المهرجاناتالمهرجانات العربيةمهرجان دبيمهرجانات

دبي السينمائي الدولي يُعلن عن قائمة أولى لبرنامج ليالٍ عربية

مقاربات توثيقية للمأساة السورية وتجارب إخراجية فلسطينية جماعية
“دبي السينمائي الدولي” يُعلن عن قائمة أولى لبرنامج “ليالٍ عربية”
دبي ـ “سينماتوغراف”
 
كشف “مهرجان دبي السينمائي الدولي” اليوم، عن القائمة الأولى للأفلام التي ستُعرض ضمن برنامج “ليالٍ عربية”، خلال الدورة الحادية عشرة للمهرجان، التي تُقام خلال الفترة من 10-17 ديسمبر المقبل.
 
وتحمل أفلام هذا البرنامج كما في كل عام تجارب متعدّدة لمخرجين عرب يعيشون خارج العالم العربي، أو مخرجين من غير العرب، تقارب موضوعات على إتصال بالراهن العربي على مستويات متعدّدة، وعبر رؤى سينمائية معنية بالحياة والواقع العربيين، إضافة للجاليات العربية في المهجر.                                                                           
 
من جهته، قال المدير الفني لـ”مهرجان دبي السينمائي الدولي” مسعود أمرالله آل علي: ” يتيح برنامج “ليالٍ عربية” معاينة مقاربات سينمائية لما يعيشه الإنسان العربي داخل العالم العربي أو خارجه، وتقديم رواية موازية للراهن، لها رؤيتها وعوالمها وقصصها بما يجعل من البرنامج فرصة خاصة لرصد المتغّير في الشخصية العربية، وفقاً للمتغير حولها، من دون أن يفوتنا استدعاء ذلك لطرق وأساليب فنية تتناغم مع كل موضوع تتناوله الأفلام أو أية حكاية ترويها.”
 
وهكذا يقدّم المخرج الإماراتي علي مصطفى، بعد أن عُرِف بفيلمه “دار الحي”، جديده “من ألف إلى باء” راوياً حكاية أصدقاء من الطفولة، تفرق بينهم السنين؛ فيجتمعوا مجدّداً ليمضوا في رحلة تأخذهم براً من أبوظبي إلى بيروت لزيارة ضريح صديقهما الذي انتقل إليها قبل خمسة أعوام، ولقي حتفه فيها أثناء العدوان الإسرائيلي على لبنان في يوليو 2006.
 
كما يعرض البرنامج فيلم المخرج الهولندي جان ويليم فان ايويك “الأطلنطي.” الذي يحكي عن صياد شاب اسمه “فتاح” تربطه علاقة صداقة براكبي أمواج أوروبيين يقصدون قريته الصغيرة الواقعة على شواطئ المحيط الأطلنطي. لقد اكتسب “فتاح” نمط حياة أصدقائه وأمسى راكب أمواج، مستخدماً أدواتهم التي يخلفونها وراءهم عند رحيلهم. في إحدى فصول الصيف، يقع “فتاح” في غرام سائحة هولندية اسمها “الكسندرا”، ورغم يقينه بأنها لن تكون بمتناوله، فإن رحيلها يدمي قلبه، وتمسي قريته سجناً، فيمضي في رحلة ملحمية بمحاذاة شواطئ الأطلنطي على متن لوح ركوب الأمواج وحقيبة صغيرة على كتفيه، ووجهته أوروبا.
 
وترصد المخرجة اللبنانية نادين نعوس في فيلمها “هوم سويت هوم” رحلة عودتها إلى لبنان بعد أن عَلمت بالمصاعب المالية التي يواجهها والدها، الذي يعمل مدير مدرسة تقدّمية في ضاحية بيروت الجنوبية. يشكّل بيت العائلة في الفيلم مساحة خاصة لأحاديث ونقاشات تسودها الحيوية، ولا تخلو من الفكاهة والطرافة، مسلطةً الضوء على ما شهده لبنان من أحداث تاريخية في الآونة الأخيرة، وكيف ساهمت المتغيرات السياسية في عودة المجتمع إلى الوراء. وبكلمات مخرجة الفيلم: “سمعت بما حلّ بوالدي، فقدت توازني، وقد كنت دائماً ابنة مدير “مدرسة الرابية اللبنانية”، وما تبادر إلى ذهني ألا أكون كذلك، فقرّرت العودة إلى الوطن.”
 
ويلتقي في فيلم “أنا مع العروسة” كل من الشاعر الفلسطيني السوري خالد سليمان الناصري والصحافيين الإيطاليين غابريله دل غراندنه وآنتونيو آوغليارو ليقدموا وثائقياً خاصاً يقرّروا فيه مساعدة  خمسة مهاجرين سوريين وفلسطينيين، بتهريبهم إلى السويد، عبر خطة جريئة تتمثل بتحويل الرحلة إلى زفّة عرس ليتجنبوا بذلك إثارة الشبهات. وهكذا ستعبر القافلة حوالي ثلاثة آلاف كيلومتر ضمن أراضي القارة الأوروبية على مدى أربعة أيام، وهي رحلة محفوفة بالمخاطر والتشويق، تروي قصص المهاجرين الخمسة وأحلامهم، وقصص مهربيهم، وتتكشف أثناء الرحلة أسرار جديدة عن القارة العجوز، وعن تضامن شبانها وقدرتهم على تخطّي حدودهم الوطنية، والاستخفاف بالقوانين المتزمتة والمراقبة الأمنية، وذلك كلّه لغايات إنسانية بحتة.
 
وفي وثائقي يقارب الحرب في سوريا تقدم المخرجة السورية لواء يازجي فيلمها بعنوان “مسكون” راصدة علاقة السوريين ببيوتهم أثناء الحرب، وما الذي يعنيه البيت واقعاً ومجازاً، وما يشعرون به حين يُجبرون على مغادرته. أو كما يقول لنا الفيلم: “أوّل ما  ما يخطر على بالنا عند انفجار قذيفة هو الهرب، لاحقاً نتذكر بأننا لم نلتفت لنتذكر ونعاين ما خلفّناه وراءنا. لم نودّع بيوتنا وذكرياتنا وصورنا وهويتنا وكل الحياة التي عشناها بين جدران تلك البيوت.”
 
وفي تجربة إخراجية فلسطينية جماعية يأتي فيلم “زمن معلّق”، وهو مؤلّف من تسعة أفلام قصيرة تناوب على إخراجها كل من: مهدي فليفل، وطرزان وعرب ناصر، وأسمى غانم، وأيمن الأزرق، وأمين نايفة، وعلاء العلي، ومهند صلاحات، وعاصم ناصر، ويزن الخليلي، وقد اجتمعوا جميعاً على تقديم مقاربة خاصة للصورة وما تقوله بعد مرور عشرين عاماً على “اتفاقية أوسلو” الشهيرة التي عقدت في واشنطن عام 1993. يتأسّس الفيلم على أن الرؤية التي قامت عليها “اتفاقية أوسلو” تمركزت حول سكان الضفة الغربية وقطاع غزة من الفلسطينيين، بينما جرى التفريط بحقوق اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربية والشتات، كذلك الأمر بالنسبة لفلسطيني أراضي 1948، وعليه تمّ توجيه الدعوة لمخرجين فلسطينيين ليقدموا مقاربتهم السينمائية التي يعكسون من خلالها ما خلّفه مرور عشرين عاماً على تلك الاتفاقية، بغض النظر عن مكان تواجد صانعي تلك الأفلام.
 
هذه التجربة الجماعية تتكرّر في فيلم فلسطيني آخر في عرضه العالمي الأول هو “جنود مجهولون” المؤلّف من ثمانية أفلام قصيرة أخرجها شبان في تجاربهم الإخراجية الأولى، هم: روان التميمي، وجابر أبو رحمة، ومحمود الهذالين، وأحمد عمرو، وسارة دحيدل، وحمزة خليفة، وعدي الطنب. تتمحور هذه الأفلام حول الأمل بمقاومة الاحتلال بأساليب لا عنفية، وهي نتيجة عدة دورات تدريبية وورشات عمل مكثفة في فلسطين من قبل “مركز كورف ووسترو” وتحت إشراف المخرجة الفلسطينية مي عودة. مخرجو هذه الأفلام هم من الشباب المتطوعين في “اللجنة التنسيقية للمقاومة الشعبية” وفي “تجمع شباب ضد الاستيطان”.
 
وفلسطينياً أيضاً تحضر المخرجة وفاء جميل بفيلمها “قهوة لكل الأمم” الحاصل على دعم برنامج “إنجاز”، وفي عرضٍ عالمي أوّل؛ حيث يُجبر الجيش الاسرائيلي عام 1948 عائلة “عبد” على مغادرة قرية “الولجة” كحال غيرهم من سكّانها، ليعيشوا في مخيم “الدهيشة” للاجئين. لكن “عبد” سيبقى مصمماً على العودة إلى قريته، وأن يعيش فيها ليستعيد ملكيته لأرضه في ظل ظروف شديدة الصعوبة. وفي محاولته الصمود في أرضه، فإنه يبني له بيتاً مؤلفاً من غرفة واحدة، مصنوع من الخشب والصفيح، إلا أن الإسرائيليين سرعان ما يقومون بهدمه.
 
أما فيلم باتين قوبادي “مردان” فتجري أحداثه في إقليم كردستان وهو عن أشخاص تسكنهم الأسرار، ليس “مردان” إلا واحداً منهم، وهو ينوء تحت شعور بالذنب مثله مثل “كرزان” العامل في المقبرة، و”ليلى” الباحثة عن “مراد” المختفي،  فيما “مردان” يكتشف مشاعره نحوها. كل ذلك يجري على سفوح الجبال ومجاري الأنهار، في استثمار للطبيعة الخلابة التي يحملها الفيلم.
 
ويقدم المخرج شريف كورفر فيلم “الدخيل”، وهو على اتصال بمجتمعات المهاجرين في أوروبا، من خلال قصة “سمير” المولود في هولندا لأب مغربي وأم هولندية، والذي مع دخوله سلك الشرطة يسعى لنيل الثناء من قبل رؤسائه واثبات جدارته من خلال اختراق عائلة مغربية تعمل في ترويج المخدرات. إلا أنه يكتشف ملامح إنسانية أخرى لتلك العائلة لم يكن ليفكر بها، إضافة لاكتشافه أن رجال الشرطة ليسوا بالضرورة شرفاء، فيجد “سمير” نفسه واقعاً في حيرة أخلاقية.
ختاماً، قالت مبرجمة “ليالٍ عربية” دلفين مروة: ” نفخر بالإعلان عن قائمة الأفلام المشاركة في برنامج “ليالٍ عربية”، الذي نتوقع أن يستقطب كما في كل عام المزيد من عشاق السينما، ونتطلع إلى تفاعل الجمهور مع هذه الأفكار والأصوات الجديدة.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى