دبي ـ «سينماتوغراف»
قبل الإعلان عن فيلمي افتتاح وختام دبي السينمائي خلال دورته الـ14 (تعقد من 6-13 ديسمبر المقبل) وقبل تحديد الشخصية الأجنبية التى سيكرمها المهرجان بمنحها «جائزة تكريم إنجاز الفنانين» بعد أن أعلن اختيار الكاتب وحيد حامد لمنحه الجائزة عن السينما العربية، تضع «سينماتوغراف» تصوراً قد يتوافق من اختيارات المهرجان التى نتوقعها وبقراءة تقترب من الخيارات المتاحة أمام مبرمجيه، يتأرجح اختيار فيلما الافتتاح والختام بين 5 اختيارات لأفلام عالمية مهمة.
الرهان الكبير أن يفتتح دبي السينمائي بفيلم «شكل الماء ـ The Shape of Water» الحائز على جائزة الأسد الذهبي، والذي عرض في مهرجاني فينيسا وتورنتو. وسيتم عرضه في صالات السينما عربياً وعالمياً بتاريخ 8 ديسمبر أي بعد حفل افتتاح المهرجان بيومين وبالتالى فالفرصة متاحة لينفرد المهرجان بعرضه الأول بالشرق الأوسط.
فيلم «The Shape of Water ـ شكل الماء»، من اخراج جييرمو ديل تورو وبطولة سالي هوكينز ومايكل شانون وريتشارد جينكينز ودوغ جونز وأوكتافيا سبنسر.
تدور أحداثه في إطار خيالى خلال حقبة الحرب الباردة بين الولايات المتحدة اﻷمريكية والاتحاد السوفيتي السابق، وفي أحد المعامل فائقة السرية التابعة للحكومة، تعيش إليسا حياة كاملة من الوحدة والصمت داخل المعمل، وتتغير حياتها للأبد حينما تكتشف مع زميلتها زيلدا أمر تجربة علمية شديدة السرية.
الاختيار الأهم هو فيلم «The Post ـ المنشور» للمخرج العالمي ستيفن سبيلبرج الذي يجمع فيه للمرة الأولى توم هانكس وميريل ستريب، وسينافس بشكل كبير في حفل الأوسكار القادم ضمن فئة الأفلام الروائية الطويلة، ويتناول قصة تحدى رئيس تحرير فى واشنطن بوست بين برادلى ومالكة الصحيفة كاى جراهام الحكومة الفيدرالية الأمريكية فى نشر وثائق البنتاجون فى عام 1971، التى رصدت التدخل العسكرى الأمريكى فى فيتنام خلال الفترة من 1945 و1967. وسيطرح يوم 22 ديسمبر في صالات السينما، بما يتيح الفرصة الكاملة لعرضه العالمي الأول أما في حفل افتتاح أو ختام دبي السينمائي.
أما الاختيار المميز يرجح أن يكون فيلم «Phantom Thread» وهو آخر فيلم من تمثيل النجم دانيال داي لويس الحائز على أوسكار أفضل ممثل 3 مرات، وذلك بعد اعلان خبر اعتزاله، ولم يعرض الفيلم فى أى مهرجان وبالتالى سيكون لدبى السينمائى فرصة عرضه العالمى الأول.
ومن المنتظر أن يطرح الفيلم بصالات السينما يوم 25 ديسمبر 2017، ويتعاون فيه دانيال دى لويس مرة أخرى مع المخرج بول توماس أندرسون الذي كان سببا في حصوله على الأوسكار عام 2007 عن فيلم There Will Be Blood. ومن المتاح أن يعرض أما في الافتتاح أو الختام، ويستطيع المهرجان أن يحقق نجاحاً مزدوجاً بمنح دانيال جائزة تكريم إنجازات الفنانين وسيكون حدثاً فريداً ينفرد به دبي السينمائي في دورته الـ14.
يذكر أن النجم صاحب الـ 60 عاماً لم يوضح سبب اعتزاله إلا أنه قال في بيان صحفي عبر متحدثه الرسمي، ليزلي دارت: “دانيال داي لويس لن يعمل مرة أخرى كممثل. إنه شاكر لكل زملائه وجمهوره عبر كل هذه السنوات. إنه قرار خاص ولن يقوم هو أو ممثله بالإعلان عن تفاصيل أكثر حيال هذا الأمر”، حسب ما ورد في مجلة Variety.
وقدم دانيال داي لويس للسينما العالمية أدوارا لا تنسى، من رئيس للولايات المتحدة الأمريكية إلى زعيم عصابة، في مشوار فني حافل امتد لأربعة عقود.
ويعد هو الممثل الوحيد الحائز على الأوسكار ثلاث مرات، عن تقديمه شخصية الرئيس الأمريكي لينكولن في فيلم المخرج ستيفن سبيلبيرج Lincoln، رجل الأعمال الجشع في There Will Be Blood، ودور الكاتب والفنان كريستي بروان في فيلم My Left Foot. ولا يمكن إغفال شخصيته المرعبة في فيلم العصابات Gangs of New York، كما شارك في الفيلم الموسيقي Nine.
وقد يخرج مهرجان دبي السينمائي عن المتوقع في فيلم ختام هذا العام، ويبتعد عن تكرار تجربة فيلم «حرب النجوم» الذي تنطلق عروض نسخته الثامنة في صالات السينما عالميا 15 ديسمبر ويمكن تأجيل عرضه في الشرق الأوسط ليتوافق مع حفل الختام، وكما هي عادة مبرمجيه في اختيارات غير متوقعة، يمكن اختيار فيلم الماني أو روسي للختام.
وهناك فيلم المخرج الكبير مايكل هانكه «Happy Endـ نهاية سعيدة»، الذي رشح لأكثر من جائزة في مهرجان كان 2017، ويطرح في صالات السينما يوم 22 ديسمبر، ويتناسب مع توقيت فعاليات “دبي السينمائي” لهذا العام.
ونهاية سعيدة من تأليف وإخراج مايكل هانكه، وبطولة إيزابيل هوبير، توبى جونز، وماثيو كازوفيتز وجاى لوى تريتاينتات، وتدور أحداثه حول عائلة تعيش في مدينة كاليه الفرنسية، بالقرب من مخيم لاجئين، وتتابع العائلة هؤلاء اللاجئين، ويلمسون معاناتهم عن قرب، وأسباب هجرتهم بلادهم. ويبدو هذا الفيلم الطموح المنتمي لفئة الكوميديا السوداء – وإن كان السواد فيه يغلب على الطابع الكوميدي – نسخة مُحدثة من رواية “يا له من تفكك”، التى انتقد فيها”جوناثان كو” سياسات رئيسة الوزراء البريطانية مارغريت ثاتشر بشكل لاذع.
لكن أكثر ما يذكرنا به فيلم «نهاية سعيدة» في واقع الأمر، هو الأعمال السابقة لـ”هانيكه”، المخرج والكاتب النمساوي، بما تتضمنه هذه الأفلام من مقاطع فيديو صُوِرت بكاميرات مراقبة، وتشيع في أجوائها مشاهد شديدة القسوة بما تتضمنه من وقائع قتل أو موت.
ويأتي الفيلم الروسي «Loveless ـ لا حب» للمخرج أندريه زفياغينتسيف، خياراً أخيراً للمهرجان وهو الفيلم الذى حصد جائزة لجنة التحكيم لمهرجان كان هذا العام، وعرض مؤخراً في مهرجان لندن وحصد كذلك جائزة أفضل فيلم، ورشحته روسيا للمنافسة على أوسكار أفضل فيلم أجنبي، وتدور أحداثه عن زوجين قرراً الانفصال عن بعضهما، لكن ظروف اختفاء ابنهما، جعلتهما يتعاونان من جديد.
ويقدم المخرج الروسي أندريه زفياغينتسيف في الفيلم عالما يكتنفه الغموض والحزن، عالم يفتقر إلى الحب ويعيش أبطاله في خواء روحي وألم نفسي.
يخلق زفياغينيتسف ذلك القلق الوجودي الذي يفيض به الفيلم والأجواء القاتمة التي تسيطر عليه، في قصة تبدو على السطح، كما لو كانت قصة زواج يتداعى، ولكننا نحسب أن الزواج المهترئ الذي يصوره الفيلم يقدم صورة لروسيا المعاصرة، التي يعيش أبناؤها في تمزق وحيرة وأجواء ينعدم فيها الحب، كتلك الأجواء التي تعيش فيها الأسرة الصغيرة المهشمة، التي يتمحور حولها الفيلم، والتي تبدو كما لو كانت صورة مصغرة للمجتمع الروسي المعاصروالقوى التي تتنازعه.