ثاني أيام سينما الغد الدولي

في ثاني أيام “القاهرة السينمائي” مع برنامج “سينما الغد الدولي”
مجموعة من أفلام الرحلات بأشكال وأنماط مختلفة
“سينماتوغراف” ـ رشا حسني
 
أستمرت لليوم الثاني علي التوالي فعاليات “القاهرة السينمائي” في دورته 36 بما يحويه المهرجان من مسابقات ومنها مسابقة “سينما الغد”، وهي المسابقة المخصصة للأفلام القصيرة وتضمن برنامج عرض اليوم الثاني خمسة أفلام قصيرة في حين تسبب حدوث مشكلة تقنية منع عرض فيلم “سرعة الضوء” وهو الفيلم المصري الوحيد المُشارك بمسابقة أفلام الطلبة ضمن فعاليات البرنامج سينما، والذي من المُنتظر عرضه ضمن برنامج عروض الغد في نفس الميعاد:
 
1- “بُرعم” فيلم كوري للمخرجة جا إين يون ومدته 20 دقيقة يتناول رحلة طفلة صغيرة لإحضار بُرعم معين يستخدم في طقس يخص الموتي، ترافق الكاميرا رحلة الطفلة بعد أن ضلت طريقها للسوق وتعرضها للضرب علي أيدي طفلة أخري فأخذتها عجوز صماء لتضميد جرحها فتألف الطفلة السيدة وتساعدها فيما كانت تفعله، لتمر الفتاة بعد ذلك علي مجموعة من الناس يعرفون من هيئتها أنها ضلت طريقها لتجلس معهم ويألفوها ثم تتناول نبيذ الأرز فتثمل.
 
يلفت نظر الفتاة رجل عجوز يعبر الشارع ببطئ تسير خلفه حتي تصل منزله ليكتشف الرجل أنها كانت تلاحقه ظناً منها أنه قد أخذ القبعة الخاصة بوالدها فيشرح لها ببساطة أنها قبعة تشبهها وليست التي تخص والدها لتقتنع الطفلة ثم تُبدي إعجابها بزهرة عباد الشمس التي يزرعها الرجل في حديقة منزله وتسأل الطفلة العجوز عن مكان السوق فيصفه لها فتذهب بالفعل أخيراً وحين تسألها البائعة عما تريده تُجيبها الطفلة بإبتسامة بريئة بأنها لا تعلم، فقد أنست الرحلة الطفلة عما خرجت من أجل إحضاره لنري في أخر مشهد بالفيلم أسرة الطفلة تقوم بطقس خاص بتأبين فرد قد رحل من العائلة ربما الجد وحينما يسألون عن البُرعم فلا يجدوه ثم يجدوا بدلاً منه زهرة عباد الشمس وعند السؤال عن من أحضرها تجيب الم بأن الطفلة هي التي أحضرتها فتجتمع العائلة علي أن زهرة عباد الشمس أجمل.
 
الفيلم يحمل فكرة غاية في البساطة وقد تم تناولها في العديد من الأفلام منها فيلم مصري شهير “حياة أو موت” للمخرج كمال الشيخ وكانت بطلته طفلة. أجاد المخرج في إختيار الطفلة محور أحداث الفيلم بوجهها البرئ والمعبر في نفس الوقت، إعتمد الفيلم علي طريقة السرد التقليدية نظراً لطبيعة الفيلم والتي تعتبر أقرب للحدوته المرئية.
 
 
2- “الخطة ب” للمخرجة سارا روزي ميرديث من الولايات المتحدة الأمريكية ومدته 19 دقيقة وتتناول أحداثه رحلة أيضاً لشاب وفتاة في العشرينات يبدو عليهم الإستهتار ويحاولون الإستمتاع بوقتهم بشتي الطرق كتناول المخدرات أو ممارسة الجنس ثم تشك الفتاة بأنها تحمل للشاب طفلاً في أحشائها فتقرر الحيل عن المعسكر الذين كانوا به لتذهب لأقرب مكان لتبتاع إختباراً للحمل لتتأكد منه هل هي حُبلي أم لا ومن خلال تلك الرحلة تشتبك الفتاة مع الشاب تارة وتتركه تارة أخري ثم تعود له مجدداً بعد أن تكتشف أنها تحبه ولا يمكنها الإستغناء عنه لتعود لتشتبك معه مجددا حتي أنها تصارحه بأنها قد أقامت علاقة مع زميل أخر لهم لتنتهي أحداث الفيلم بأن فقدت الفتاة وسيلة الإتصال الوحيدة لها بالشاب وهو جهاز اللاسيلكي الخاص بها لتمشي هي في طريق ويمشي هو في الطريق المعاكس له كما لو أن القدر هو من قدر لهم الفراق أخيراً.
 
أجادت المخرجة في التعبير عن كل حالة من حالات أبطال الفيلم من خلال رؤيتها البصرية مثل الجزء الخاص بالأحلام عقب تناولهم المخدرات أو الجزء الذي تكتشف فيه الفتاة بأنها تحب الشاب لتقرر أن تعود إليه. وبالرغم من أن الفيلم قصير إلا أنه يحمل هوية وصبغة الأفلام الأمريكية الهوليودية من طريقة الحوار إلي مفردات الحوار وحتي طريقة أداء الممثلين فتعلم منذ الدقيقة الأولي بالفيلم أنك أمام فيماً أمريكياً وفي أوقات كثيرة بالفيلم تشعر وكأنك تشاهد جزءاً مُستقطعاً من فيلم أمريكي طويل قد شاهدته من قبل ربما ذكرني بعض الشئ بفيلم المكسيكي بطولة جوليا روبرتس وبراد بيت.
 
3- “زينيك” للمخرج ريمي ألير من بلجيكا وللمفارقة تدور أحداثه أيضاً حول رحلة طفل مع إثنان من سارقي المنازل الذي يتورط معهم بإرادته في سرقة لوحات من منزل لينخرط ذلك الطفل مع باسكال اللص الطاعن في السن والذي يكشف له الطفل عن وجود جهاز إنذار بالمنزل الذين يقومون بسرقته فيهربوا قبل أن يتم إلقاء القبض عليهم ويُصاب الطفل أثناء قفزه من نافذة المنزل محاولاً الهرب ليعود له باسكال ويأخذه معه ليعيده إلي منزله ويشعر الطفل بإنجذاب ناحية باسكال الذي ربما يري فيه والده ونجد اللص باسكال أيضاً يحرص علي إعطائه النقود وهو يقله إلي منزله مؤكداً عليه أن يذهب لمدرسته غداً ولكن يعود الطفل في اليوم الذي يلي يوم السرقة ليذهب إلي بسكال ليحتضنه باسكال بحنو ويقرر أن يبقيه إل جواره.
 
عبر المخرج بصرياً عن حالة توتر وتشتت العلاقة بين الطفل واللص بالكاميرا الغير ثابتة طوال الوقت وأيضاً لحظات التوتر أثناء محاولاتهم السطو علي المنزل وللدلالة علي معضلة تعلق ذلك الطفل باللص ثم تجاوب اللص له وعاونه مدير التصوير بالتعبير عن تلك الحالة من خلال الإضاء القاتمة في بداية الفيلم لتشوش تلك العلاقة لينتهي الفيلم في النور والإضاءة ساطعة حين تتحدد أبعاد تلك العلاقة.
 
 
4- “سينترا والشجر المتكلم” للمخرجة Miaa Tervoمايا تيرفو من فينلندا ومدته 27 دقيقة وهو أولي الأفلام الوثائقية بالمسابقة تتناول مخرجة الفيلم قضية الجذور والأصول من خلال التركيز علي قصة حياة العجوز سايتا التي كانت تحمل بداخلها كل الحكايات القديمة والتقليدية وتحفظ كل أغاني تراث بلدتها ورقاصاتها أي كانت تحمل بداخلها كل ما يُشكل الموروث الثقافي لتلك البلدة الصغيرة. لخصت المخرجة ما أردات طرحه بالفيلم في بعض الجمل التي ذكرتها من خلال التعليق الصوتي  ومنها ” التقاليد شكل للحب والحب لا يموت” و “الشخص الوحيد هو الذي ليس له جذور” فلابد للإنسان أن ينتمي ومن الأفضل له أن ينتمي لجذوره. 
 
استخدمت المخرجة أشكالاً جديدة علي روح الفيلم الوثائقي ولكنها تتفق مع فكرة الفيلم فهو فيلم غير تقريري أو استقصائي بل يميل في أجزاء كثيرة به إلي الفيلم الروائي من ضمن تلك الأشكال الفنية توظيفها للوحات الرسوم المتحركة أو بعض اللقطات المُعاد تمثيلها والتي أرادت من خلالها تكريس فكرة التراث والجذور.
 
5- “إلي القلب” للمخرجة إيوا بوريسيكس من بولندا والذي إستغرق عرضه 10 دقائق هو فيلم مميز لا لفكرته فقط فالفكرة ليست بجدية فهي عن علاقة الرجل بالمراة ولكن الجديد بالفيلم إسلوب تنفيذه فهو فيلم رسوم متحركة ولكن عند مشاهدته تشعر وكأنك تشاهد مجموعة رسوم خطية بالقلم الرصاص تتحرك أمامك ذات بعد واحد أو بعدين وكثير من الرسومات الأخري مسطحة فلقد صممت مخرجة الفيلم الفيلم كاملاً ببرنامج كمبيوتر متخصص من الألف إلي الياء ولقد إستطاعت أن تعطي لفكرتها بُعداً جديداً من خلال إختيارها لهذا الشكل من الطرح. 
Exit mobile version