دبي ـ «سينماتوغراف»
أعلن «مهرجان دبي السينمائي الدولي» عن أسماء الدفعة الأولى من الأفلام العالمية التي ستكون جزءاً من برنامج «سينما العالم»، المُنتظر عرضها في دورة المهرجان الـ13 التي ستنظم بين 7 و14 ديسمبر المقبل. وتلفت أفلام برنامج «سينما العالم»، وعددها حوالي 50 فيلماً، أنظار الآلاف من جمهور المهرجان، بما تتضمنه من أعمال نخبة من المشاهير والمواهب السينمائية العالمية.
وتشمل المجموعة الأولى فيلم المخرج البريطاني أوتو بيل بفيلمه الوثائقي «صائدة النسور» (ذي إيغل هانتريس). ويروي الفيلم قصة أيشولبان، وهي فتاة عمرها 13 عاماً تسعى لإثبات نفسها في صيد النسور، في مجتمع تسوده الذكورية في جبل الألتاي بمنغوليا. تجمع القصة الواقعية المثيرة بين عناصر العائلة والتقاليد والشجاعة، وتنقل للمشاهدين وقائع رحلة نجاح الفتاة التي أصبحت أول صائدة نسور خلال 2000 عام، بعد تدريب قاس ومواجهة العديد من العقبات.
ويشارك المخرج المالي الفرنسي داودا كوليبالي، عبر تجربته الروائية الأولى «فولو»، في قصة مستوحاة من شوارع مالي. فالشاب لادجي يعاني من الفقر، ويعمل بجد سعياً لحياة أفضل له ولشقيقته، كي يبعدها عن حياة السوء، وتبدأ حبكة الفيلم حين تُعرض عليه فرصة عمل خيالية، لكنها مليئة بالمخاطر، لتحوّل يأسه إلى تهور.
ويستعرض فيلم «المدرِّسة» (ذي تيتشر)، من إخراج التشيكي يان هيربيك، معضلات أخلاقية حين تنقلب حياة الطلاب وأولياء الأمور بعد ظهور المدرّسة الجديدة الأنسة درازيشوفا في أحد أحياء براتسيلافا. وتتطوّر الأمور ويقرر المدير والمجتمع وضع حد للمشكلة، بعدما تسببت أساليبها الفاسدة بانتحار أحد الطلاب، لكن مخططاتهم تصطدم بالخوف من علاقات المدرِّسة القوية بأعضاء من الحزب الشيوعي.
وينضم المخرج الأسترالي المخضرم إيفان سين؛ المعروف بتسليطه الضوء على صعوبات السكان الأصليين لأستراليا، من خلال فيلم الإثارة والجريمة «غولدستون». ويتابع الفيلم قصة جاي سوان، وهو محقق شرطة من السكان الأصليين، يتم إرساله للتحقيق في تقرير عن أحد الأشخاص المفقودين في مدينة غولدستون. يسعى جاي إلى تطبيق القانون، رغم صراعاته الشخصية مع الشرطة المحلية، وتؤدي المهمة الروتينية إلى الكشف عن شبكة واسعة من الفساد والجريمة.
ويلفت المخرج الأمريكي نيت باركر أنظار الجمهور إلى ظلم عالمي في فيلمه «مولد أمة» (ذي بيرث أوف إي نيشين). ويروي الفيلم قصة حقيقية عن شاب متعلم اسمه نات ترنر، يعاني من العبودية، لكنه يُستغل كونه متعلماً ليصبح واعظاً ويقود شعبه إلى ثورة. وفي نفس السياق، تنضم قصة أخرى من تاريخ الولايات المتحدة بعنوان «لفينغ» للمخرج جيف نيكولز. ويتحدث الفيلم عن قصة عاطفية لريتشاد وملدريد لفينغ بعد مخالفتهما قانون ولاية فرجينيا الذي يمنع الزواج بين الأعراق المختلفة، وذلك في العام 1967. وتتطور الأمور وتصل قضيتهما إلى المحكمة العليا.
ويشهد فيلم «ذئب وخروف» (وولف أند شيب)، ظهور موهبة شاهربانو سادات من خلال فيلمها الأول المبني على طفولتها في أفغانستان. تتابع القصة الإنسانية للفيلم حياة الطفلتين الأفغانيتين؛ صدّيقة وقدرات (11 عاماً)، حيث تتعرضان للسخرية والنبذ من المجتمع في قريتها، ثم تقرران الهرب وتلتقيان صدفةً في الجبال المحيطة بالقرية، ما ينتج عنه من تحالف غير اعتيادي بينهما.
أما المخرج السنغافوري جونفينغ بوو فيقدّم قصة مثيرة عن العدل والإنسانية من خلال فيلم الدراما «مبتدئ» (أبرانتيس) الذي يروي قصة أيمن، وهو ضابط سجن يبلغ من العمر 28 عاماً، ولا يمتلك في العالم سوى شقيقته الأكبر سناً. يتعمّق الفيلم في الضمير والواجب في عالم جلادي السجون، خاصة بعد انعقاد صداقة غير اعتيادية بين أيمن وكوون، رئيس الجلادين، فينكشف ماضي أيمن لرئيسه، وسرعان ما يجد نفسه أصبح تلميذه في التعذيب.
ويقدم المخرج الياباني هيروكازو كوري- إيدا فيلم «بعد العاصفة» (أفتر ذي ستورم)، متناولاً قصة مؤثرة عن ريوتا، وهو مؤلف سابق تعرّض للطلاق، ولكنه يحاول بعد وفاة والده استعادة عائلته، ونسيان الماضي، والتركيز على المستقبل من أجل ابنه الصغير.
ويشارك المخرج الإيطالي باولو فيرزي، من خلال أحد أبرز الأفلام لهذا العام، بعنوان «كالمجنون» (لايك كريزي)، الذي يتناول قصة بياتريس؛ الحالمة والمتعطشة للسلطة، ودوناتيلا؛ المحطمة عاطفياً. تشكل السيدتان ثنائياً كوميدياً بعد هروبهما من المصحّة النفسية.
وينضم المخرجان البلغاريان كريستينا غروزيفا وبيتر فالشانوف، من خلال تحفتهما الفنية الاجتماعية السياسية عن الفساد «غلوري». يصوّر الفيلم عامل السكك الحديدية تسانكو بيتروف، وعثوره على ملايين من الأوراق النقدية على السكة الحديدية، ما يشكل فرصة حقيقية لتغيير حياته. لكن تسانكو يفاجئ الجميع لاحقاً بتصرفاته التي تتركه محتاراً بين حياة العمال الكادحين والسلطة الفاسدة.
ويقدّم المخرج الروماني كريستي بويو سيناريو مميزاً في فيلمه « سيرانيفادا»، الذي يصوّر عائلة تجتمع للعزاء بعد وفاة أحد أفرادها، لكن الأمور لا تمرّ بالشكل المتوقع، حيث ترتفع حدّة التوتر والانفعالات، عندما تنكشف بعض الحقائق.
ومن بولندا أيضاً، يشارك المخرج آندريه فايدا في تحفته «آفتر إيماج». ويروي الفيلم قصة حياة فنان معاصر شجاع، يرفض التضحية بحريته الفنية أمام سلطة النظام الشيوعي، لكن مع مرور الوقت والضغوط المذلّة التي يتعرض لها، يضطر لتقديم تنازلات مؤلمة.
وفي آخر أفلام الدفعة الأولى من برنامج «سينما العالم»، لهذا العام، تعود المخرجة المكسيكية تريشا زيف للمشاركة في «مهرجان دبي السينمائي الدولي»، وهذه المرة من خلال فيلم السيرة الذاتية «الرجل الذي رأى كثيراً» (ذي مان هو سو تو ماتش). يروي الفيلم قصة المصور الشهير انريكي ميتنيديس، الذي يفتح مع زملائه من خلال العدسة أبواب عالم الجريمة في مكسيكو سيتي. وتتعمق عدسة المخرجة متساءلة إذا ما كانت تصوّر الواقع، أم تنقل انعكاس الولع بالموت.
عن هذه الدفعة الاستثنائية لدورة هذا العام، تحدّث المدير الفني لـ«مهرجان دبي السينمائي الدولي»، مسعود أمر الله آل علي، قائلاً: «نحن ملتزمون بربط الثقافات عن طريق السينما، ومن السهل رؤية هذا في برنامج أفلام «سينما العالم». إنّ الرؤى والخبرات المختلفة المتوفرة في هذه الأفلام المميزة، التي تتضمّن بعض أكثر الأعمال المُنتظرة لهذا العام، سوف تنجح في نقل المشاهدين إلى أماكن لم يروها من قبل، موسعةً آفاق رؤيتنا للعالم من حولنا، وموفرةً منصة للتفاهم الثقافي».
أما ناشين مودلي، مدير برنامج «سينما العالم»، فقال: «نستكشف العالم بحثاً عن أفضل وأكثر الأفلام تنوعاً، من أجل عرضها لجمهور «مهرجان دبي السينمائي الدولي» كل سنة. وأفلام هذا البرنامج جزء أساسي من المهرجان، لما تقدّمه من تجارب ملهمة وممتعة للجميع.»