طريقة ممكنة.
- إيميلي بلانت في The Girl on the Train
هذه واحدة من الحالات التي يفسد فيها عدم جودة الفيلم إجمالاً فرص نجمه في خوض سباق أفضل ممثل. ففي أحسن الأحوال، وكفيلم مقتبس عن رواية، فإن فيلم The Girl on the Train مهترئ، ووحده، فهو ليس فيلماً رائعاً أو أصلياً في حد ذاته. رغم ذلك، كانت إيملي بلانت استثنائية في الدور الرئيسي لمطلقة حديثة ترى شيئاً مروعاً يحدث من نافذة القطار الذي تستقله يومياً.
حملت إيميلي الفيلم على أكتافها، ونجحت في التغلب على كل عيوبه لتخلق صورة هادئة جميلة لامرأة يائسة مدمرة. يأسها محسوس وعجزها يؤلم المشاهد أيضاً، لدى بلانت تلك القدرة التي تمتلكها فقط الممثلات العظيمات لتوصيل مشاعرهن مباشرة لأكثر المواضع حساسية للمشاهد، ربما لن يكفي ذلك لتترشح للأوسكار، لكنه بالتأكيد عمل يستحق الثناء.
4.باتريك ستيوارت في Green Room
إن هذا العمل من نوع الأفلام المرحة الساحرة، التي لن تعترف بها الأوسكار أبداً، بينما يجب عليها ذلك.
ليست فقط قصة جيريمي سولينير هي العبقرية، لكن أيضا إخراجه البارع في تحقيق التوازن بين النغمات والعناصر. إلا أن أكثر ما يستحق الجوائز في هذا الفيلم، هو أداء باتريك ستيوارت المرعب كقائد لمجموعة من النازيين الجدد تطارد فرقة بانك شهدت جريمة قتل.
إن لم تظن أبداً أن ذلك دور، فيمكنك أن تشاهد باتريك ستيوارت يلعبه، حسناً، انضم إلى النادي، ورغم ذلك فهو بارع جداً في هذا الدور؛ إذ تفوق على خلفيته الشكسبيرية الفخمة ليقدم أداءً متوعداً ومنذراً بالشؤم، بجودة غاضبة يمكنها أن تنجح فقط في ذلك الفيلم. ما فعله لم يكن أشبه بتمثيل المشهد؛ بل تقمّصه، ولم يبد -ولو لمرة واحدة فقط- بعيداً عن الواقع، والجميع يعلم أن هذا هو ما يرعب حقاً في الأشرار المرعبين.
- آنيا تيلور جوي في The Witch
فيلم آخر رائع لن يجذب انتباه الأوسكار. ربما يكون فيلم The Witch هو الأكثر روعة في صياغته لهذا العام. سيكون عاراً حقيقياً ألا يُعترف بذلك الفيلم كقطعة فنية رغم جودة صوره السينمائية، وموسيقاه التصويرية، وتصويره.
جانب آخر ينبغي أن يُمدح أكثر كذلك، وهو الأداء العبقري للبطلة صغيرة السن التي تسافر شخصيتها خلال رحلة مرعبة مباشرة نحو قلب الظلمة.
اسمها آنيا تايلور – جوي، وستراها في الكثير من الأفلام في الشهور المقبلة، بداية من فيلم السيرة الذاتية لباراك أوباما Barry مروراً بفيلم Spilt لـM. Night Shyamalan. هذه النجمة ذات الـ20 عاماً لها طريقتها في سحر الكاميرا بعينيها، وموهبتها التي تغري المشاهد لتعطيه شعوراً بالألفة والذي من شأنه أن يفعل العجائب بالنسبة لها في أي فيلم رعب صيغ بشكل جيد. ومع تمحور الفيلم حولها، يصبح أداء تايلور – جوي أكثر براعة، وإنه لمن الغريب أن تجد أنها بهذه البراعة في هذه السن الصغيرة.
- أجينس دين في Sunset Song
Sunset Song هو أول فيلم لترانس دايفيس منذ 5 سنوات، بعد فيلمه المذهل The Deep Blue Sea. مع شعوره المبهر بالتناغم والجمال، بالإضافة إلى سيطرته المطلقة على الكاميرا، أعاد ديفيد تقديم قصة اسكتلندية كلاسيكية حول فتاة تبلغ سن الرشد في بداية القرن العشرين. أذهلت عارضة الأزياء البريطانية آجانيس دايان الجميع في دور البطلة فيما يمكن أن يُعد ويجب أن يُعد أداءً خارقاً لها.
دايان متميزة جداً في عملها كعارضة أزياء، وتخلت عنه لتلعب هذا الدور، رغم أن وجهها مميز ومغرٍ كعادته، فهي جذابة جداً لا تملّ من مشاهدتها بينما تنتقل بين مشاعر مختلفة عبر تعبيرات نابضة بالحياة احتاجت إليها الشخصية الشابة.
- ألدن إينرتش في Hail Caesar!
عندما تكون الأبرع على الإطلاق في فريق عمل يضم جورج كلوني، وجوش برولين، ورالف فينيس، وسكارليت جوهانسون، وتيلدا سوينتون، وتشأنينج تاتوم، وفرانسيس ماكدورماند وجونا هيل، تعلم أنك قمت بالعمل الصحيح.
الاسم هو ألدن إهرنريش، وقبل أن تتذكره على الفور كـهان سولو الصغير، رجاء تفقّد أداءه العبقري في فيلم الأخوين كوين Hail، Caesar! النزهة اللذيذة خلال العصر الذهبي لهوليوود.
الشيء الرائع هنا، هو أن إهرنريش يبدو أنه يفهم الفيلم الموجود به أفضل من هؤلاء الممثلين المحنّكين، الساخرين بامتياز الذين ذكرتهم مسبقاً.
هو مضحك بشكل لا يصدق، ويُظهر انفعالات غير متوقعة، مثل الفيلم تماماً. إنه أميركي صرف وغريب الأطوار جداً، لكن رغم ذلك عالمي في حسه الفكاهي ومشاعره. إنه أداء رائع بحق يستحق أن يُذكر قبل أن يأخذ أهرنريش سفينة الألفية نحو النجومية.
- فيغو مورتنسن في Captain Fantastic
قدَّم فيغو مورتينسين في هذه المرحلة من حياته المهنية الكثير من الأدوار العظيمة التي لم تُشاهد إلى حد كبير، إنه لمن الصعب أن تستمر حتى على المسار نفسه.
Captain Fantastic هو آخر دور قدّمه، رغم ذلك تشعر بأن هناك شيئاً مميزاً في هذا الدور: النجم السابق لفيلم Lord of the Rings يلعب دور أب متفانٍ لـ6 أبناء، رباهم بعيداً عن العالم، في بيئة صارمة نفسياً وبدنياً. وعندما أُجبر على ترك جنته والخروج للعالم بدأ في التساؤل عما يعنيه أن تكون أباً.
المفتاح الرئيسي في جميع أدوار فيغو مورتينسين العظيمة هو مدى حساسيته للموقف الخاص بالشخصية التي يؤديها، وكيف بإمكانه أن يترجم ذلك على الشاشة إلى شيء يشعر به كل مشاهد.
وهو ما فعله بالضبط هنا، مؤدياً دور أب تقليدي للغاية لكنه فريد من نوعه، ملقياً الضوء على صراعاته مع نفسه في خياراته الشخصية بالطريقة التي يفعلها كل أب في الحياة الحقيقية.
- كيت سيغال في Hush
شاركت كيت سيجال في كتابة Hush مع زوجها مايك فلانجان، الذي قام أيضاً بإخراجه. إنه نوع من العمل العائلي، لكنه أيضاً واحد من أفضل أفلام الإثارة والتشويق في السنوات الأخيرة.
تمت صياغته ببراعة، مرعب وفريد من نوعه، لكنه أيضاً رائع لدرجة أنه ممتع، الفيلم جوهرة يجب أن تُكتشف على الفور من قِبل محبي أفلام التشويق على “نتفليكس”، وأداء سيجل جوهري لعمله.
هي ليست فقط فتاتك العادية التي تستمر للنهاية؛ إذ صوّرت الصعوبات التي يواجهها الأذكياء الذين يعانون صعوبة في السمع، لتعبر الخط الرفيع بين الاستكشاف والاستغلال، لتجعل منه موضوعاً يمكن عمله والتواصل معه، ما ساعد المشاهدين على وضع أنفسهم مكانها. وكلما تعمّق الفيلم أكثر باتجاه ما لا يُصدق، فإنها هي الشخصية التي تحافظ عليه ثابتاً ومقنعاً.
https://www.youtube.com/watch?v=KhvyupqNhL8
- كيت يبكنسال في Love & Friendship
يعتقد الجميع أن كيت بيكنسيل وجدت دور العمر في Love & Friendship ، لكن لا أحد يرغب في تقديرها عليه.
أدت دور سوزان فيرنون، السيدة التي تعيش كابوس التوفيق بين الأم والشخصية الاجتماعية، وأثبت أنه كان من الأجدر بها أن تشارك في الأفلام الكوميدية طوال الوقت، الحقيقة هي أنها لم تُخلق لأداء الأدوار الدرامية بينما أداء دور مضحك بامتياز هو فرصة لاستعراض عضلات تمثيلية لم يظن أحد أنها قد توجد لديها.
وهو أيضاً الفيلم الأول لـوايت ستيلمان في الـ5 سنوات الأخيرة، كم افتقدنا خفة ظله في سيناريوهات الأفلام الكوميدية! إن Love & Friendship إعادة تقديم لجين أوستن بذكاء، مستفيداً بشكل ضخم من تقديم بيكنسيل الشرير، والنظرات التآمرية ورباطة الجأش المزيفة بدقة.