بينالي السينما العربية يعود إلى باريس بعد اختفاء 12 عاماً
باريس ـ «سينماتوغراف»
بدأت دورة جديدة بعد طول انتظار تحمل الكثير من الوعود لعشاق الفن السابع في بينالي السينما العربية بالعاصمة الفرنسية خلال الفترة من 28 يونيو (حزيران) وإلى 8 يوليو (تموز) 2018، ببرمجة خاصة تفتح أبواباً واسعة لإبداعات وتجارب السينمائيين العرب على اختلاف مدارسهم وانتماءاتهم.
هي الدورة التاسعة من مهرجان السينما العربية، الذي كان يُنظم كل سنتين منذ العام 1992، لتعود أجواء الفرح والاحتفاء بالسينمائيين العرب إلى باريس بعد اثني عشر عاماً عندما توقف حينها المهرجان في العام 2006، لأسباب مادية وبدون ضجيج، ليختفي من خارطة المهرجانات السينمائية بعد أن شكل مرجعاً عربيا وعالمياً للفن السابع، حصد صانعوه والذين شاركوا فيه جوائز عدّة في أهم المهرجانات العالمية على مدى العقد الماضي.
يتضمن برنامج المهرجان في دورته المُرتقبة نهاية الشهر الحالي، عرض أكثر من سبعين من الأفلام الروائية والأفلام الوثائقية، القصيرة والطويلة منها، وجميعها من إنتاج عامي 2017 و2018، والتي سيتم عرضها للجمهور في مُعظم دور السينما في العاصمة الفرنسية وضواحيها والمناطق التابعة لها، إضافة لقاعات معهد العالم العربي في باريس.
وتتألف المُسابقة بشكل رئيس من ثلاثة أقسام، حيث يشمل القسم الأول المنافسة الرسمية للأفلام القصيرة والطويلة، الخيالية والوثائقية المنتجة خلال عامين، حيث سيتم في نهاية المهرجان تكريم الأفلام الفائزة من بين 14 فيلماً سيتم اختيارها في القائمة الرسمية للمُسابقة.
وفي القسم الثاني من المهرجان يُكرّم المنظمون اثنين من صناع السينما العربية ممن شاركوا في تأسيسه ونجاحه، إذ يحتفي المهرجان بأعمال كل من الراحلين في العام الماضي 2017، المُخرج السينمائي اللبناني جان شمعون رائد السينما الوثائقية، بحضور زوجته السينمائية مي المصري. كما سيتم تكريم الفنان محمود زموري أحد أهم المخرجين الجزائريين، والذي قدّم خلال حياته أعمالاً مُبدعة في فرنسا عالجت مشاكل الهوية والاندماج لدى الجاليات العربية.
أما القسم الثالث من المهرجان فيُقدّم نظرة تكريمية على السينما السعودية الناشئة بهدف الترحيب بدخول السينمائيين السعوديين عالم الفن السابع وتشجيعهم على المزيد من التألق في أعمالهم القادمة، خاصة وأن الدورة الأخيرة من مهرجان كان السينمائي الدولي في مايو (أيار) الماضي، شهدت تواجداً ناجحاً وفاعلاً للسينما السعودية في أولى مُشاركاتها، فيما يُعرب العديد من العاملين في مجال الفن السابع عن التفاؤل بهذه السينما الشابة القادمة من الجزيرة العربية.
وعلى هامش فعاليات المهرجان، سيتم تنظيم اجتماعات وندوات تخصّصية في فن الكتابة السينمائية في أوروبا والعالم العربي بحضور مُحترفين وموهوبين عرب وأوروبيين. إضافة لتخصيص جلسة نقاشية حول صناعة السينما الفلسطينية، وندوة عامة حول السينما العربية للجمهور من عُمر 7 إلى 77 عاماً.
إضافة لتنظيم ورشتي عمل في المهرجان، الأولى منها حول كتابة سيناريوهات الأفلام القصيرة بالتعاون مع مختبر وبرنامج سينفيليا Cinephilia Short Lab في باريس لمُساعدة صانعي الأفلام وتطوير قدراتهم، موجهة لأصحاب مشاريع السينما القادمين من ضفتي المتوسط، وسيتم في نهاية الورشة منح جائزة لصاحب أفضل سيناريو.
أما ورشة العمل الثانية فسوف يتم تنظيمها تحت عنوان “مواهب في الأفلام القصيرة من الكتابة إلى الشاشة”، وذلك بالتعاون مع إدارة الأفلام القصيرة في المركز الوطني للسينما بفرنسا، وهي مُخصصة للسينمائيين الهواة الذين تعلموا بشكل ذاتي، ويرغبون بالاطلاع على المراحل المختلفة لإنتاج فيلم واكتساب المزيد من المهارات.
ويرأس المهرجان في دورته الجديدة الممثلة الفلسطينية المُقيمة في فرنسا هيام عباس، فيما تتكون لجنة التحكيم من السينمائي المغربي فوزي بنسعيدي، والممثلة السعودية فاطمة البناوي، والمنتج المصري محمد حفظي.