الوكالات ـ «سينماتوغراف»
وجه فيلم “A Private War ـ حرب خاصة” عن سيرة الصحافية الأميركية ماري كولفين التي قتلت في سوريا عام 2012، “تحية” لمهنة الصحافة التي تواجه هجوما مركزاً في زمن انتشار الأخبار الكاذبة، على ما يؤكد مخرج العمل ماثيو هينمان.
ويروي هذا الفيلم الطويل القصة الحقيقية للصحافية في “صنداي تايمز”، وتجسد دورها روزاموند بايك (جن جيرل)، مسلطا الضوء على كفاحها لتغطية الحروب في أخطر بقاع الأرض. وأكد مخرج الفيلم الأميركي ماثيو هينمان الذي رشح لجوائز أوسكار عن عمله الوثائقي “كارتل لاند”، وهو ابن صحافية، أن الفيلم يمثل “تحية” لماري كولفن ومهنة الصحافة على السواء.
وفي عام 2012، قتلت المراسلة الحربية البالغة 56 عاماً والمصور الفرنسي ريمي أوشليك (28 عاما) في قصف استهدف مركزا صحافيا في حي باب عمرو الخاضع آنذاك لسيطرة المعارضة في حمص (وسط سوريا).
وأسفرت هذه العملية عن ثلاثة جرحى آخرين هم المصور البريطاني بول كونروي والصحافية الفرنسية المستقلة إديت بوفييه والمترجم السوري وائل العمر.
وقال المخرج لوكالة “فرانس برس” قبل العرض الأول الأوروبي لعمله في إطار مهرجان لندن السينمائي ” الذي انتهت فعالياته أمس، من المهم جدا راهناً في هذا العالم المليء بالأخبار الكاذبة (…) حيث يتعرض الصحافيون للهجوم، أن نحتفي بالصحافة وبأشخاص مثل ماري”. ويجسد جايمي دورنان، أحد أبطال أفلام “فيفتي شايدز أوف غراي”، دور المصور بول كونروي الذي عمل لسنوات طويلة مع ماري كولفن وساعد فريق العمل في إنجاز الفيلم.
وأشار الممثل إلى أن هذا الفيلم يأتي “في الوقت المناسب”. وقال لوكالة “فرانس برس” من على السجادة الحمراء للمهرجان “كل ما يحاول أن يظهر الصحافة بأفضل صورة، كعرض قصة هؤلاء الأشخاص الذين يجازفون بكل شيء في هذه الأماكن لإطلاعنا على الحقيقة، أمر جيد”. ويسرد “ايه برايفت وور” تفاصيل مهمة من المسيرة الطويلة لماري كولفين كمراسلة حربية كما يظهر الفاتورة الباهظة التي دفعتها على الصعيدين الجسدي والنفسي. ويظهر مشهد من الفيلم أيضا الصحافية وهي تفقد حاسة البصر في عينها اليسرى خلال الحرب في سريلانكا، ما حملها على تغطيتها بلفافة سوداء استحالت علامة فارقة في شكلها.
ويبيّن العمل أيضاً إدمان الصحافية على الكحول وكفاحها للتخلص من اضطرابات ما بعد الصدمة لدى عودتها من المهمات الصحافية.
وأوضحت البريطانية روزاموند بايك التي رشحت لنيل جائزة أوسكار عن دورها في فيلم “جن جيرل”، أنها جسدت شخصية الصحافية بشغف نظرا إلى الطبيعة المركّبة للدور. وقالت: “أردت أن أنقل إلى الشاشة سيرة امرأة مثيرة للإعجاب رغم أن بعض أوجه شخصيتها قد لا تكون محط إعجاب”.
وأكد المصور بول كونروي رضاه على التعاون مع مخرج الفيلم بعدما أعجب خصوصا بأعماله الوثائقية “وفكرة الحقيقة التي يريد إيصالها”.
وقال المخرج إن العمل يظهر “سوريات حقيقيات يذرفن دموعا حقيقية ويروين قصصا حقيقية”، في إشارة إلى مشهد يظهر ماري كولفن تجري مقابلات مع مدنيين في سوريا.