أسوان ـ «سينماتوغراف»: انتصار دردير
(لتكن جلسة أصدقاء في حب سمير فريد)، هكذا طلب الناقد إبراهيم عريس قبل أن تبدأ ندوة الناقد الراحل سمير فريد التي يقيمها مهرجان أسوان لأفلام المرأة، وقد كان فريد أحد الداعمين له والمؤيدين بشدة لإقامته، وأكد د. خالد عبد الجليل الذي أدار الندوة وبدأها بقوله أن سمير فريد لم يكن مجرد ناقد أو باحث سينمائي وإنما حالة من التوهج في كل مجال أقتحمه علي مدي نصف قرن، وقد جاء كأول رئيس لمهرجان القاهرة بالانتخاب حينما أصر السينمائيون علي ذلك من خلال لجنة طالبت باسناد المهمة له ليقدم واحدة من أكثر دورات المهرجان نجاحاً.
وقال الناقد إبراهيم العريس: علاقتي بسمير فريد بدأت منذ أكثر من نصف قرن ومنذ عرفته وأنا أشهد تشجيعه للشباب ولم يفرق في حياته بين سينمائي مصري وغير مصري، بل انفتح علي السينما العربية واكتشف فيها نجوماً وساند مهرجاناتها ودورة 2014 تعد من أهم دورات القاهرة السينمائي، وهي الدورة التي قتلته شاباً، فقد عاش سمير فريد شاباً مؤمناً بالشباب ولابد من التأكيد أنه كان خير نصير لسينما المرأة في كل العالم العربي، وكان يتجاوز أحياناً القيمة الفنية لتشجيعهن، وكان لديه هاجس “هاملت” وهو الهاجس الذي شاركه فيه يوسف شاهين، وكان يتمنى أن يصنع فيلما بعنوان “هاملت الإسكندراني”، ، والسينمائيون في فلسطين ولبنان والخليج مدينون له، سمير فريد كان بالنسبة لي هو السينما المصرية وقد اختار دوماً أن يكتب بلغة سهلة لايستعرض فيها قدراته المعرفية بقدر رغبته في الوصول ببساطة لكل الناس.
وقال المخرج مجدي أحمد علي بتأثر شديد أننا نشعر باليتم الآن برحيل أهم نقاد السينما العربية من سامي السلاموني لقصي صالح لغسان ثم سمير فريد وعلي أبو شادي وهؤلاء كانوا مؤثرين بدرجة كبيرة علي جيلي، وكان سمير فريد يقرأ السيناريوهات قبل أن نبدأ التصوير ويبدي ملاحظاته وربما يساعد صاحبها في العثور علي منتج، وقد رحل مظلوماً ولم يأخذ مايستحقه من تقدير فقد كان هو الوحيد من رؤساء مهرجان القاهرة الذي نشر ميزانية المهرجان ما يؤكد مصداقيته وليس اتهامه.
وتحدث الباحث المغربى عبد الرزق الزاهر عن إعجابه الشديد بكتابات الراحل، حيث لم يقابله مباشرة، لكنه وصلته صورة إنسانية كاملة عنه من خلال بعض الأصدقاء المشتركين، مشيرا إلى أنه ينوى بعد عودته إلى المغرب أن يخصص بحثا لدراسة المنهج النقدى فى كتابات سمير فريد، فى محاولة منه للإجابة على سؤال يشغله، وهو كيف تمكن سمير فريد من الجمع بين الكتابة الصحفية التى يسودها الاستعجال، لتكون كتابات نقدية عميقة ومهمة.
وأكد السينارست عاطف بشاي أن سمير فريد كان يكتب لأنه يحب السينما وبرغبة في تفسير النص السينمائي لكي يشعر القارئ بمتعة الفن، لذا تميزت كتاباته بالعمق والموضوعية، وذكرت الناقدة ماجدة موريس أن علاقتها بسمير فريد أعطتها نوع من القوة وقد عملت معه في صحيفة السينما والفنون مؤكدة أنها اكتشفت أن الناقد الراحل مختلفاً في توجهاته وأسلوبه عن كل النقاد.
وأكد الناقد ياقوت الديب أن من حق سمير فريد علينا كأحد أعمدة السينما المصرية أن نتذكر دوره ليس علي مستوي النقد فقط بل في دعمه للمهرجانات السينمائية وكتبه السينمائية المتخصصة أيضاً.
وطالب الحضور جميعاً في ختام الندوة بضرورة الحفاظ علي مكتبة الناقد الراحل التي تضم أرشيفاً ضخماً للسينما المصرية والعربية والمهرجانات العالمية وأن تؤول لوزارة الثقافة للحفاظ عليها واتاحتها لشباب السينمائيين كما كان يفعل الراحل في حياته.