«كان» الوكالات ـ سينماتوغراف
توج الفيلم الفنلندي المصور بالأبيض والأسود «اسعد يوم في حياة أولي ماكي»، بجائزة أفضل فيلم في تظاهرة «نظرة ما» في مهرجان كان السينمائي، والتي تأتي في أهميتها بعد مسابقة المهرجان الكبرى.
وهو العمل الروائي الأول للمخرج الشاب، يوهو غوشمانين، عن سيرة ملاكم فنلندي في ستينيات القرن الماضي وخسارته بطولة العالم بالملاكمة وربحه لقلب حبيبته التي تقف معه. وقد فضلته لجنة التحكيم على المخرجين المحترفين المتنافسين في هذه التظاهرة التي ضمت 18 فيلما من 20 بلدا.
وعند صعوده على خشبة صالة ديبوسي لاستلام جائزة أفضل فيلم حيا المخرج الفنلندي يوهو غوشمانين لجنة التحكيم قائلا «شكرا لذائقتكم العجيبة في السينما».
وقال غوشمانين «إنه مندهش وسعيد» وإن هذا هو أول مهرجان عالمي يحضر إليه بفيلمه الروائي الأول.
وسبق أن حصل فيلم اطروحة تخرجه على جائزة «سينيفونداسيون» في مهرجان كان عام 2010، التي تمنح لدعم المخرجين الشباب الواعدين.
لقد لفت غوشمانين الانظار إليه عبر قدرته على استثمار جماليات الأبيض والأسود لخدمة موضوع فيلمه الذي تدور أحداثة في ستينيات القرن الماضي، فضلا عن مقاربته لموضوعه في سياق اجتماعي نقدي واضح.
ويتناول الفيلم الأيام التي تسبق نزال بطولة العالم بالوزن الخفيف عام 1962 بين الملاكم الأمريكي ديفي مور ومتحديه الملاكم الفنلندي أولي ماكي.
وعلى الرغم من أن الفيلم يتناول سيرة بطل رياضي، إلا أنه لم يكن عن البطولة والفوز بل عن الخسارة والخذلان، والحب الرغبة والتمييز والصراع الطبقي.
وقد ظلت مشاهده بعيدة عن حلبة الملاكمة وتدور في سياقات منزلية ومناسبات اجتماعية مختلفة فضلا عن رصد معاناة بطله مع حياته الاجتماعية وقصة حبه، ولم يظهر في حلبة الملاكمة إلا في النزال الاخير ولدقائق محدودة انتهت بهزيمة قاسية.
ثمة تقارب خفيف من تحفة مارتن سكورسيزي «الثور الهائج» بيد أن غوشمانين ينجح في أن يرسم منحاه الخاص عبر تركيزه على نزعته الاجتماعية النقدية.
فماكي الذي سبق أن فاز ببطولة أوروبا في الوزن الخفيف، يظل انسانا بسيطا ينتمي الى الطبقة العاملة، حيث كان يعمل خبازا، ولاينجح في أن يحقق سلوكا احترافيا في ميدانه، فينتهي الأمر بهزيمته بسهولة أمام الملاكم الأمريكي، لكنه بالمقابل يفوز بقلب وحنان حبيبته التي تقف إلى جانبه حين يهمله الجميع بعد خسارته.