حصيلة مشوارها 5 أعمال سينمائية.. كاملة أبو ذكري مخرجة صاحبة بصمة

«سينماتوغراف» ـ إيمان محمد

5 أعمال سينمائية فقط هي حصيلة مشوار المخرجة المصرية كاملة أبو ذكري الذي بدأته في أوائل التسعينيات من القرن الماضي مخرجة مساعدة، قبل أن تقدم تجربتها الأولى بفيلم “سنة أولى نصب” في 2004، لتتوالى أعمالها لاحقاً. لكنها نالت شهرتها الأوسع والأكبر في عالم الدراما التلفزيونية الذي قدمت خلاله قضايا شائكة ومهمة، وساعدها على ذلك لجوؤها إلى روايات كبار الكتاب مثل بهاء طاهر وصنع الله إبراهيم وفتحية العسال.

ونظراً لتميز كاملة أبو ذكري كصانعة سينمائية مهمة، أعلن مهرجان القاهرة السينمائي في دورته المقبلة الـ44 فوزها بجائزة فاتن حمامة للتميز.

قلة أعمال المخرجة المصرية في السينما -بعكس شعبيتها التلفزيونية- جعلت رئيس المهرجان الفنان حسين فهمي يؤكد في تصريحات محلية أنها “مخرجة موهوبة وصاحبة بصمة في كل عمل أخرجته وأشرفت على صناعته، لذا وجب تكريمها من قبل مهرجان يقدر الفن ويدعم صانعيه، ليس في مصر فقط وإنما في العالم كله”.

هذا التكريم جعل كاملة أبو ذكري تتراجع عن فكرة الاعتزال بعد حالة الإحباط التي عاشتها في الفترة الأخيرة، وهو ما أكدته، بأن التكريم جاء ليكون دفعة لإكمال مسيرتها والتراجع عن قرار الاعتزال.

وعلى الرغم من شعبية كاملة أبو ذكري التلفزيونية، فإنها قدمت تجارب مهمة في عالم السينما أيضاً، خاصة أنها تتلمذت على أيدي كبار المخرجين الذين عملت معهم مساعدة، مثل المخرج نادر جلال الذي عملت معه في فيلمي “131 أشغال” و”حسن اللول”، كما عملت مع المخرج رضوان الكاشف في فيلم “الساحر”.

وقدمت أول أفلامها “سنة أولى نصب” وهو من أشهر التجارب الشبابية في بداية الألفينات، من بطولة أحمد عز وخالد سليم ونور وداليا البحيري، وتخطت إيراداته وقتئذ 5 ملايين جنيه.

أما عن تجربتها اللاحقة، فكانت بصمتها كمخرجة أكثر وضوحاً من خلال فيلم “ملك وكتابة” مع الفنان محمود حميدة وهند صبري، والذي حازت عنه عدداً من الجوائز من المهرجان الكاثوليكي، فإلى جانب حصولها على جائزة أفضل مخرجة، توّج العمل بجائزة أفضل فيلم، وأفضل سيناريو وأفضل ممثل.

وفي عام 2006، انتقلت كاملة أبو ذكري لتجربة مختلفة من خلال فيلم رومانسي شديد التعقيد في المشاعر والتركيبات الاجتماعية، وهو فيلم “عن العشق والهوى”، من تأليف تامر حبيب، وشارك في بطولته أحمد السقا وطارق لطفي وبشرى ومنة شلبي ومنى زكي، وفي الفيلم كانت بذور اهتمامها بالمرأة من خلال الشخصيات النسائية التي تعاني من الأزمات نتيجة الظروف الاجتماعية.

لكن ظهر ذلك بصورة أكبر في فيلمها اللاحق “واحد صفر” عام 2009، حيث قدمت مجموعة من التجارب النسائية المختلفة، منها استغلال الفتيات في عالم الشهرة، والمرأة المسيحية التي تحاول تغيير دينها من أجل أن تحصل على الطلاق.

وقد حصد فيلم “واحد صفر” جوائز كثيرة من مهرجانات سينمائية مختلفة في عام واحد، وكان بينها: جائزة أفضل مخرجة من مهرجان دبي السينمائي، وجائزة أفضل فيلم وأفضل إخراج وسيناريو من المهرجان القومي للسينما المصرية.

وفي الفيلم، بدت إمكانيات كاملة أبو ذكري كصانعة سينما واضحة ومميزة، من حيث خبرتها الشديدة في إدارة الممثلين، خاصة أن العمل ينتمي لنوعية أفلام البطولة الجماعية، فضلا عن وجود أجيال مختلفة، فبرزت اختياراتها الذكية لتسكين الفنانين المناسبين في الشخصيات التي يجيدونها، وهي المهارة التي وضحت أيضا في آخر تجربة سينمائية قدمتها عام 2016 وهي فيلم “يوم للستات”، الذي قدمت من خلاله أيضا مجموعة حكايات لنساء من منطقة شعبية وحلمهن بحمام سباحة.

كاملة أبو ذكري استطاعت أن توظف الممثلة ناهد السباعي في دور فتاة تعاني تأخراً عقلياً وهو الدور الذي حازت عليه الأخيرة جائزة أفضل ممثلة من مهرجان القاهرة السينمائي، كما أحسنت اختيارها لإلهام شاهين في شخصية “موديل رسم” يطعنها الآخرون في شرفها بينما هي لا تزال عذراء وتنتظر الزواج ممن تحبه رغم تقدمها في العمر، وشخصية نيللي كريم التي تتعرض للعنف الأسري بسبب شقيقها الذي يفرض عليها سيطرته.

وحصل “يوم للستات” أيضاً على العديد من الجوائز من مهرجانات محلية ودولية، منها جائزة الجمهور لأحسن فيلم في مهرجان السينما العربية بـ”روتردام” بهولندا، وجائزة أفضل فيلم طويل في مهرجان فيرونا للسينما الأفريقية بإيطاليا، وغيرها من الجوائز.

وإلى جانب الأفلام السينمائية الخمسة التي أخرجتها كاملة أبو ذكري، كانت ضمن المخرجين الذين قدموا فيلما من ضمن 10 أفلام قصيرة حملت اسم “18 يوم”، وحمل فيلمها اسم “خلقة ربنا”، وذلك عقب ثورة 25 يناير 2011.

لتصبح بذلك كاملة أبو ذكري بأعمال قليلة -سواء على مستوى السينما أو حتى التلفزيون- صاحبة بصمة فنية، وأثبتت حضورها كمخرجة موهوبة صاحبة رؤية فنية واضحة وماهرة وصاحبة شعبية بين الجماهير، كللت بحصولها على جائزة فاتن حمامة التقديرية.

Exit mobile version