جدة ـ «سينماتوغراف»
تحضر السينما المغربية بكثافة في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في دورته الأولى التي افتتحت في السادس من ديسمبر الجاري في مدينة جدة السعودية بعدد من الأفلام الطويلة والقصيرة لعدد من المخرجين المغاربة.
ومن الأفلام المشاركة “علّي صوتك” للمخرج المغربي نبيل عيوش، وتمّ عرضه في المسابقة الرسمية في مهرجان كان السينمائي، واختير لتمثيل المغرب في جوائز أوسكار أفضل فيلم أجنبي للعام 2021.
ويتناول الفيلم قصة مغني راب سابق يعيّن معلما في مركز لتنمية المواهب بأحد الأحياء الشعبية في الدار البيضاء، حيث يلتقي بمجموعة من المراهقين يعيشون ظروفا اقتصادية صعبة مع تشتّت أفكارهم غير الناضجة، لكنهم بمساعدة المعلم الجديد يحاولون التعبير عن أنفسهم بموسيقى الهيب هوب وتحدّي مشكلاتهم الاجتماعية بشكل مختلف.
والفيلم من بطولة أنس بسبوسي ومجموعة من المواهب الشابة تتراوح أعمارهم بين 12 و18عاما. وبجانب الإخراج كتب سيناريو الفيلم نبيل عيوش بالتعاون مع زوجته المخرجة والممثلة مريم توزاني.
ويبدأ الفيلم بمشهد دخول معلم الموسيقى إلى حي سيدي مؤمن بسيارته الصغيرة التي يتّخذها منزلا متنقلا وهو يدخن سيجارة بمنتهى التململ بحثا عن موقع “مركز النجوم”. وفي الختام يتكرّر المشهد لكن المغادرة تكون على وقع موسيقى صاخبة في الخلفية تعكس الفارق الذي صنعه هذا الرجل في المكان خلال مدة قصيرة.
وما بين دخول الحي والخروج منه رحلة تعتمد بشكل رئيسي على الحوار الدائر معظم الوقت بين المعلم وتلاميذه والأفكار المتبادلة، حيث يحاول حثهم على التعبير عن أنفسهم بكتابة كلمات الأغاني وتقديمها بكامل طاقتهم الصوتية والجسدية بدلا من الخوض في مشكلات مع آخرين يمارسون عليهم سلطات رقابية اجتماعية أو دينية.
ورغم أن الفيلم يدور داخل مركز للمواهب وتعليم الفنون، فإنه لم يوظف الأغاني والرقصات بشكل مبالغ فيه، ليقتصر دورها على التعبير عن مواهب التلاميذ وتقلب أمزجتهم في البداية ثم استخدامها لاحقا في التعامل مع الضغوط المحيطة بهم ومواجهة العنف ضدهم بالفن.
وتصل الأحداث إلى ذروتها عندما يعتزم المعلم تنظيم حفل لتلاميذه على مسرح المركز، لكن بعض سكان الحي الذي سبق وخرجت منه معظم العناصر المتطرفة التي نفّذت هجوم الدار البيضاء الدامي عام 2003 يداهمون المكان وينهون الحفل، فيجد المعلم نفسه مضطرا للمغادرة حتى لا يُغلق المركز تماما.
كما يشارك المخرج كريم الدباغ بفيلمه الجديد “بين الأمواج”، والمخرج عدنان بركة بفيلمه “شظايا السماء”، والمخرج هشام عيوش بفيلمه “عبد لينو”.
وفي مسابقة الأفلام القصيرة، تشارك المخرجة المغربية ريم مجدي بفيلمها “لعبة” ويروي قصة فتاة في 11 من عمرها، تواجه تجربة مؤلمة، وهي تلعب كرة القدم في الشارع، فيتحوّل ملعبها إلى ميدان للكشف عن خبايا الحياة وصراعها مع الذات والآخر.
ويشارك المخرجان كريم الدباغ وجاي بلغر بفيلم وثائقي مدته سبعون دقيقة يستعيد حياة الكاتب الأميركي بوول بولز، الذي عاش في مدينة طنجة عقودا طويلة من عمره، وفيها كتب أشهر أعماله الروائية والمسرحية وعشق الموسيقى الشعبية المغربية وقام بتوثيقها لصالح مكتبة الكونغرس الأميركي.
والفيلم يحمل عنوان “رؤوسهم خضراء وأيديهم زرقاء”، ويسرد فيه مخرجاه حياة بولز التي عاشها في طنجة وصادق فيها الكاتب المغربي الراحل محمد شكري، والكاتب الفرنسي الشهير جون جونيه.
ويضمّ الفيلم الكثير من المقطوعات الموسيقية التي تتناقل من جيل إلى جيل، وهو بمثابة سجل تاريخي وغذاء للروح يُعرض للمرة الأولى في مهرجان البحر الأحمر قبل عرضه في عدد من دول العالم.
ويشمل برنامج الدورة التأسيسية للمهرجان مئة وثمانية وثلاثين فيلما من سبع وستين دولة، ويتنافس في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة ستة عشر فيلما فيما تتنافس في مسابقة الأفلام القصيرة ثمانية عشر فيلما.