الخرطوم ـ «سينماتوغراف»: محمد الطريفي
يُنظّم “استوديو جاد” في الخرطوم، سلسلةً من العروض الاستعادية لتجارب المخرج السوداني الراحل، جاد الله جبارة (1920 – 2008)، بمناسبة مرور عقد على رحيله.
الأفلام بدأ عرضها يوم السبت الماضي، ويتواصل حتى الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر، في فضاءات مختلفة من الخرطوم، حيث عُرَض عند السابعة من مساء أمس في “سودان فيلم فاكتوري” وثائقي “الخرطوم”.
الفيلم هو أحد الأشرطة التسجيلية العديدة التي قام جبارة بإنتاجها وإخراجها، ويستعرض فيه مدينة تختلف كثيراً عن الخرطوم اليوم، إذ يعود إلى عقد السبعينيات متتبّعاً أجزء من تاريخ المدينة السياسي والاجتماعي، عبر جولة في منشآتها الحيوية ومنتدياتها وشوارعها وأنشطتها الثقافية.
تلي العرض جلسة نقاش للفيلم مع الناقدة السينمائية إيمان بركية تديرها مشاعر شريف، وتتناول حكاية صناعة هذا العمل وتجربته وأهميته.
وعند السابعة من مساء اليوم، الثلاثاء، يُعرَض في “المعهد الثقافي الفرنسي” فيلم “البؤساء” آخر أفلام جبارة، الذي اقتبسه عن رواية فيكتور هوغو. يُتبع العمل بمناقشة تتناول طريقة معالجة القصة العالمية سينمائياً وتحويلها إلى حكاية سودانية بحضور عائلة المخرج.
تعد تجربة جبارة من أبرز التجارب السودانية في السينما، وهو بمثابة رائد فيها، حيث أنتج وأخرج أهم بدايات الأفلام السودانية الوثائقية والروائية القصيرة مع زميله الراحل كمال محمد إبراهيم.
بدأ جاد الله عمله في السينما بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، حيث كان من ضمن عمله عرض الأفلام التي كانت تنتجها بريطانيا للمقاتلين من سكّان المستعمرات.
غادر إلى مصر لدراسة السينما، ملتحقاً بـ “استديو مصر” عام 1946، ليشهد تصوير وإخراج الكثير من أفلام محمد عبد الوهاب ونجيب الريحاني. وبعد ذلك عاد إلى السودان حيث عمل في مصلحة الاستعلامات مديراً لقسم السينما المتجوّلة.
أنتج جاد الله خلال أكثر من خمسة عقود ما يفوق مئة وثائقي من بينها: “الاستقلال”، و”الذهب الأبيض”، و”المنكوب”، و”أغنية الخرطوم”، إضافةً إلى أربعة أفلام روائية طويلة؛ من بينها: “تاجوج” و”ثور الجر” و”بركة الشيخ”.