دبي ـ «سينماتوغراف»
أعلن مهرجان دبي السينمائي الدولي أن دورته الثانية عشرة لعام 2015 ستقام خلال الفترة من 9 إلى 16 ديسمبر المقبل في مدينة جميرا، بعد أن حقق نجاحاً جديداً يضاف إلى سجل إنجازاته خلال الدورة الحادية عشرة التي أقيمت في ديسمبر من عام 2014، وشهدت حضوراً كثيفاً من نجوم وصانعي السينما من الدول العربية ومن حول العالم.
وبهذه المناسبة، قال رئيس مهرجان دبي السينمائي الدولي؛ عبدالحميد جمعة: «يعتبر مهرجان دبي السينمائي الدولي أحد أهم الأحداث الثقافية على خارطة الأنشطة السنوية التي تقام في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة، وذلك منذ انطلاقته الأولى في عام 2004 بما تشهد أروقته من تجمعات متنوعة تضم مبدعي السينما من نجوم ومخرجين وكتاب سيناريو ونقاد وغيرهم، حيث تبرز أهمية المهرجان منصة لتبادل المعارف والخبرات وتوطيد العلاقات وإنشاء روابط سينمائية جديدة، وقد أسهم ذلك بقوة في وصول العديد من الأفلام العربية خلال السنوات الماضية إلى ساحات السينما العالمية سواء بالمشاركة والعرض، أو للتكريم وحصد الجوائز، ونحن نفخر بكوننا جزءاً فاعلاً في كتابة هذا التاريخ الذي يسجل تطور السينما العربية. وبينما نتطلع للدورة المقبلة من المهرجان، فإننا نعتزم المضي قدماً واستكمال البناء على ما حققناه من إنجازات على الساحتين المحلية والدولية».
وبرهنت الدورة الحادية عشرة من المهرجان على نجاح برامجه وما حالفها من اختيارات موفقة من الأفلام التي عرضها والتي حصلت على 33 ترشيحاً لجوائز الأوسكار لعام 2015، وحصدت أربع جوائز جولدن جلوب، واثنتين من جوائز نقابة ممثلي الشاشة لعام 2015 وثماني جوائز لاختيار النقاد. حيث عرض «دبي السينمائي» في 2014 مجموعة من أفضل إنتاجات السينما، من بينها فيلم «نظرية كل شيء» الذي افتتح الدورة الحادية عشرة، وكذلك أفلام «بيردمان» و«لعبة التقليد» التي تتوجه بقوة نحو الفوز بجائزة أفضل فيلم سينمائي في هذا العام.
وفي سياق متصل، توافد على سوق دبي السينمائي خلال الدورة السابقة 2500 من محترفي الصناعة من 81 دولة، حيث يعتبر السوق الذراع التجارية للمهرجان. وبهدف التغلب على عدد من الصعوبات الأساسية التي تواجه صناعة السينما العربية اليوم، تم إطلاق «برنامج دبي للتوزيع» خلال الدورة السابقة لعرض ودعم أفضل الأفلام الروائية الطويلة، وتسهيل عملية توزيعها على مستوى المنطقة، وذلك من خلال التعاقد مع شركات توزيع رائدة من العالم العربي للاستحواذ على الأقل على أحد الأفلام العربية الطويلة التي عُرضت خلال الدورة الحادية عشرة من «دبي السينمائي»، ومن ثم تقديمها لجمهور السينما من خلال دور العرض عبر منطقة الشرق الأوسط.
وفي هذا السياق، اختارت شركة «فوكس» التي تتخذ من دبي مقراً لها، وتدير دور عرض سينما «فوكس» في الإمارات وعُمان ولبنان، فيلم «دلافين» للمخرج الإماراتي وليد الشحي لعرضه في دول الخليج. أما في العراق، فيُعرض «دلافين» و«بتوقيت القاهرة» للمخرج المصري أمير رمسيس من خلال شركة «سينما العراق»، وتعمل شركة «غلف فيلم» حالياً على المراحل النهائية من المفاوضات لاختيار الفيلم الكوميدي «عبود كنديشن»، وذلك بالإضافة إلى العديد من صفقات الاستحواذ التي أبرمت خلال المهرجان.
وعلى صعيد دعم مشاريع الأفلام في مرحلة الإنتاج وما بعد الإنتاج، قدم برنامج «إنجاز» التابع لمهرجان دبي السينمائي الدولي دعمه المالي لسبعة عشر فيلماً لمخرجين عرب خلال الدورة السابقة.
وسجلت ندوات «ملتقى دبي السينمائي» الحوارية خلال الدورة السابقة زيادة في أعداد المشاركين وصلت إلى 40%، عبر حضور لفيف من خبراء صناعة السينما الذين تناولوا أحدث المستجدات على الساحة السينمائية ومناقشة توجهات صناعة السينما. وكانت مؤسسة «بي دبليو سي» الشرق الأوسط قد أعلنت خلال الملتقى عن إطلاق تقرير النظرة المستقبلية الخامس عشر حول الترفيه المرئي والإعلام العالمي بين عامي 2014 و2018.
وكان قد استقبل «دبي السينمائي» أكثر من 50 ألف زائر في دورته السابقة حيث تم عرض 118 فيلماً بين روائي طويل وقصير وغير روائي، وذلك على مدى ثمانية أيام تضمنت 55 عرضاً أوّل عالمي ودولي من 48 دولة بنحو 34 لغة من أعمال مخرجين مخضرمين وصاعدين. واحتفى المهرجان بأفضل إنتاجات السينما العربية خلال حفل توزيع «جوائز المهر»، الذي أُقيم في فندق «برج العرب» بدبي، حيث شهدت الدورة الحادية عشرة تنافس العشرات من الأعمال السينمائية على “جوائز المهر” بفئاتها المهر الإماراتي، المهر القصير، والمهر الطويل.
وترأس النجم والمنتج والمخرج الأميركي المرشح للأوسكار لي دانيالز لجنة تحكيم جوائز المهر للأفلام الطويلة، والتي ضمت في عضويتها كل من المخرج والمصوّر الهولندي ليونارد ريتيل هلمريتش، والمخرج الجزائري مالك بن إسماعيل، والممثلة المرشحة لجائزة الأوسكار فرجينيا مادسن، والمخرجة والممثلة اللبنانية نادين لبكي.
بينما ترأس لجنة تحكيم جوائز المهر للأفلام القصيرة وجائزة المهر الإماراتي الناقد والمؤلف محمد رضا، ترافقه المخرجة الفلسطينية شيرين دعيبس، وكاتب السيناريو الإماراتي محمد حسن أحمد.
وحصد فيلم «ساير الجنة» للمخرج الإماراتي سعيد سالمين المري «جائزة وزارة الداخلية» لأفضل سيناريو مجتمعي وقيمتها 100 ألف دولار.
وبهدف تقديم الدعم المعنوي والمادّي لصانعي السينما في منطقة الخليج العرب، قَدمت النجمة إيميلي بلنت الحائزة على جائزة «جولدن غلوب»، «جائزة آي دبليو سي للمخرجين» في عامها الثالث، للمخرج عبدالله بوشهري عن مشروع سيناريو فيلم «الماي».
وعلى صعيد جوائز المهر، حصدت المخرجة الإماراتية عائشة الزعابي «جائزة المهر الإماراتي لأفضل فيلم» عن «البُعد الآخر»، أما «جائزة المهر القصير لأفضل فيلم» فكانت من نصيب «…فتزوج روميو، جولييت» للمخرجة هند بوجمعة من تونس. وحصدت المخرجة الإماراتية نجوم الغانم «جائزة المهر الطويل لأفضل فيلم غير روائي” عن «سماء قريبة». وحصدت المخرجة خديجة السلامي «جائزة المهر الطويل لأفضل فيلم روائي» عن «أنا نجوم بنت العاشرة ومطلقة»..