خاص ـ «سينماتوغراف»
بعد غياب 12 عاماً عن شخصية الآلة T-800 التي قدمها للمرة الاخيرة في الجزء الثالث (ترمينيتور Terminator) عام 2003، يعود ارنولد شوارزينجر لأداء دور المدمّر الذي اطلق شهرته عام 1984 من خلال سلسلة جيمس كاميرون العلمية الخيالية. وبميزانية بلغت 170 مليون دولار (اي مثل الجزء الثالث واقل من الجزء الرابع الذي بلغت تكلفته 200 مليون دولار رغم انه الاسوأ ضمن السلسلة)، وبحبكة تبرر تقدم الآلة شوارزي بالعمر نجح الفيلم في ان ينال اعجاب جيمس كاميرون اولاً الى درجة انه اعتبره الجزء الثالث من سلسلته التي اخرج لها الجزءين الاولين الناجحين. كيف لا وهو الأوفى لفيلميه اللذين قدم فيهما شوارزينجر دور قاتل آلي ارسل من المستقبل إلى عام 1984 لقتل سارة كونور. وايضا يصل من المستقبل كايل ريس الجندي القادم بدوره لحماية سارة. اما جمهور السلسلة فقد فرح بعودة ارنولد شوارزينجر (68 عاماً)، لكنها عودة اقتصرت عليه، فليندا هاميلتون ومايكل بين غابا عن الجزء الجديد ليحل مكانهما اميليا كلارك وجاي كورتني اضافة الى جايسون كلارك في دور ابنهما جون كونور.
يعيدنا الجزء الجديد الذي يحمل عنوان Terminator Genesis (والذي بدأت عروضه في صالات السينما بمنطقة الشرق الأوسط الخميس الماضي وممتدة مع موسم عيد الفطر)، إلي البدايات والشخصيات المعروفة والحبكة نفسها، لكنه لا يحرمنا المفاجآت الجديدة، فجون يرسل والده كايل الى الماضي ليحمي امه سارة التي لا تزال مطاردة من الآلة المدمرة (ارنولد بوجه اكثر شباباً بفعل المؤثرات الخاصة، وبجسد الممثل والرياضي الشاب برت ازار الذي شكره ارنولد على اعارته جسده المصقول والمنفوخ). لكن الآلة الشابة تواجه الآلة العجوز T-101 (ارنولد عجوزاً وطريفاً ومؤثراً ومانحاً الفيلم ابعاداً من النوستالجيا والحنين والانفعالات) التي تحوّلت حامية سارة الاولى، والثنائي العاشق يواجه عدواً جديداً لم يكن في الحسبان.
يتميّز الفيلم بمؤثرات بصرية توفر للجمهور الجديد على السلسلة متعة متابعة مغامرة تشويقية حافلة بالمطاردات التي لم تعد مبتكرة أو جديدة، وبسيناريو مزج الماضي المعروف بالمفاجآت والانقلابات غير المتوقعة، لكن تظل نقطة قوته في بطله ارنولد شوارزينجر، الحاضر بكامل طرافته وحنانه الذي تفجره له الممثلة اميليا كلارك.