«سينماتوغراف» ـ متابعات
كانت الفترة التي ظهر فيها الفيلم الرومانسي الملحمي “تيتانيك”، والأيام الأولى لبزوغ النجم الأميركي الشهير ليوناردو دي كابريو، هي المرة الأخيرة التي حظي فيها ممثل شاب مثله بنفس حجم الحضور الذي يحظى به حالياً الممثل الشاب تيموتي شالاميه.
حضور يتجاوز عالم السينما إلى عوالم التصميم والموضة وغيرها من استغلال صورة النجم للترويج لأفكار تسويقية ما.
ويشار إلى أن نجم هوليوود تيموتي شالاميه لذي له شعر بني ناعم، يتمتع بنظرة حالمة في عينيه، إضافة إلى جاذبية فريدة. والممثل الشاب (26 عاما) الذي يعيش في نيويورك، ويحمل جوازي سفر أميركيا وفرنسيا، هو أحد أكبر نجوم جيل إنستغرام.
بلغ حجم الشعبية التي يحظى بها شالاميه درجة سمحت له بالظهور على غلاف مجلة “تايم”، كما احتفت مجلة “فوغ” بظهوره على السجادة الحمراء.
وقد عرفه عشاق الأفلام السينمائية من خلال أفلام مثل “بين النجوم” في عام 2014، و”ليدي بيرد” في عام 2017، و”نساء صغيرات” في عام 2019، وكإبن مدمن للمخدرات في فيلم “ولد جميل” في عام 2018. أما فيلم “نادني باسمك” الذي تم إنتاجه في عام 2017، والذي تدور أحداثه عن المثليين، فقد منحه ترشيحا للفوز بجائزة الأوسكار بينما كان لا يزال في أوائل العشرينات من عمره.
وظهر شالاميه خلال الأشهر القليلة الماضية في فيلم “الوفد الفرنسي” للمخرج الأميركي ويس أندرسون (52 عاما)، وفي ملحمة الخيال العلمي “كثيب”، كما ظهر مؤخرا في فيلم الخيال العلمي “لا تنظروا إلى السماء”، الذي يعرض على شبكة “نتفليكس” للبث المباشر على الإنترنت.
كما أنه من المقرر أن يظهر شالاميه قريباً في فيلم “ونكا” الخيالي الموسيقي، حيث يجسد دور الشاب “ويلي ونكا” الذي يمتلك أشهر مصنع لإنتاج الشوكولاتة.
ويستطيع هذا الممثل الشاب بجاذبيته الغامضة والخاصة تقديم أفلام مهرجانات وأفلام ضخمة. ووصفته مجلة “تايم” بأنه رجل حساس، يقول لجدته على الهاتف المحمول إنه يحبها كثيرا.
وشأنه شأن كثير من الممثلين المشهورين من الشباب، كان شالاميه عرضة للشائعات التي تطاله بين الحين والآخر، من نوعية أنه شوهد مع ليلي روز ديب (22 عاماً)، ابنة النجم المعروف جوني ديب، وكذلك مع لورديس ليون (25 عاماً) ابنة النجمة العالمية مادونا. ويصل عدد متابعي شالاميه على إنستغرام إلى أكثر من 17 مليونا.
والسؤال الذي يطرح نفسه في تناول هذا الممثل الشاب الذي أصبح يمثل ظاهرة هو ماذا يخبرنا نجاح ممثل مثل شالاميه عن روح العصر الحالي؟
تقول كلاوديا ميدولو، التي تعمل رئيسة لإحدى وكالات الأزياء، إنه لا تزال هناك اختلافات بين عالمي الأزياء والتمثيل، ففي صناعة الأزياء والموضة لا يزال هناك طلب على الرجل الأكثر نمطية إلى حد ما رغم تراجع التعبير عن الرجولة كما كان الوضع في تسعينات القرن الماضي مع ماركوس شيكينبرغ عارض أزياء علامة “كيلفن كلاين” التجارية الشهيرة.
وبحسب ميدولو فإن الرجال عموماً يتم تمثيلهم حالياً بوصفهم أكثر نعومة وتنوعاً وأقل نحافة، دون أن يكونوا مفتولي العضلات. كما يتم إبراز النموذج الذكوري الجديد المتوافق مع نوعية الرجال من أمثال تيموتي شالاميه.
من ناحية أخرى يقدم الباحث الأدبي توني تولين من جامعة هيلدسهايم تفسيراً آخر، قائلا “يبدو شالاميه متوافقاً مع ما يسمى بـ’الذكورة الهجينة’ في أبحاث الذكورة”.
ويعني هذا التلخيص التقريبي أن الممثل الشاب يبتعد عن الصورة الذكورية الكلاسيكية إلى درجة أنه يجرؤ على أن يكون أكثر أنوثة، ولكنه لا يفقد المميزات الذكورية أثناء هذه العملية. إنه ملتزم ومنفتح ومتأمل، ولكنه لا يزال ناجحاً جداً في مجالي الأفلام والموضة.
أما في ما يتعلق بصورة الرجال بشكل عام، فيقول تولن “تعرضت هيمنة الذكور وهياكل السيطرة الأبوية لتحديات هائلة خلال الأعوام الأخيرة. ويرجع الفضل في ذلك جزئيا إلى النقد والسياسات النسائية، وأيضا إلى معاناة الرجال أنفسهم من متطلبات الذكورة”.
ولكن كيف يجب أن يظهر الرجل وكيف يستطيع ذلك؟ ويمكن تناول هذا السؤال من عدة زوايا مختلفة عند النظر إلى تيموتي شالاميه وأفلامه.
وجدير بالذكر أنه جار الإعداد حالياً لتقديم جزء جديد من فيلم الخيال العلمي “كثيب”.