خاص ـ «سينماتوغراف»
فاز فيلم يستند الى معالجة حديثة لرواية شكسبير «هاملت» تقع أحداثه في ولاية كشمير المضطربة 5 جوائز في مسابقة جوائز السينما الوطنية بالهند يوم الثلاثاء الماضي وإن كان تم تجاهله في الفئات الأكثر شهرة.
وحصد فيلم «حيدر Haider» للمخرج فيشال بهاردواج والذي تستند أعماله السينمائية الأخيرة الى تراجيديات شيكسبيرية جوائز عن الحوار وتصميم الملابس والموسيقى وتصميم الرقصات وتحريك الشفاة في أغان مسجلة سلفا.
ويعد هذا الفيلم هو الثالث للمخرج بهاردواج، والذى يتبنى فيه كتابات الانجليزي الشهير ويليام شكسبير، وقد قدم فيما قبل فيلمى «أومكارا» عام 2006 والمأخوذ عن قصة «عطيل»، وكان من بطولة النجم أجاى ديف جان، سيف على خان، وفيفك أوبيروى، وكارينا كابور، كونكونا سين شارما، وبيباشا باسو فى البطولة النسائية. وكان الفيلم الآخر بعنوان «مقبول» عام 2003 والمقتبس عن «ماكبث»، ومن بطولة تابو، و إرفان خان.
وقد قبول الفيلم الهندي «حيدر» عند عرضه بالترحيب الكبير من النقاد والجمهور ووصف بأنه «واحد من أهم الأفلام الهندية لعام 2014 ».
وتدور أحداث الفيلم في كشمير الجزء الخاضع لسيطرة الهند. ويؤدي شاهد كابور دور هاملت، بينما تلعب شرادا كابور دور أوفيليا، في حين تقوم تابو بدور «غرترود» أم هاملت، ويؤدي كاي كاي مينون دور كلوديوس.
ونجح الفيلم في عرض التحولات والمنعطفات المعروفة بها دراما هاملت لشكسبير، لتتناول أحداث التمرد المسلح في كشمير في التسعينيات من القرن الماضي.
وتدور أحداث القصة حول الشاعر حيدر الذي يعود إلى كشمير في ذروة التمرد ليجد أن والده اختفى ووالدته أقامت علاقة مع عمه.
وأشاد النقاد بأداء شاهد كابور في فيلم حيدر وتظل شخصية «شاهد» أو «هاملت» هي المحور الرئيسي الذي تدور حوله أحداث الفيلم. فينطلق شاهد في رحلة محفوفة بالمخاطر ليعثر على والده وينتهي به الأمر بالانجرار إلى عالم السياسة.
ويرى النقاد أن بهاردواج نجح في إظهار المشاعر القوية لهاملت في الفيلم، مع استمرار التركيز بقوة على «كشمير» الإقليم الذي شهد أسوأ صراع مسلح في تاريخه خلال التسعينيات من القرن الماضي بعد أن وقعت اشتباكات عنيفة بين جماعات انفصالية وقوات الأمن للمطالبة بالاستقلال عن «حكم الهند».
وكانت كشمير، التي تؤكد الهند وباكستان أحقيتهما فيها، محور صراع مشتعل لأكثر من 60 عاما، وخاضت الدولتان المتنافستان الواقعتان في جنوب آسيا حربين وصراعا مسلحا محدودا من أجل السيطرة على هذا الإقليم.
وقال جيسون بورك في صحيفة غارديان البريطانية إن «حيدر يعرض مشاهد معبرة للغاية عن التعذيب في معسكرات الجيش الهندي وغيرها من انتهاكات حقوق الإنسان للمسؤولين الهنود».
وقوبل هذا التصوير الجرئ بإشادة من جانب النقاد السينمائيين وجمهور بهاردواج أيضا.
ويرى معظم المحللين أن الأفلام السابقة التي تتحدث عن كشمير فشلت بشكل كبير في إلقاء الضوء على المشاكل الحقيقية، ويحاول حيدر سد هذه الثغرة.
وذكرت صحيفة «ذا هندو» الهندية إن الأمر «تطلب قدرا من الجرأة، والطموح والمهارة للسير في طريقين مختلفين في نفس الوقت».
وأضافت بأن بهاردواج «أخرج الأفضل من ثلاثية شكسبير، وهي تجسيد هاملت الذي يلقي نظرة جريئة على التاريخ السياسي الحديث لكشمير».
وشددت الصحيفة على أنه «لا يمكن إنكار أنه جرى بالفعل العثور على مقابر جماعية لأناس مختفين».
وأشار مقال في صحيفة «فرست بوست» إلى أن «تصوير الواقع السياسي المضطرب في كشمير» يمثل تحديا كبيرا و”تحديا أكبر حينما تكون المشكلة في قلب التوتر بين سكان كشمير والهند».
ولا تزال كشمير تمثل واحدة من أكثر القضايا السياسية إثارة للجدل في الهند الحديثة وتثير مشاعر متأججة.
وفي الوقت نفسه، واجه بهاردواج أيضا انتقادات شديدة بسبب ما وصفه كثيرون بأنه «تصوير غير منصف» لقوات الجيش.
لكنه دافع عن سير أحداث الفيلم. وقال «أنا أيضا هندي، وأنا أيضا وطني وأحب أيضا بلدي، ولذا فلن أفعل أي شيء ضد مصلحة بلدي، لكنني سأعلق بالتأكيد على أي شيء غير إنساني».
وبالرغم من الجدل حول سير أحداث الفيلم، فإن نجاح فيلم «حيدر» دفع بعض المحللين ليقولون إنه يظهر أن الهند أصبحت أكثر انفتاحا على مناقشة قضايا حساسة كان مسكوتا عنها فيما مضى.
شاهد التريللر الخاص بالفيلم الهندي «حيدر Haider»: