«القاهرة» سينماتوغراف
بعد الفشل الإعلامي الفج والذريع للتلفزيون المصري في تغطية أحداث سقوط طائرة «مصر للطيران» المنكوبة فجر الخميس، كشف تقرير حول فيلم «اشتباك» الذي افتتح تظاهرة «نظرة ما» في مهرجان كان السينمائي، تم بثه ليلة أمس وظهر على القناة الأولى والفضائية المصرية ببرنامج «أنا مصر»، عن العقول العابثة والمستهترة والمشوهه داخل تلفزيون الدولة لأي منجز مصري، وكأنها تصطاد بغباء في المياة العكرة، بعد الإشادة الرائعة والواسعة في الصحف العالمية للفيلم شكلا ومضمونا، ويكفي أنه أول فيلم مصري عربي يفتتح مسابقة في تاريخ مهرجان كان، ليثير عاصفة من الغضب الجماهيري والسينمائي، خصوصا مع وصف التقرير لمخرج الفيلم محمد دياب بأنه «ثورجي» من «نشطاء السبوبة»، وأنه يحاول الهجوم على مؤسسات الدولة، ويقدم دائما صورة مشوهه للواقع والمجتمع المصري في أفلامه.
ومن الواضح أن فيلم «اشتباك» الذي أكد غالبية نقاد العالم واعترف مخرجه بأنه ليس عملا سينمائيا عن السياسة بل يركز على الإنسانية، أزعج نجاحه الذي يحصده ومخرجه الذي تم تصنيفه بـ«المعارض» حسب ما أكد التقرير ليظهر وكأن جهة أمنية كتبته في محاولة افساد لاي جائزة قد يحصدها كما تتوقع ورشحته غالبية الصحف والمجلات والمواقع السينمائية، ليترك علامات استفهام مريبة حول الدور الذي يقوم به التلفزيون المصري في هذا التوقيت بالذات، ولا يدين الفيلم نهائيا وصفه للحالة السياسية وواقع مصر حاليا.
وفور ظهور تقرير التليفزيون المصري، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي وأبرزها الـ«فيسبوك» حالة من الغضب، ليتسائل الجميع عن الغرض من مثل هذه التقارير ومحاولتها للعب بعقول المشاهدين وتأليب الرأي العام وابعاده عن أحزانه لوفاة 66 راكبا لطائرة مصر للطيران التي لم يتم حتى الآن معرفة مكان سقوطها.
وقد وصفت الناقدة الفنية دعاء سلطان عبر صفحتها على الفيسبوك تقرير التلفزيون المصري قائلة: «اتفضلوا.. ده التقرير الأمني اللي عمله التليفزيون المصري عن المخرج محمد دياب وفيلم اشتباك.. الفيلم الوحيد اللي بيمثل مصر في مهرجان كان، وكتبت عنه كل إصدارات السينما العالمية بحفاوة كبيرة».
وعلق السيناريست عمرو سمير عاطف معلنا مقاطعته للتلفزيون المصري، وكتب على صفحته في الفيسبوك: «التليفزيون المصري وصل لدرجة من الانحطاط غير مسبوق شئ مخجل والله واحد وصل بفيلمه لمهرجان كان وتم الاحتفاء بيه بالشكل ده برنامج تافه على قناة متخلفة بيقول عنه كلام زى ده».
بينما قال المنتج محمد العدل: «أمن الدولة قدم تقرير مباحثي عن محمد دياب، مش عارف لو اللي كتبوا عن الفيلم في كل المجلات العالمية ولا اللي شافوا 678 في دول العالم يقولوا إيه على مستقبل الحريات في مصر».
وأكتفى المخرج السينمائي أمير رمسيس ببث التقرير التلفزيوني واصفا ماسبيرو بـ«تليفزيون أمن الدولة».
والأدهي كذلك، وفي نفس التوقيت وكأنها حملة مدبرة، تم نشر تقرير على هيئة مقال رأي في جريدة قومية مملوكة للدولة، يجتزأ كاتبه بعض جمل وفقرات من مقالات سابقه لنقاد سينما يركز من خلاله فقط على الجوانب السلبية للفيلم، ثم يتهمه بشبهه التمويل وانه يأتى ضمن سياق أفلام التمويل التى باتت تنشط ضد مصر هذه الأيام، معتمدا في ذلك على ان أحد منتجين الفيلم هو الداعية معز مسعود، ثم يطرح سؤال تهكمي عن مشاركة الفيلم في «كان» وسط قدمى جوليا روبرتس الحافية، وفتحة فستان أمل كلونى؟!.