من سرق جثمان شابلن وهل بيل موراي طيب القلب؟
“دبي السينمائي” يعلن قائمته الثانية من أفلام برنامج “سينما العالم”
دبي ـ “سينماتوغراف”
كشف “مهرجان دبي السينمائي الدولي” عن القائمة الثانية من الأفلام التي سيعرضها ضمن برنامج “سينما العالم”، والتي تتضمن مجموعة مختارة من أفضل إنتاجات السينما العالمية في عام 2014، من بطولة نجوم عالميين، في أفلام تحمل رؤى سينمائية جديدة لنخبة من المخرجين والمؤلفين والمنتجين.
البداية مع المخرج المكسيكي المرشح للأوسكار، والحائز على جائزة “بافتا” (الأكاديمية البريطانية لفنون الفيلم والتلفزيون)، أليخاندرو غونزالس إناريتو صاحب “أموريس بيروس” و “21 غراماً” و “بابل” و”بيوتيفول”، ويشارك هذا العام في المهرجان بجديده “بيردمان” أو “فضيلة الجهل المفاجئة”، الكوميديا السوداء التي تروي قصة الممثل (مايكل كيتون) المعروف بقدرته على تجسيد شخصيات الأبطال الخارقين “السوبر هيرو”، وها هو يقرر العودة إلى مسارح “برودواي”، وعليه هناك أن يخوض صراعاً مع أناه، وتحسين وضع عائلته، ووضعه المهني وتحقيق ذاته.
وعقب النجاح الذي حققه من خلال فيلم “عن الآلهة والرجال” الذي أحرز الجائزة الكبرى بمهرجان “كان” عام 2010 يعود المخرج الفرنسي كزافييه بوفوا بفيلم “ثمن الشهرة” الذي تدور أحداثه في قرية سويسرية في أواخر سبعينات القرن الماضي، حيث يستضيف عثمان صديقه الأربعيني إيدي، وهو ليس إلا محتال بلجيكي ظريف خرج لتوّه من السجن. يحلّ عيد الميلاد على إيدي ومرارة الفقر تحاصره، وليتصادف ذلك مع الإعلان عن وفاة شارلي شابلن على التلفزيون، وكشف ثروته الضخمة، ما يدفع إيدي للتساؤل والحلم، ماذا لو استطاع أن يسرق جثة شارلي شابلن وطلب فدية من عائلته؟ إنه فيلم مستوحى من أحداث حقيقية، يتناول فكرة إحياء شارلي شابلن الذي تعود روحه تدريجياً لتحلّ في شخصيتين تنطلقان في رحلة تليق بأن تكون إحدى حكايات شابلن التي لم يقم بروايتها.
ويأتينا الفيلم المرتقب “القديس فينسنت”، حيث يقدم النجم بيل موراي في هذا الفيلم دوراً جديداً مميزاً، تحت إدارة المخرج والكاتب ثيودور ميلفي في أولى تجاربه الروائية الطويلة، ويصوّر الفيلم علاقة الصداقة الاستثنائية التي تنشأ بين صبي صغير ورجل مسنّ مشاكس. ماجي (ميليسا مكارثي) أم وحيدة انتقلت إلى بيت جديد ومعها ابنها أوليفر البالغ من العمر 12 عاماً. تعمل ماجي لساعات طويلة، وهكذا لن يكون من خيار أمامها إلا أن تترك ابنها بعهدة جارها المتقاعد فينسنت (بيل موراي) والذي يتصف بالبخل، والولع بالكحول والقمار. وسيتعرف أوليفر على عوالم فينست برفقة الراقصة داكا (نعومي واتس)، متنقلاً معهما من سباقات الخيل إلى نادي الرقص وصولاً إلى الحانة. سيتيح فينست لأوليفير التحلي بالرجولة، بينما سيرى أوليفير في فنسنت خصالاً لم يُعرف بها من قبل، ألا وهي الطيبة وأنه عرضة دائمة لسوء الفهم.
ويقدم المخرج الألماني الشهير كريستيان بيتزولد فيلم “طائر الفينيق” الذي يروي الفيلم قصة نيلي لينز، إحدى الناجيات من معسكر للاعتقال، وقد تُرِكت تعاني جروحاً بليغة، وتشوهات في الوجه. تخضع نيلي لعملية إعادة ترميم لوجهها، لتبدأ بعدئذٍ رحلة بحث عن زوجها جوني. لن يستطيع جوني التعرف على زوجته، بل سيجد في نيلي امرأة شبيهة بزوجته التي يعتقد أنها ماتت، سائلاً نيلي مساعدته في الحصول على إرثها. ستوافق نيلي وستصبح بديلة نفسها، وتمضي تتحرى ما إذا كان زوجها يحبها بحق، أم أنه خانها. تتوالى الأحداث وتتكشف عن أوجه شبه كثيرة بين نيلي وبديلتها، ما يضع علاقتهما أمام حائط مسدود.
أما “نمور” وهو أحدث أعمال المخرج دانيش تانوفيتش الحائز على العديد من الجوائز، فيستوحي أحداثه من القصة التاريخية بين المحارب جالوت والملك داوود، إذ يلتحق إيان (عمران هاشمي) بشركة متعددة الجنسيات متخصصة بأغذية الرضع. وسرعان ما يمسي أهم رجل مبيعات في الشركة، إلى أن يكتشف ممارسات فاسدة تتسبب بوفاة الكثير من الرضع في باكستان. وحين يفشل بإصلاح الوضع من الداخل، يقرر أيان خوض المعركة بمفرده، رغم مساندة طاقم تصوير دولي يوثّق ذلك، فإنه سرعان ما يدرك أن هذه المعركة لن تنتهي سريعاً، هذا إن انتهت على خير.
ومن الصين يطل علينا المخرج بيتر هو-سن شان بفيلم “الأعز” الذي حقق نجاحاً كبيراً في شباك التذاكر الصيني. وتدور أحداث هذا الفيلم حول وين جون وزوجته جياشوان الغارقان بمشاغل الحياة في مدينة “شنزن” جنوب الصين. في أحد الأيام، وبينما يلعب ابنهما تيان بينغ في الشارع مع أصدقائه، يتعرض للخطف، لكنهما لا يفقدان الأمل في العثور عليه، وينطلقان في رحلة للبحث عنه، يدفعهما الإصرار والدهاء.
وتشارك المخرجة الفرنسية ميا هانسن-لوف بفيلمها الروائي الرابع “إيدن” الذي يحكي قصة تاريخ الموسيقا الإلكترونية الفرنسية، ويتناول قصة حياة أخيها ستيفن الذي شارك في كتابة السيناريو.
وفي “ميدان” يسرد المخرج الأوكراني سيرجي لوزنيستا وقائع انتفاضة الشعب الأوكراني شتاء 2013/2014، والتي تطورت من مظاهرات سلمية لأكثر من نصف مليون نسمة، إلى معارك دامية بين المتظاهرين وشرطة مكافحة الشغب، راسماً ملامح صحوة شعب وإعادة اكتشافه لهويته. لا يخوض لوزنيستا في هذا الفيلم غمار القضايا السياسية الراهنة، بل يتناول خصائص الانتفاضة الشعبية بوصفها ظاهرة اجتماعية وثقافية وفلسفية، راصداً لحظات مؤثرة يتسيدها الحماس، والنضال البطولي، والرعب، والشجاعة، هذا عدا التضامن والتعاضد بين أفراد الشعب والمخزون الغني للثقافة الشعبية. إنه فيلم يمزج بين رصانة الأفلام الكلاسيكية وحيوية الوثائقي، وقد جاء عرضه الأول في الدورة الأخيرة من “مهرجان كان السينمائي” 2014.
وإلى رائعة جديدة من إبداعات المخرج فرنسوا جيرارد وفيلم الدراما العائلية “بوي كواير”، الذي يمكن لكل أفراد الأسرة مشاهدته، من بطولة النجمين داستن هوفمان وكاثي باتيس، حيث يلعب هوفمان دور “كرافيل” رئيس جوقة غنائية في مدرسة أميركية للموسيقا، يجد نفسه مضطراً إلى تعليم الغناء لفتى يتيم لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره. ورغم ما عُرف عن هذا الفتى من تمرد وانطوائية، إلا أنه يتخطى التوقعات ويحقق كل ما يؤهله الانضمام إلى الـ “بوي كواير”.
إلى وثائقي آخر والمخرج غيب بولسكي المرشح للأوسكار والفائز بجائزة “إيمي”، وفيلم “الجيش الأحمر”. الذي يروي قصة أنجح فريق للهوكي على الجليد في التاريخ، فريق الاتحاد السوفيتي السابق “الجيش الأحمر”. يسلط الفيلم الضوء على جهود كابتن الفريق سلافا فيتسوف وكيف تحول من بطل قومي إلى عدو سياسي، محللاً فرضية أن الرياضة هي مرآة للحركات الاجتماعية والثقافية للشعوب، ومتناولاً تفاصيل سقوط الفريق مع سقوط الاتحاد السوفيتي. قصة ملهمة تضع أحداث الحرب الباردة على حلبة الجليد، ورجل واحد وقف في وجه النظام، ممهداً الطريق للتغيير.
إلى الهند والمخرج رافي في. باتيل والفيلم الوثائقي الكوميدي “تعرّف على الباتيل” الذي تدور أحداثه حول رافي باتيل الذي يوشك على دخول العقد الثالث من عمره، وهو أميركي من أصل هندي عالق بين حب امرأة أحلامه، وحب والديه. لقد انتهى رافي للتو من علاقة حب فاشلة، وتثير علاقات الزواج السعيدة في مجتمعه ذهوله، وها هو يستعين بوالديه ليعثروا على امرأة أميركية “باتيلية” يتزوجها. لن يتوانى رافي عن فعل أي شيء، بدءاً من حضور حفلات زفاف في مختلف أنحاء البلاد، مروراً بمتابعة مواقع الإنترنت الخاصة بالباحثين عن الزواج، وصولاً إلى زيارة مجمّع الزواج الخاص بطائفة “الباتيل”. إنه وثائقي لا تنقصه الفكاهة، وهو على قدر هائل من الصدق، محاولاً معاينة أسئلة أساسية نواجهها: ما هو الحب؟ كيف نجده؟ والأهم من ذلك، كيف نحافظ عليه؟
من جهته، قال مدير برنامج “سينما العالم” في مهرجان دبي السينمائي الدولي ناشين مودلي: “نفخر بالإعلان عن القائمة الثانية من برنامج “سينما العالم” ونتطلع لمتابعة تفاعل الجمهور مع تلك المجموعة المختارة بعناية من أفلام تتميز بعمقها الابداعي وقصصها الأصيلة وأساليبها السردية المميزة، ونحن على يقين أن جمهور المهرجان من عشاق السينما سيجد في هذه المجموعة كل ما يلبي تطلعاته لمشاهدة أروع إنتاجات السينما العالمية لهذا العام.”
سيتم عرض جميع الأفلام ضمن الدورة الحادية عشرة من مهرجان دبي السينمائي الدولي، خلال الفترة من 10 إلى 17 ديسمبر 2014.