جنيف ـ «سينماتوغراف»: أمـل الجمل
على تلك القطعة الساحرة من العالم التي اشتهرت بالبنوك والساعات والشكولاته تُقام فعاليات الدورة العاشرة من مهرجان جنيف للفيلم الشرقي الذي بدأ من 20 مارس وينتهي يوم 29 من الشهر الجاري ويشرف عليه المخرج والناقد السينمائي الجزائري طاهر حوشي. ويعد مهرجان الفيلم الشرقي من أشهر التظاهرات الفنية السينمائية فى سويسرا التى تلقى الضوء على السينما العربية والشرقية. بدأ المهرجان منذ 10 سنوات وتقيمه جمعية الفيلم الشرقى بجنيف، وهى جمعية مستقلة غير هادفة للربح تهتم بفنون السينما بين الشرق والغرب بدعم من مؤسسات سويسرية ودولية ومنها مديرية الثقافة لمدينة جنيف بالتعاون مع العديد من الشركاء والمؤسسات التي تسعى لارتقاء بالفعل السينمائي وإطلاع كل الأطراف على مستجدات الساحة السينمائية باستعراض التجارب الناجحة لتحقيق هدف واحد والوصول إلى طموح مشترك وهو الارتقاء بالفعل وبالصناعة السينمائية وبحث سبل دعمها.
يعرض المهرجان نحو 110 فيلماً من دول عربية وافريقية وأوربية مختلفة، والتي تتنوع بين الروائى الطويل والقصير والتسجيلى، بالاضافة إلى أن المهرجان يستضيف 60 ضيفاً من الشرق والغرب. ويخصص بعض الأيام للاحتفاء بعدد من الدول وأفلامها فهو يخصص يوماً للاحتفاء بالسينما الجزائرية والتي عرض لها تسعة أفلام متنوعة، وكان الإحتفاء الثاني مخصص للسينما التونسية ثم المغربية التي تشارك بسبعة أفلام منها ثلاثة أفلام طويلة وهي فيلم وداعا كارمن لمحمد أمين، وفيلم حمى لهشام عيوش، وفيلم البحر من ورائكم لهشام العسري. كذلك تم تخصيص يوم للاحتفاء بالسينما التركية ثم يختتمها مهرجان جنيف للفيلم الشرقي بالاحتفاء بالسينما المصرية في حضور المخرج المصري محمد خان الذي يُعرض له فيلم «فتاة المصنع»، كما يعرض المهرجان مجموعة من الأفلام المصرية منها فيلم «أهل القمة» للمخرج علي بدرخان، و«النظارة السوداء» لحسام الدين مصطفى، و«قصر الشوق» لحسن الإمام، و«النداهة» لحسين كمال، و«الرباط المقدس» لمحمود و الفقار. وفي كل يوم من تلك الأيام يقام حفل استقبال يحضره سفير البلد المحتفى به ويجتمع المخرجون والنقاد والمنتجون والجمهور السويسري والجاليات العربية والشرقية في سويسرا وذلك قبل بدء عروض الأفلام التي شهدت إقبالا كبيراً، وامتلأت القاعات بشكل لافت، كذلك أقيمت عدة أحداث هامشية منها ندوات ولقاءات وبرامج للأطفال.
وإدارة مهرجان جنيف للفيلم الشرقي حريصة على أن تمتد فعاليات وعروض الأفلام في عشرين من دور دور العرض السينمائية ليس فقط في جنيف ولكن أيضاً في مدن سويسرية آخرى مثل فيرسوا، ولوزان، ولاشو دي فون، وبعض المدن الفرنسية القريبة من الحدود السويسرية، وأيضاً تُعرض الأفلام فى مكتب الأمم المتحدة الموجود في جنيف. كذلك تتميز هذة الدورة من عمر المهرجان بأنها تركز على تيمة المشاعر الإنسانية والحب فى السينما بكافة أطيافها وذلك في رسالة رمزية تندد بالحرب والإرهاب والعنف.
ينظم المهرجان المسابقات للأفلام الطويلة والقصيرة والتسجيلية، وإلى جانب ال 110 فيلم المعروضة والتي تمثل دول مختلفة مثل: الجزائر وبلجيكا ومصر والولايات المتحدة، والأردن وإيران، لبنان، فرنسا، المغرب، فلسطين، تونس، تركيا، سويسرا، سوريا. من الأفلام الطويلة المشاركة في المسابقة الرسمية «الوهراني» لالياس سالم و«سينما شكوبي» لبهية علواش، ومن الأفلام القصيرة «أخو الزوج» لحسن بلعيد و”نظرات» لنور الدين قبايلي، وكذلك فليم “يدير» (2012) و”كسيلة» (2013) للطاهر حوشي المدير الفني للمهرجان. أما في قسم الأفلام الوثائقية فسوف يعرض المهرجان «949 10 امرأة» لللمخرجة نسيمة قسوم و«وقائع غامضة» (2013) للمخرج لمين عمار خوجة و«الواد الواد» (2014) لعبد النور زحزاح. كما يتضمن برنامج الفيلم الوثائقي فيلما للمخرج الجزائري-الفرنسي رشيد وجدي بعنوان «الضياع بين ضفتين – العجزة المنسيون» (فرنسا 2014).
يعد مهرجان جنيف للفيلم الشرقي حدث ثقافى مميز فالمهرجان يهتم بالدرجة الاولى بفنون السينما، ويُعد نافذة للشعب السويسري يطل منها على إبداعات العالم العربي والشرقي في عالم الفن السابع، مثلما يُسهم في تشجيع الحوار وبناء الجسور الثقافية بين الشرق والغرب. لذلك لم يكن من قبيل المصادفة أن يختار المنظمون الشاعر السوري علي احمد سعيد اصبر الشهير بادونيس إلى أن يكون الرئيس الشرفي لمهرجان الفيلم الشرقي بجنيف في دورته العاشرة 2015، وبهذه المناسبة عرض فيلم «ارض الغياب، لقاء مع ادونيس» للمخرج الايرلندي جون البار يانسن وهو وثائقي خصص للشاعر السوري ادونيس. وكان منظموا تلك الدورة يطمحون إلى «الرد على الحقد بالحب وعلى العنف بالفن وعلى الهمجية بالشعر» كما يُنتظر تنظيم نقاشات وندوات ومحاضرات حول عديد المواضيع الخاصة بـ«الشرق بكل حالاته» و«آراء ورؤى نسوية» و«نظرات متقاطعة: سويسرا- الشرق» و«الهجرة والاندماج».