الوكالات ـ «سينماتوغراف»
كان الكثيرون ينتظرون فيلم لا لا لاند La La Land للمخرج داميان شازيل قبل أن يتم إصداره بفترةٍ طويلة. وأخيراً، بعد خروج المؤلف والمخرج، داميان شازيل، فائزاً بفيلمه Whiplash من حفل الأوسكار، أحضر معه مجموعة من الفنانين الموهوبين مثل رايان غوسلينغ، وإيما ستون لهذا الفيلم الموسيقي.
ولم يخيب فيلم La La Land التوقعات المرتفعة له، فقد حقق الفيلم نجاحاً كبيراً، وحاز إشادة النقاد والجمهور، ومدحه الكثيرون للإنتاج الضخم والشغف الحقيقي الظاهر بالفيلم، ولكن الفيلم كان أكثر من مجرد فيلم آخر من أفلام هوليوود الموسيقية الجيدة في عصرنا الحديث، فهو عملٌ فني ملهم، يرى بعض النقاد أنه يستحق الفوز بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم لهذا العام.
وها هي الأسباب العشرة التي ستجعل فيلم La La Land يفوز بجائزة الأوسكار، وفقاً لموقع Taste of Cinema، ويمكنك رؤية الموضوع باللغة الانجليزية على اللينك التالي،
1– اكتسح جوائز الغولدن غلوب
لطالما كانت جوائز الغولدن غلوب مؤشراً جيداً لما ستصوت له أكاديمية الأوسكار، وذلك لصلتها الوثيقة برابطة هوليوود للصحافة الأجنبية، فأي شخص تابع جوائز الغولدن غلوب لهذا العام سيعلم أن فيلم La La Land قد حقق نجاحاً مذهلاً بفوزه بسبع جوائز.
وهي أفضل مخرج، وأفضل سيناريو أصلي، وأفضل أغنية أصلية، وأفضل موسيقى تصويرية أصلية، وأفضل ممثلة وممثل في فيلم كوميدي أو موسيقي، وأفضل فيلم في فئة الأفلام الموسيقية أو الكوميدية.
ونادراً ما تنال الأفلام جميع الجوائز التي تترشح لها، ولكن استطاع فيلم La La Land أن يكون واحداً من تلك الأفلام النادرة.
2- المخرج دامين شازيل
في بعض الأوقات، تختار بعض الجهات المانحة للجوائز أن تمنح من يفضلونهم ترشيحاتٍ متتالية: كالممثلين مثل جاك نيكلسون، والممثلات مثل ميريل ستريب، والمخرجين مثل ستيفن سبيلبرغ، وغيرهم.
وذلك لا يقتصر فقط على جوائز الأوسكار، إذ يتكرر ذلك أيضاً مع مهرجان كان السينمائي، ومهرجان Nicolas Winding Refn، ولكن جوائز الأوسكار اشتهرت بذلك دون غيرها.
وفي الحقيقة فدامين شازيل من أكثر المخرجين نجاحاً في تحقيق الإيرادات، ففيلمه السابق Whiplash كان مرشحاً للفوز بجائزة أفضل فيلم، وبذلك يحظى فيلمه التالي بقدرٍ كبير من الدعاية قبل الإعلان عن إنتاجه. والآن وقد حظي بإعجاب النقاد، فليس هناك أي شكوكٍ بدخول شازيل رسمياً لعالم هوليوود الملكي، مما يمنحه فرصةً أكبر في الفوز بالجائزة.
3- طاقم التمثيل
أحد أسباب تعلق الجمهور الشديد بفيلم La La Land هو الصلة الروحية بين الممثلين الرئيسيين. فهذا هو التعاون الثالث ما بين رايان غوسلينغ، وإيما ستون بعد فيلم Crazy, Stupid, Love في عام 2011، وفيلم Gangster Squad عام 2013، وتطورت قدرتهما على التعاون للظهور بصورةٍ طبيعية في السنوات الثلاث الماضية.
ولطالما كانت ثنائيات المشاهير تحقق نجاحاً مذهلاً خلال موسم الجوائز، ومن أشهرهم تريسي وهيبورن، وباول وكيلر، وديكابريو ووينسلت على الأخص.
بالإضافة إلى ذلك، فليس غريباً أن يحظى كل من غوسلينغ وإيما بالترشيحات، فكلاهما قد ترشحا سابقاً لجائزة الأوسكار، ولهما مجتمعان ستة ترشيحات لجوائز الغولدن غلوب (بخلاف التي حازاها في فيلم La La Land) تلك الشهرة ستسهم بشدة في فوز الفيلم على باقي الأفلام المرشحة.
4- استدعاء التصوير السينمائي لطابع وودي آلن
بغض النظر عن فيلم Annie Hall، يُعد فيلم Manhattan أفضل فيلم كوميدي للمؤلف والمخرج وودي آلن وأكثرها شهرة، إذ يسرد الفيلم قصة كاتب تلفزيوني يتعرض لأزمة منتصف العمر، ويقع في حب حبيبة صديقه المقرب، التي أدت دورها ديان كيتون. ويشتهر الفيلم بتصويره السينمائي بالأبيض والأسود، وذلك لأن آلن أراد استدعاء الإحساس الميلودرامي للمدينة خالٍ من أي رتوش.
وبالتعاون مع مواهب المصوّر السينمائي الأسطوري غوردن ويليس، لم تقتصر شهرة فيلم Manhattan على اللقطات الرائعة للمدينة في المساء، ولكنها امتدت للتتابع الخاص بسير شخصيتي آلن وكيتون في القبة السماوية.
وبمشاهدة فيلم La La Land، يتضح أن كلاً من شازيل ومدير التصوير لينوس ساندغرين من معجبين آلن، فالفيلم يستدعي الكثير من طابع فيلم Manhattan، بدايةً من الرقصة المسائية الشهيرة، وموسيقى City of stars حتى الصورة الظلية لرقصة الفالس في المرصد الفلكي. ونجح شازيل وساندغرين في اختيارهم لقدوةٍ رائعة للفوز بجائزة الأوسكار، إذ يشتهر النقاد بحبهم الشديد لوودي آلن.
5- الموازنة ما بين الواقعية السحرية والواقع
لا يقتصر مصطلح La La Land على كونه مجرد عنوان لافت لفيلم سينمائي لشازيل، فهو يطلَق أيضاً على ولاية لوس أنجلوس وهوليوود منذ أواخر سبعينات وأوائل ثمانينات القرن الماضي، وبذلك استخدم شازيل مصطلحاً دارجاً لوصف حالةٍ حالمة.
صُورت تلك الحالة من العلاقة بالواقع كإشارة للممثلين، والعاملين في صناعة الأفلام، والمخرجين الواعدين الذين انتقلوا إلى لوس أنجليس في إطار سعيهم للوصول إلى النجاح.
وفي الوقت نفسه، يحظى الفيلم بقدرٍ كافٍ من عناصر الفانتازيا مثل وقوع البطلين في الحب، إلا أنه لم يغفل عن الواقع الذي يواجهه الكثير من الممثلين في هوليوود مثل: تجارب الأداء الفوضوية، والمشاكل المادية، وانتظار رد الاتصال، والأزمات الوجودية، والشعور بالأسى والتوتر الناتجين عن التخلي عن الشغف مقابل المكسب المادي، وغيرها الكثير، واستطاع سيناريو شازيل الذكي الجمع بين العنصرين معاً في أذهاننا.
6- يحمل أصداء هوليوود القديمة
في خطابات الفوز، شكر كلٌّ من ستون وشازيل منتجي فيلم La La Land لمخاطرتهم بالاستثمار في هذا الفيلم. وأشار شازيل إلى أن الأمر استغرق ست سنوات من مسؤولي الإنتاج لكي ينتجوا الفيلم.
ومن الحقيقي جداً أنَّ الأفلام الموسيقية ليست شائعةً كما كان عليه الحال خلال العصر الذهبي لهوليوود. ولا يعني ذلك أنها انقرضت، إذ لا تزال هناك بعض الأفلام المنمقة كل مدة، ولكن ما جعل فيلم La La Land يبرز من بين هذه العروض المحدودة كان ارتداده لأفلام هوليوود الموسيقية الكلاسيكية.
كما استمد الفيلم الأزياء المترفة من فيلم 42nd Street، وعدد الأغنيات باهظة التكلفة من فيلم Yankee Doodle Dandy، وتصميم الرقصات الجيدة من أفضل رقصات الثنائي الشهير روجرز وأستير، ليخلق قصة حنين تم تحديثها بما يكفي لكي لا تكون غريبةً على جماهير العصر الحديث.
وبالإضافة إلى ذلك، تجدر الإشارة إلى فوز فيلمين موسيقيين آخرين بجوائز أوسكار، قبل ذلك، ألا وهما Moulin Rouge، وChicago (فاز الأخير بجائزة أفضل فيلم).
7- الموسيقى
قد يبدو أن إضافة فئة الموسيقى لأسباب فوز La La Land بجائزة أفضل فيلم غريبة بالنظر إلى أن جوائز الأوسكار، التي تختلف عن جوائز الغرامي أو أي جوائز أخرى تعتمد على الموسيقى، ولكن يمكن ربط حقيقة أن الأفلام الموسيقية كان يتم استقبالها دائماً من قبل مجتمع النقاد على نحوٍ جيد نوعاً ما.
كما تحصد أفضل الأفلام دائماً نتيجةً ممتازة عندما تختلط في أذهان الناس بالموسيقى، إذ يلعب الصوت دوراً أساسياً في ترسيخ تجربة مشاهدة أي شيء. وهذا هو السبب في أن كثيراً من الملحنين مثل جون ويليامز، وهانز زيمر اكتسبوا الشهرة بسبب موسيقاهم، لأن الجمهور أصبح يؤمن بأنَّ موسيقاهم مبدعةً تماماً مثل الفيلم الذي تُعرض من خلاله.
وهذا ما يعطي فيلم La La Land ميزةً على الأفلام المرشحة الأخرى، فأفلام مثل Moonlight، وManchester by the Sea مشهودٌ لها برواية القصة، ولكن فيلم La La Land هو المرشح الوحيد الذي لديه هذا العامل، بالإضافة إلى الإعجاب الشديد بأغانيه.
والأفلام الموسيقية تحيا وتموت بموسيقاها التصويرية، وفيلم La La Land، لحسن الحظ، يحيا بها.
8- إنَّه قصة حب
دعونا نواجه الأمر، يميل الناس بشراهةٍ لقصص الحب، ولا تختلف عنهم جوائز الأوسكار. وفيلم Gone With The Wind هو أكبر دليل على ذلك.
وقد حذت حذوه العديد من الأفلام الأخرى، ولا سيما الأفلام الموسيقية الرومانسية، بما في ذلك أفلام Gigi ، وThe Apartment، وMy Fair Lady، وThe Sound Of Music، وAnnie Hall، والفيلم المثير للجدلOut Of Africa.
9- هناك علاقة بين الفيلم وأعضاء أكاديمية الأوسكار
اكتسبت هوليوود سمعةً مؤسفة لكونها مليئة بالنخبويين، الذين يؤيدون المحسوبية والمحاباة بين صفوفهم، وعلى الرغم من أن هذا الأمر صحيح في كثيرٍ من الحالات، إلا أن الحقيقة تكمن في أن الكثير من الممثلين والمخرجين الطامحين يقضون سنواتٍ من حياتهم في الانجراف بين المشاركة في حفلاتٍ أو وظائف لا طائل منها قبل أن يتمكنوا من لعب دورٍ كبير.
فيما جاء سيناريو فيلم La La Land في الصميم، إذ يحاول اثنان من الناس في الفيلم اقتحام صناعة الأفلام، رغم العديد من العقبات في طريقهم.
وهذا الأمر يعني شيئاً كبيراً لأي ممثل مرَّ بتجربةٍ مشابهة، وكذلك الأمر بالنسبة للأكاديمية التي تتكون من الكثير من هؤلاء الأفراد الموهوبين، وهذا هو أحد الجوانب التي يتمتع بها فيلم La La Land عن غيره من الأفلام المرشحة الأخرى.
10- لا ينطوي على أية توجهات سياسية
أثارت الأكاديمية الجدل في الماضي، إما بسبب تجاهلها للأفلام المشحونة سياسياً، أو معاملتها بشكلٍ غير لطيف أثناء فعاليات حفل توزيع الجوائز.
ومن الأمثلة البارزة على ذلك أفلام: Do the Right Thing، وBrokeback Mountain، وFruitvale Station، وBeasts of No Nation، وNightcrawler.
الشيء المحزن الذي علينا أن نأخذه في الاعتبار، هو أن الكثير من الاختيارات المحتملة الأخرى لفئة أفضل فيلم، عالجت بعض القضايا الحساسة التي وصمت بها.
ففيلم Moonlight يتناول موضوعات مثيرة للتوتر مثل تعاطي المخدرات، ورهاب المثلية أو الهوموفوبيا، والعنصرية، كما يعالج فيلم Manchester by the Sea قضايا الانتحار، والاكتئاب، والهجر في بلدة صغيرة، وهكذا.
للتوضيح، ليس المقصود هنا الطعن في أي من هذه الأفلام، التي كانت جميعها ظاهرةً استثنائية، وتستحق على قدم المساواة الفوز بالجائزة الذهبية. ولكن يجب أخذ هذا التوجه العام لجوائز الأوسكار في الاعتبار، بناءً على تحليلٍ موضوعي لسلوكهم في الماضي في التصويت للأفلام.