دبي ـ «سينماتوغراف»
يكشف برنامج «ليالٍ عربية»، خلال الدورة الـ13 من «مهرجان دبي السينمائي الدولي»، عن المجموعة الأولى من الأفلام المشاركة من جميع أنحاء العالم، مثل لبنان وإيطاليا وألمانيا وفرنسا، والتي تُظهر العمق والاتساع الثقافيين، مع تصويرها للواقع الحالي في العالم العربي، وتأخذ الجمهور في رحلة بين الفكر والخيال.
وفي عرضه العالمي الأول، يشارك فيلم «محبس» للمخرجة اللبنانية صوفي بطرس، وتدور أحداثه في قرية جبليّة لبنانية، مصوراً انشغال تيريز بالتحضير لزيارة الخطيب المُرتقب لابنتها الوحيدة، بصحبة عائلته. تنقل تيريز الخبر السعيد لشقيقها المتوفى خلال الحرب الأهلية، منذ أكثر من عشرين عاماً، والذي يُطلُّ عبر صور معلقة في المنزل، وتذكّرها بالكراهية التي تختزنها ضد قتلته. تظل تيريز غارقة بالفرح حتى يصل الضيوف، وحينها تتلقى صدمة كبيرة وغير متوقعة. الفيلم من تمثيل: جوليا قصار، وعلي الخليل، وبسام كوسا ونادين خوري وبيتي توتل.
وينضم المخرج والكاتب هادي غندور بفيلم «المسافر»، الذي يجمع بين الكوميديا والدراما. يروي الفيلم قصة عدنان المتزوج ولديه ولد واحد، ويعمل وكيل سياحة وسفر في قرية لبنانية صغيرة. يحلم عدنان بالسفر حول العالم، طوال حياته، لكنه لم يحظ بفرصة مغادرة بلده، حتى يرسله مديره في رحلة عمل إلى باريس. يتعرّف هناك إلى ليلى، قريبته الشابة والجميلة، التي تقيم مع والدتها إنصاف، ويُعجب بها، ويعيش أجواء باريس، ما يجعله في حالة اضطراب ويدفعه لمحاولة تفسير معنى حياته، ناسياً خلال تلك المرحلة مبادئه وهويته وعائلته، فهل سيستيقظ عدنان في الوقت المناسب، أم سيخاطر بخسارة كل شيء؟ الفيلم من تمثيل: رودريغو سليمان، ودنيا إدن، وعايدة صبرا، ورومي ملحم.
ويقدم الفنان التشكيلي الإيطالي يوري أنكاراني، الشهير بدمج السينما المعاصرة مع السينما غير الروائية، فيلم «التحدّي». يصور الفيلم أنكاراني مرافقاً أحد ممارسي رياضة الصيد بالطيور الجارحة، وتحضيراته لمسابقة هامة خلال عطلة أسبوعية مجهدة في قلب صحراء قطر. من خلال الفيلم نتعرف على تاريخ هذه الرياضة التي تعود إلى نحو أربعين قرناً، وكيفية محافظة هذه الرياضة على مكانتها المرموقة في الثقافة العربية المعاصرة.
ويشهد «مهرجان دبي السينمائي الدولي» العرض العالمي الأول لفيلم «ورقة بيضا»، للمخرج الفرنسي هنري برجيس، وشارك في تمثيله: دارين حمزة، وغابريـال يمين، وحسان مراد، وألكساندرا قهوجي. كوميديا سوداء يستعرض قصة صديقتين حميمتين لبنانيتين، جيني ولانا، تقعان في حبّ لعبة القمار، المحرّمة في المجتمع خاصة بين النساء، سعياً للهروب من حياتهما الزوجية المملة. يسقط الثنائي في حلقة مفرغة من إدمان اللعبة، مع مواجهة الكثير من العقبات، في ظل السعي وراء استعادة حريتهما.
وتشارك المخرجة صولين يوسف بفيلمها «منزل بلا سقف»، المُستوحى من الشجن العراقي. يتناول الفيلم قصة الأشقاء الثلاثة؛ آلان، ويان، وليا، الذين وُلدوا في كردستان العراق، وترعرعوا في ألمانيا. يضطر الأشقاء للعودة إلى العراق لدفن والدتهم، إلى جانب والدهم، وهناك يكتشفون مدى ابتعادهم عن أصولهم، وأهمية استكشاف وطنهم وهويتهم، خاصة مع اختلاطهم بعائلتهم الكبيرة. الفيلم من تمثيل: وداد صبري، ومينا أوزلم ساجديتش، وساسون سايان، ومراد شيفان.
وبعد مشاركته في الدورة الـ11 من «مهرجان دبي السينمائي الدولي»، بفيلم «الخط البني»، يُشارك المخرج الجزائري الفرنسي رشيد جعيداني بفيلمه الجديد «جولة فرنسية»، من تمثيل: جيرارد ديبارديو، وصادق، ولويز غرينبيرغ، ونيكولا ماريثيو. يقدم الفيلم للجماهير منظوراً فريداً عن المصالحة بين الأجيال والثقافات المتناقضة، من خلال قصة اضطرار مغني الراب فاروق (20 عاماً) للهروب من باريس، إثر مشادة عنيفة مع خصم له، حيث يقترح عليه منتجه العمل سائقاً لدى سيرج (جيرارد ديبارديو). تنشأ صداقة غير مُنتظرة بين المغني وسيرج، رغم الفارق الكبير في السن، واتساع الاختلافات الثقافية، وذلك خلال رحلة مميزة تنتهي في مرسيليا.
ويتعاون المخرج الدنماركي أندرياس دالسغارد، والمنتجة والمذيعة السورية عبيدة زيتون، في الفيلم غير الروائي المؤثر «استعراض الحرب». يصوّر الفيلم انضمام عبيدة زيتون، وأصدقائها إلى المظاهرات التي خرجت في مارس 2011، لتبدأ بذلك رحلة تصوير أحداث حياتهم، وهم على قناعة بأن حقبة «الربيع العربي» ستشمل بلدهم. تغادر عبيدة دمشق، وتجول في مختلف أنحاء البلد، موثقة الأحداث الأخيرة في سوريا، عبر عدسة حميمية لمجموعة صغيرة من الأصدقاء.
ومن ألمانيا، يشارك المخرجان فيليب غاندت وميكي يمين لتقديم الفيلم غير الروائي «نادى غزة للتزلج»، حيث تعاني غزة من الحصار، والعزلة عن العالم الخارجي، ويعيش شبابها حال البطالة. في هذه الأجواء تتنامى حركة لمجموعة متنامية من الشباب تهوى التزلج على الماء، ويتمكّنون من استجلاب أكثر من 40 لوح تزلّج، وإدخالها إلى غزة على رغم الحصار، ما يمنح المتزلجين هامشاً صغيراً من الحرية.
وفي هذه المناسبة، قال المدير الفني لـ«مهرجان دبي السينمائي الدولي»، مسعود أمرالله آل علي: «لطالما اعتُبر «ليال عربية» برنامجاً أساسياً مهماً للاحتفاء بالسينما العربية التي تصلنا بالعالم، وتصل بالعالم بهذه المنطقة الثرية بالقصص الإنسانية، إضافة إلى كون البرنامج نقطة التقاء مهمة لحوار الثقافات. تعالج تشكيلة الأفلام الجديدة وجهات نظر متابينة في العالم العربي وخارجه، وتقدّم واقعه بمنظور مختلف».
وقالت دلفين غارد-مروة، مبرمجة «ليالٍ عربية»: «يُعد البرنامج واحداً من أكثر برامج المهرجان شعبية، وأقدمها زمنياً، مجسداً بذلك جوهر رؤية المهرجان، من خلال توفير منصة للمخرجين العرب والعالميين، لنقل تصوّرات ووقائع وقصص العالم العربي، معالجة ومصورة نزاعاته المثيرة للجدل، وقضاياه ومشاكله، مثل الحب والحروب والهوية وصراع الأجيال والثقافات».