الإسكندرية ـ «سينماتوغراف»
شهدت فعاليات اليوم قبل الأخير من الدورة الــ 37 لمهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي لأفلام البحر المتوسط، ندوة تكريم الناقدة الكبيرة خيرية البشلاوي، أدارتها الناقدة والكاتبة الصحفية إنتصار دردير، وحضرت على المنصة المخرجة القديرة انعام محمد علي، وبدأت الندوة بفيلم قصير عن مشوارها وأشهر التكريمات التي حصلت عليها.
قالت خيرية البشلاوي خلال الندوة: مسألة إني أكون موضوع لندوة أمر صعب لأول مرة أخوضه، مقدرش أقول أنا مين، ورحلة عملي 50 سنة تقريباً، حباً في السينما، وأشكر انتصار دردير على كتابها عني «خيرية البشلاوي لا تكذب ولا تتجمل»، حياتي فيلم كبير فيه قصص وساسبنس، حب، فلاحة ومتمدنة، ومثقفة، صاحبة فكر.
وتابعت: «انتمي لأسرة مصرية أصيلة، وأحب انتصر لكل ماهو مصري وعربي، وأكون قاسية جداً مع أي مبدع ينتهك المقومات والثقافة المصرية، وأنا مسلمة ومؤمنة بكل الديانات، ومش بحب التعصب مثل اسرتي فوالدتي سميت اخويا جورج، ولكنه مات، وأمي كانت تتردد علي الكنيسة، وأسرتي تؤمن بالتعليم، وزوجي كان مثقف وصاحب مكتبة ضخمة».
وأضافت الناقدة الكبيرة، قائلة: «أؤمن بعدم وجود نقد موضوعي، أقدم رؤيتي وقناعاتي وأفكاري وقيمي، انتمائي للريف والمدينة ولمصر، فأنا ضد مقولة النقد الموضوعي، ولا أحضر عروض خاصة لأفلام لأن لا يجوز أن أقابل فنانة احضنها ثم أنقد عملها بموضوعية».
أكدت خيرية البشلاوي أنها كناقدة كانت ترفض محاورة الفنانين، لكن بسبب إعجابها بموهبة أحمد زكي، طلبت إجراء حوار معه، وهو ما رحب به الفنان الراحل.
وقالت البشلاوي في ندوة تكريمها، أنها ذهبت إلى فندق هيلتون رمسيس بصحبة الصحفي حسام فاروق الذي تعتبره تلميذها، وحاورت أحمد زكي، لكن غرورها كناقدة جعلها ترفض وضع اسمها على الحوار، رغم ظهورها في الصور المنشورة به.
وأكدت خيرية البشلاوي أنها ندمت لتفضيلها أن يضع حسام فاروق اسمه على حوارها مع أحمد زكي ولامت نفسها بسبب غرورها في ذلك التوقيت، مشيرة إلى أنها لم تجري أي حوارات صحفية مع فنانين آخرين، لتفضيلها دور الناقدة.
وتابعت البشلاوي حديثها عن تجربتها في عمل الحوارات، وتذكرت لقاء قديم جداً مع رشدي أباظة الذي لم يحترم المواعيد، فعندما كانت في صباها تواصلت معه لإجراء حوار صحفي في بداية مشوارها، وكان النتيجة إهمال في الحضور حسب التوقيت المتفق عليه، فذهبت ولم تخشى هيبته كنجم كبير وانتقدته بمنتهي الصراحة والشفافية وحينها ظل رشدي يتذكر لها هذا الموقف عدة سنوات.
وكشفت البشلاوي عن حرصها طوال مشوارها كناقدة فنية، على عدم حضور العروض الخاصة للأفلام، لأن ذلك قد يضطرها لمجاملة الفنانين الذين تقابلهم في العروض.
أضافت أنها لم ترتبط بأي علاقة صداقة مع الفنانين، وكانت تحرص على السفر إلى المهرجانات الفنية على نفقتها الخاصة، لحرصها الشديد على كتابة رأيها دون أي مجاملة.
من جانبها تحدثت المخرجة إنعام محمد علي عن علاقتها بالناقدة خيرية البشلاوي قائلة:”أكثر شيء وصف شخصية خيرية البشلاوي عنوان كتابها الذي كتبته إنتصار دردير وهو “لا تكذب ولا تتجمل” فهي لا تعرف النفاق وبرغم أن كتاباتها النقدية كانت عن السينما، وأنا ركزت في أعمالي على التليفزيون لكن علاقتي بها كانت ولا زالت قوية، فهي لا تخشى في الحق لومة لائم وتتسم بالجرأة، ودراستها للدراما واللغة الإنجليزية ساعداها كثيراً، وعندما أقرأ لها أشعر أنني أمام عمل درامي”.
وأشادت انعام محمد علي بتميز أسلوب السرد في الكتاب الذي تمتع بسلاسة وصياغة أدبية رشيقة، وحمل بمعلومات مهمة تكشف ملامح مرحلة زمنية مثل دخولها مدرسة السنية الثانوية حيث أوردت المؤلفة اسماء من تخرجوا فيها من النابهين.
من جهته نوه الناقد أشرف غريب عن إعجابه بالكتاب وأسلوب السرد به والروح الإنسانية العالية، وذكر أنه تأثر بكتاب خيرية البشلاوي عن الفنانة هدي سلطان وهو يكتب مؤلفه عن الفنانة سميرة أحمد ما يؤكد تأثر جيله كله بكتاباتها النقدية، وطالب غريب الناقدة الكبيرة بالعودة إلي كتاباتها النقدية كحق للقارئ عليها.
أما المخرج أحمد عاطف فتحدث عن الناقدة خيرية البشلاوي قائلاً: “من حسن حظي أنني كنت قريب منها ومن أسرتها، فهي بالنسبة لي أمي الثانية بعد أن رحلت والدتي وعوضتني حنانها، وعلى الجانب النقدي هى واحدة من أهم النقاد الذين صنعوا حركة النقد في مصر لأنها تعرف قيمة قلمها جيداً وارتباطها بالأرض”.