الجزائر ـ «سينماتوغراف»
عبّرت المناضلة الجزائرية، جميلة بوحيرد، عن غضبها واستنكارها من فيلم في مرحلة التحضير عن قصة حياتها وتجربتها. وعزت غضبها إلى عدم استشارتها قبل الشروع في إنتاج هذا العمل.
ونقلت صحيفة “الشروق” الجزائرية عن المناضلة امتعاضها مما وصفته بـ”جرأة المخرجة الفرنكو مغربية هدى بن يمينة التي أقدمت ومن دون استشارة أو تواصل مع المعنية الأولى بالأمر على إخراج فيلم مستلهم من حياتها وبالضبط عن فترة سجنها إبّان الاستعمار الفرنسي”.
كما نقلت الصحيفة عن المخرجة أنها تعمل على فيلم يحكي قصة حب بين مناضلة جزائرية وصحافي أميركي، وأنها استلهمت أحداثه من قصة جميلة بوحيرد والمناضلة زهرة ظريف والمحامي جاك فارغاس، وستنطلق عملية تصويره ابتداءً من 2018.
ونفى وزير الثقافة الجزائري، عز الدين ميهوبي، حسب الصحيفة، علمه وعلاقته بالمشروع. وأوضح “أؤكد أننا لم نعرف عن هذا المشروع إلا ما جاء في وسائل الإعلام ولا صلة لنا به.
وتابع: “لم يتوجه أي منتج لطلب الدعم ولو حدث لاتصلنا بالمجاهدة الأيقونة جميلة بوحيرد، لأنها سيدة الأمر في هذا، ولكُنا وضعناها في صورة المشروع لأنها تملك كل الحق في الاطلاع عليه”.
وجميلة بوحيرد مقاومة جزائرية من المناضلات اللائي ساهمن بشكل مباشر في الثورة الجزائرية على الاستعمار الفرنسي لها، في منتصف القرن العشرين.
ولدت جميلة من أب جزائري مثقف وأم تونسية من القصبة، عام 1935، وكانت البنت الوحيدة بين أفراد أسرتها، فقد أنجبت والدتها 7 شبان، كان لوالدتها التاثير الأكبر في حبها للوطن، فقد كانت أول من زرع فيها حب الوطن وذكرتها بأنها جزائرية لا فرنسية.
ورغم سنها الصغيرة آنذاك واصلت جميلة تعليمها المدرسي ومن ثم التحقت بمعهد للخياطة والتفصيل فقد كانت تهوى تصميم الأزياء. مارست الرقص الكلاسيكي وكانت ماهرة في ركوب الخيل إلى أن اندلعت الثورة الجزائرية عام 1954، حيث انضمت إلى جبهة التحرير الوطني الجزائرية للنضال ضد الاحتلال الفرنسي وهي في العشرين من عمرها، ونظراً لبطولاتها أصبحت المطاردة رقم 1.
تم القبض عليها عام 1957 عندما سقطت على الأرض تنزف دماً بعد إصابتها برصاصة في الكتف وألقي القبض عليها وبدأت رحلتها القاسية من التعذيب، وجملتها الشهيرة التي قالتها آنذاك: “أعرف أنكم سوف تحكمون علي بالإعدام لكن لا تنسوا إنكم بقتلي تغتالون تقاليد الحرية في بلدكم، لكنكم لن تمنعوا الجزائر من أن تصبح حرة مستقلة”.
بعد 3 سنوات من السجن تم ترحيلها إلى فرنسا وقضت هناك مدة 3 سنوات، ليطلق سراحها مع بقية الزملاء وتحولت إلى رمز للمقاومة الوطنية الجزائرية ونضال المرأة بشكل عام.