كان ـ «سينماتوغراف» : عبد الستار ناجي
ضمن إنتاج (تونسي – سويسري – فرنسي – قطري)، يأتى فيلم «تحت الشجرة» والعنوان الفرنسي «تحت شجر التين» للمخرجة التونسية أريج السخيري ضمن العروض الرسمية لمهرجان كان السينمائي الدولي في تظاهرة «أسبوعا المخرجين»، قصيدة سينمائية في البساطة والعمق والكتابة الخالية من التكلف والمتن المحوري، إلى جانب مجموعة من الحكايات والحوارات تعزف على إيقاع الحب والأرض والتين والأمل والأحلام.
فيلم «تحت شجر التين» يرصد العمالة التى تذهب إلى تجميع التين في موسم الحصاد وهى تحمل معها حكاياتها وألمها، وأيضاً البحث عن الحب والدفء الإنساني والعلاقات التى تمتد جيل بعد آخر، فتيات شابات نسين الحلم من أجل مساعدة الأسرة التى تعيش على حافة الفقر، بخلاف مجموعة من الشباب الذين يحملون معهم أيضأ أحلامهم المؤودة تحت ظلال التين، ويشكل موسم حصاده فرصة للتلاقي مع أحلام الأمس والغد، وكذلك الحصول على أجر يومي يغطي تكاليف الحياة .
سينما بلا تكلف او حتى شعارات بقدر ما هو تقرير عن حالة الوضع الراهن في تونس بعيداً عن السياسة وقريباً من الضغوط الاقتصادية، إلى حيث جيل يظل يراهن على أمل قريب بعيد التحقيق، تحت أشجار التين حيث يتحول الحقل إلى مسرح كبير من الأحاسيس والألم والصور والشخوص التى تظل تتمحور حول هدف أساسي هو الحلم والحب والغد، وهى معطيات ومفردات تظل بمثابة الرهان البعيد المنال.. فموسم الحصاد قصير سريع لا يحقق الحلم حتى في بناء علاقة جديدة أو استعاده قديمة، ولكن الموسم يبدأ مع الحلم وينتهي مع زغاريد العودة إلى الأهل تاركين خلفهم أحلامهم وذكرياتهم أيضا ظلالهم التى ارتسمت على تلك الأشجار الشامخة والباسقة والتى تظل تعطي وتثمر رغم الألم .. وهكذا هو الأنسان تحت تلك الظلال والانحاء وكل الأماكن.
سينما عذبة.. سينما ثرية تلك التى تقدمها أريج السخيري يظل محورها الإنسان وتونس.. وهي دعوة للمشاهدة والتأمل ..