«داي شيفت» يفتقر للعمق ويبدع في مشاهد صيد مصاصي الدماء

«سينماتوغراف» ـ منى حسين

قد تكون قصة فيلم (Day Shift ـ يوم التحول) بحد ذاتها تفتقر للعمق، إلا أنه يعوض عن ذلك بالأكشن الجنوني والشخصيات المميزة وحس الفكاهة الرائع والانسجام الكبير بين طاقم ممثليه، الذين يتألقون بالمشاهد القتالية التي تم تصميمها بشكل مبدع وحتى مخالف للمنطق والفيزياء أحياناً، مما يجعله فيلماً يستحق المشاهدة بسبب قيمته الترفيهية العالية.

يروي الفيلم قصة صياد مصاصي الدماء “باد جابلونسكي” والذي يلعب دوره بتألق “جيمي فوكس” مع الأكشن وحس الفكاهة اللذين اعتدناهما منه. يبدأ الفيلم من اللحظة الأولى بمشهد قتالي رائع يحاول فيه “جابلونسكي” قتل مصاصة دماء عجوز مع تصميم قتالي رائع والكثير من الحماس ورفع الأدرينالين عند المشاهد، مع تلوي مصاصة الدماء مع كل ضربة بأسلوب أفلام الرعب. فيكشف لنا من البداية أساليب “جابلونسكي” الفريدة والمبتكرة لقتل مصاصي الدماء.

يعيش “جابلونسكي” في لوس أنجلوس المليئة بمصاصي الدماء، والذين وجدوا طريقة حتى للعيش بين الجميع من دون الخوف من أشعة الشمس من خلال استخدام واقي شمسي، ويستخدم الفيلم عناصر قصص مصاصي الدماء الكلاسيكية نفسها من ناحية أساليب قتلهم وحياتهم وكيفية تحولهم، ويضفي عليها لمسة عصرية مع أسلحته المميزة التي يصنعها في ورشته أو أسلحة أخرى تطلق أشعة مختلفة الألوان التي لم يتم شرحها كثيراً بالفيلم.

يحاول “جابلونسكي” الموازنة بين حياته العائلية التي على وشك التفكك وبين حياته السرية كصياد لمصاصي الدماء مع إخفائه لهويته الحقيقية أمام زوجته السابقة. حيث لا يعرف الجميع أن هناك مصاصي دماء بالمقام الأول بالرغم من وجود جمعية مخصصة لصيادي مصاصي الدماء التي كان ينتمي “جابلونسكي ” إليها لكنه تعرض للطرد منها بسبب مخالفته لقوانينها، فيضطر لبيع “أنياب مصاصي الدماء” الذين يقتلهم (والتي على ما يبدو بأنها سلعة مرتفعة الثمن ويختلف سعرها بناءً على عمر مصاص الدماء الذي تم قتله) عن طريق وسيط يدفع له أقل بكثير من قيمتها الحقيقية.

لكن عندما يحتاج لتوفير مبلغ كبير من المال كي لا تنتقل زوجته السابقة (تلعب دورها ميغان غود) وابنته (زيون برودناكس) إلى ولاية أخرى، يضطر لمحاولة العودة إلى المنظمة التي تعطيه فرصة أخيرة شريطة مرافقة العميل المكتبي ’”جوكي سيث” (ديف فرانكو) له طيلة الوقت لمراقبته في حال مخالفة القوانين. لكن “سيث” مجرد عميل أخرق تماماً والذي بالرغم من أنه يعرف جيداً كل ما يجب معرفته حول المنظمة ومصاصي الدماء والقوانين، إلا أنه ليست لديه أية خبرة بالعمل الميداني على الإطلاق.

وهذا يؤدي إلى بعض أكثر المشاهد إضحاكاً في الفيلم، مع مواجهة المسكين “سيث” لمصاصي الدماء بشكل مباشر رغم أنه شخص مسالم يرفض حمل السلاح، بالإضافة إلى التناقض الكبير بينه وبين “جابلونسكي” المخضرم والقاسي، فينجم عن ذلك مواقف مضحكة للغاية يتألق فيها النجمان بفضل الانسجام الرائع بينهما، والذي هو أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل الفيلم متميزاً. وينضم للمزيج “سنوب دوغ” بدور صياد مصاصي الدماء الأسطوري “بيغ جاي” الذي يعطي شعوراً من الرهبة بفضل قامته الطويلة وأسلحته المميزة، والذي يحصل على فرصة ليتألق بمفرده في مشهد محدد.

نكتشف خلال القصة أن هناك عدة أنواع من مصاصي الدماء الذين يتم شرحهم بشكل سريع جداً، وكان من الأفضل لو تعمق الفيلم أكثر بكل فصيل وكيفية عملهم ولماذا هناك عداوات بين صفوفهم. لكن يمر الفيلم بسرعة عن كل هذه التفاصيل ليركز بشكل أكبر على الأكشن. لكن لا بأس بذلك، لأن الفيلم يعوض عن هذا الجانب بتقديم مشاهد قتالية رائعة وشخصيات محبوبة حتى لو ظهرت في مشهد واحد.

مثل التوأم “مايك” و “ديران نازاريان” (يلعب دوريهما “ستيف هاوي” و “سكوت آدكينز” على التوالي)، واللذان يقدمان مشهداً قتالياً رائعاً يواجهان فيه إلى جانب “جابلونسكي” و “سيث” أعداداً كبيرة من مصاصي الدماء، ويبدع صناع الفيلم في مشهد محموم من دون توقف يبدع فيه كل منهم بقتل مصاصي الدماء مع تصميم قتالي رائع وحركات تتحدى المنطق أحياناً، منها إحدى اللحظات التي يرمي فيها أحد الأخوين رصاصة بالحركة البطيئة عبر الغرفة لتدخل مباشرة في مخزن مسدس شقيقه، والتي لشدة حماقتها تجعل مشاهدة الفيلم أكثر إثارة.

وقد لا يكون هذا مستغرباً جداً نظراً لأن مخرج الفيلم “جاي جاي بيري” هو في الواقع مصمم حركات خطيرة وممثل بديل عمل على الكثير من سلاسل الأكشن الشهيرة مثل Fast & Furious و John Wick وغيرها، والذي يجب أن نشيد بأدائه نظراً لأن Day Shift هو أول فيلم يقوم بإخراجه، مما يجعل الجمهور يود رؤية المزيد من هذا العالم في أفلام مستقبلية.

Exit mobile version