«سينماتوغراف» ـ مروة ابوعيش
يبدو أن كل من يحصل على جائزة الأوسكار يعود ويتطلع إلى تكرار الفوز بها فى تأكيد بأن مرة واحدة لاتكفى وهاهو الممثل الفرنسى الشهير جون دو جاردان يعود مرة أخرى للمنافسة على الجائزة الأهم فى هوليوود وذلك بعد ثلاث سنوات من حصوله على أوسكار أحسن ممثل عن دوره فى فيلم “الفنان، the artist “، الفيلم الجديد الذى يعود به دو جاردان هو “la French” الذى يبدأ عرضه 3 ديسمبر 2014 ويشاركه بطولته الممثل جيل لولوش، وتدور قصة الفيلم الجديد خلال عام 1975 ويقوم دوجاردان بأداء دور القاضى “ميشيل” و لولوش يقدم دور “جايتانن زامبا” رجل الاعمال الشهير صاحب أكبر قضية مخدرات فى فرنسا والذى ينتمى الى منظمة هى French Connection وهى مافيا لتجارة الهيروين وتصديره إلى العالم كله، وكان القاضى “ميشيل” قد قرر التصدى لتلك المنظمة ولأنه رجل غير فاسد لم يقبل إلا أن يسير بالقضية فى طريقها الصحيح الأمر الذى أدى إلى وفاته فى ظروف غامضة.
وقد تحدث جون دوجارادان إلى صحيفة “لو فيجارو” عن شخصيته فى الفيلم حيث قال أنها شخصية صادقة، أردت أن أجسدها منذ قرأتها، أما نظيره لولوش فقال أنها المرة الأولى التى يجسد فيها شخصية شريرة وأضاف: “لقد ظل الفيلم مسيطرا على عقلى لعدة شهور بعد تصوير الفيلم”.
وقال أيضا أن السيناريو كان رائعا لدرجة أنه عاد بنا لفترة تاريخية مهمة فى فرنسا هى فترة السبعينيات حيث وقعت اكبر جريمة فى العالم ومع قضاة كانوا أيضا من أعظم الرجال فى القانون فى مواجهة رجل مثل “زامبا” الذى كان سفاحا ومجرما لكن كان عنده بقايا من الشرف، وأضاف مؤكدا أنه استمتع للغاية بأداء دوره الذى يعد أول أدواره الشريرة .
يذكر أن العرض الأول للفيلم تم خلال مهرجان تورنتو فى دورته الاخيرة، وقد كتب الناقد بير دوبروج فى موقع “Variety” الالكترونى، أن الفيلم يحتوى على عناصر عديدة جذابة، وأنه عمل يثبت جدية محتواه منذ اللحظة الأولى.
ومن ناحية أخرى يرى كاتب المقال أن دوجاردان رجلا من عصر مختلف وأن نفس هيئته الكلاسيكية التى ساعدته فى The Artist و سلسلة OSS 117 تساعده مرة أخرى ليجد نفسه فى منتصف أحداث لمصيدة للمخدرات فى السبعينيات، وأنه تم الدفع بالشخصية الذى يؤديها وسط نظام خطير حيث الفساد متفشيا فيه من كل جانب لدرجة أن قوات الشرطة تقوم بحمايته مقابل الرشوة.
مؤكدا أن الفيلم يعطيك خلفية عن حياة القاضى “ميشيل” أو دو جاردان وكيف كان مدمنا للقمار، الأمر الذى جعله يستخدم مهاراته القديمة والقيام بأكبر الرهانات فى حياته، وحينما يبدأ فى تطبيق ذلك من خلال مكافحة الجريمة، ينقلك المخرج إلى بيته وزوجته التى تؤدى دورها الممثلة سيلسن ساليت القلقة والخائفة من أن تكون هذه الوظيفة سببا فى موته.
نفس الشئ يحاول المخرج أن يعطيك صورة عن حياة منافسه فى الفيلم “زامبا” الشخصية المحورية الأخرى وتفاصيل حياته الاسرية ولكن بشئ من الرتابة والملل ربما محاولة لتجريده من الاسطورية التى كان “زامبا” يعيشها فى الحقيقة.
ويضيف كاتب المقال: “أكثر من أى شئ هو أننا نطوق إلى المواجهة المباشرة بين إثنين من عمالقة السينما الفرنسية هما دوجاردان ولولوش وعودة جديدة لهما منذ عام 2001 وفيلم Les Infideles، كما أنهما يتشاركان على الشاشة فى أطول مشهد من الممكن أن يجمعهما فى أى فيلم أخر وهو من وحى خيال المخرج، حينما يتواجهان و ينظران طويلا أسفل منحدر يطل على المحيط ومنافسة أخرى فى الاداء التمثيلى الصامت.