الإسكندرية ـ «سينماتوغراف»
قال الفنان خالد الصاوي إن موهبة التمثيل كانت تلاحقه منذ صغره حتى جاءت فرصته في مسرح الجامعة فحصل على جوائز وقتها في الكتابة والتمثيل، وأنه كان يحلم بالتمثيل منذ فترة طويلة، ووالده كان محامي كبير ويؤمن بموهبته، لدرجة أنه طلب من أحد موكليه أن يساعده في إيجاد فرصة له في مجال التمثيل.
واستطرد خلال ندوة تكريمه على هامش فعاليات مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي الـ37، أنه كان يقوم في البداية بالتمثيل أمام المرآة وهو تسبب له في أزمة، لكنه تجاوزها وبات لا يقوم بتلك التصرفات، وأضاف:«أن مشواره الفني الذي ضم 90 عملاً ما بين سينما ومسرح ومسلسل والإخراج، لم يكن سهلاً».
وعن الدور الفاصل والأهم في مشواره، قال: «دوري في فيلم جمال عبدالناصر واعتبر أن ردود الفعل عليه كانت نقطة فارقة في حياته الفنية، وأن أدائه كان متواضعًا، وهو الدور الذي تطلب منه مذاكرة متواصلة ومستمرة منذ طفولته وحتى رحيله»، وتابع:«الناس كانت شايفه الفيلم، وبتسأل هل هيقدر يجسد جمال عبدالناصر وده كان الامتحان الأصعب لي»
موضحاً:«كنت بجمع خطابات الرئيس جمال عبدالناصر وموجوده عندي لحد دلوقتي عشان بجد كنت بحبه جداً».
وأوضح «الصاوي» أن طريقة تمثيله تعتبر مختلفة لأنه يعشق دراسة الشخصية جيداً والاندماج فيها حتى ينفذ عملاً يرضى عنه، مثل فيلم «الفيل الأزرق، عمارة يعقوبيان، والفرح» الذي يعتبره نقلة حقيقية لقلب الجمهور لأن شخصية «زينهم» التى قدمها كان متخوفاً منها برغم استعداده لها حتى قام بتمثيلها على أكمل وجه.
وقال الصاوي: “بعد اليوم الأول من التصوير في فيلم الفرح، هاتفت المنتج والمخرج وأنا أكاد أبكي من الغيظ، وطلبت منهم إعادة تصوير اليوم على نفقتي الخاصة، بسبب إحساسي أن أدائي كان سيئاً جداً، وأنهم تورطوا في وجودي ضمن فريق العمل، فلم أكن أشعر أني زينهم”، متابعاً: “كنت أشعر أني (أفندي) يحاول تقديم الشخصية ولكن عندما شاهدت الفيلم بعد ذلك صدقت”.
وتذكر الصاوي موقفاً أثناء التحضير للجزء الثاني من فيلم “الفيل الأزرق” قائلاً: “كنت أجلس في منزلي أثناء التحضير للشخصية، وأقف أمام المرآة وأحاول قلب عيني، وفجأة دخلت علي زوجتي لتطلق صرخة وتعرضت لإغماءة”، متابعاً: “فور إفاقتها قالت لي: (بتجرب فيا) فقلت لها: هعمل إيه.. لازم أجرب في البيت”.
وعلى الجانب الآخر، أكد الفنان خالد الصاوي أنه لا يتقبل فكرة العجز في حياته، حيث سيصاب بالجنون عند وصوله لهذه المرحلة العمرية، قائلاً: إن الرجال يتغيرون بعد الزواج والإنجاب، ولكن الله لم يرزقه بأطفال بعد زواجه، ولذلك فهو يعيش حياته بطبيعته.
وشدد الصاوي على أنه لا يعمل وفق حسابات خاصة على الاطلاق، ولا يعتبر نفسه تابع لطبقة اجتماعية معينة، وانه تجنب الكتابة في الوقت الحالي، حاليا لكنه يستغل أدوات الممثل في كتابة الملاحظات الخاصة بالدور الذي يؤديه.
وأعرب الصاوي عن سعادته بتكريمه في مهرجان عريق مثل الإسكندرية السينمائي، مؤكداً أن التكريم دائماً ما يحمل طابعاً خاصاً بالنسبة لأي فنان، ويكون أكبر دليل على أنه يسير في الطريق الصحيح من ناحية جودة الأعمال التي يقدمها، بالإضافة إلى عشقي لمحافظة الإسكندرية التي تحتوي على العديد من المعالم الأثرية التاريخية المهمة.
وأوضح الصاوي أنه قرر عرض فيلمه “للإيجار” للمخرج إسلام بلال أثناء دورة المهرجان والذي يعرض حالياً في دور العرض السينمائي، بالإضافة إلى أفلام أخرى سيختارها للعرض لم يقررها بعد، مشيراً إلى أن هناك أعمالاً كثيرة يعتز بها ويتمنى عرضها، لأن كل فيلم قدمه على مدار مشواره الفني له ذكريات معه.
استطاع خالد الصاوي أن يكون فناناً شاملاً قادراً على تقديم كل الأدوار سواء التراجيدي أو الكوميدي أو الرومانسي أو الجاد أو الطيب أو الشرير، وهو من مواليد 25 نوفمبر 1963 في مدينة الإسكندرية، حصل على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة في العام 1985، ثم حصل على بكالوريوس الإخراج السينمائي من أكاديمية الفنون في العام 1993. عمل بالمحاماة والصحافة لفترة قصيرة ، ثم مساعدًا للإخراج في بعض الأفلام السينمائية الكبيرة ، ثم مخرجًا تلفزيونيًا بقناة النيل الدولية وبعض القنوات المتخصصة.
بدأ التمثيل على المسرح الجامعي، كتب وأخرج للمسرح، كتب للسينما وأخرج عدة أفلام وثائقية وروائية قصيرة، إضافة إلى أعماله الأدبية ما بين دواوين شعرية ومجموعات قصصية.
حصل الصاوي على العديد من الجوائز والتكريمات في محافل فنية مختلفة منها: جائزة المجلس الأعلى للثقافة في التأليف المسرحى، الجائزة الفضية للأفلام القصيرة من مهرجان الإذاعة والتلفزيون، جائزة أحسن ممثل دور ثاني عن دوره في فيلم “عمارة يعقوبيان” في عام 2006 من عدة جهات مصرية وعربية. جائزة الإبداع عن دوره في فيلم “الفرح” من مهرجان أوسكار السينما المصرية في العام 2010، جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم “صندوق الدنيا” في مسابقة الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما 2020.