الدوحة ـ «سينماتوغراف»
أُعلن اليوم عن اختيار فيلمين من الأفلام الحاصلة على دعم برنامج منح مؤسسة الدوحة للأفلام للمشاركة في فعالية أسبوع النقاد ضمن الدورة الثامنة والستين لمهرجان كان السينمائي، على أن تقام هذه الفعالية في الفترة بين 14 و22 مايو المقبل.
ويُعد كل من فيلمي «ديغراديه» (فلسطين وفرنسا وقطر) و«البحر الأبيض المتوسط» (إيطاليا وفرنسا وألمانيا وقطر) باكورة الأفلام الروائية الطويلة لمخرجيهما المعروفين بأفلامهم القصيرة، وهم التؤامان طرزان وعرب أبو ناصر وجوناس كاربيجنانو، حيث عُرضت أفلامهم القصيرة في دورات سابقة من مهرجان كان.
وحصل كلا الفيلمين على دعم مؤسسة الدوحة للأفلام في دورة منح خريف 2014، كما شارك «ديغراديه» مؤخراً في الدورة الأولى من قمرة، أحدث برامج التطوير المكثفة لدى المؤسسة والمخصص لدعم المواهب الصاعدة، حيث عُرضت نسخة أولية عنه بحضور مجموعة مختارة من خبراء صناعة الأفلام وممثلي المهرجانات السينمائية.
وفي هذا السياق، صرحت فاطمة الرميحي الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام: «كرسنا برنامج منح المؤسسة لدعم المواهب السينمائية الجديدة، ولا شك أن ديغراديه والبحر الأبيض المتوسط اثنان من أكثر المشروعات ابتكاراً في هذا العام. وأنا واثقة بأن اطلاق هذين الفيلمين في مهرجان كان السينمائي ما هو إلا بداية رحلة شيقة لهما، ويسعدني تهنئة أصحابهما على المشاركة في هذه الفعالية الرفيعة المستوى».
وتعرض فعالية أسبوع النقاد، التي أسسها الاتحاد الفرنسي لنقاد الأفلام في عام 1962، أفلاماً طويلة تُشكل التجربة الإخراجية الأولى أو الثانية لصناع أفلام صاعدين من حول العالم. ومن الجدير بالذكر أن فعالية أسبوع النقاد كانت قد شهدت اكتشاف العديد من المخرجين الرياديين منهم أليخاندرو جونزاليز إيناريتو، وبيرناردو بيرتولوتشي، وجاك أوديار، وكين لواش، ووونغ كار واي.
وكان إعلان الأسبوع الماضي عن القائمة الرسمية للأفلام المشاركة في مهرجان كان السينمائي قد ضم اسم فيلم آخر حاصل على دعم برنامج منح المؤسسة هو «موج 98» (لبنان وقطر) لإيلي داغر، والفيلم أحد فيلميّ رسوم متحركة مشاركة في المسابقة، حيث تتنافس تسعة أفلام على جائزة السعفة الذهبية للأفلام القصيرة لهذا العام. ولم يُعلن بعد عن قائمة الأفلام المشاركة في فعالية أسبوعيّ المخرجين.
وُلد التؤامان وصانعا الأفلام طرزان وعرب أبو ناصر في غزة في عام 1988. حصلا في عام 2010 على جائزة الفنان الشاب للعام من مؤسسة عبد المحسن قطّان عن عملهما «غزة وود»، وهو سلسلة من الملصقات الساخرة لأفلام هوليودية مُختلقة تحمل أسماء عمليات عسكرية حقيقية شنتها إسرائيل على قطاع غزة. أخرج الأخوان في العام نفسه فيلماً قصيراً بعنوان “رحلة ملونة” الذي عُرض لأول مرة في مهرجان روتدرام السينمائي الدولي.
وتدور أحداث أول أفلامهما الروائية الطويلة «ديغراديه» خلال نهار صيفي حار في قطاع غزة، حيث يعج صالون كريستين النسائي بالزبونات من بينهن مُطلقة تشعر بالمرارة، ومتدينة، ومجنونة مدمنة على تعاطي الأدوية، وفتاة مقبلة على الزواج بصحبة أمها المريضة بالربو وحماتها المُتعِبة، وحامل في الشهور الأخيرة من حملها، وغيرهن، إلا أن صفو يومهن الترفيهي يتعكر مع تبادل إطلاق النيران في الشارع المقابل، حيث سرقت عصابة عائلية أسداً من حديقة الحيوانات الوحيدة في غزة، فتقرر شرطة حماس أن الوقت قد حان لتصفية الحسابات القديمة. وبينما يحوم شبح الموت حول النساء العالقات في الصالون، تبدأ أعصابهن بالانهيار.
أمضى جوناس كاربيجنانو حياته بين إيطاليا والولايات المتحدة ويعيش حالياً في غيويا تاورو حيث يعمل منذ خمس سنوات على إخراج الأفلام. فاز فيلمه القصير “آه تشجانا” بجائزة أفضل كونتروكامبو لأفضل فيلم قصير في مهرجان فينيسيا السينمائي، كما حظي بتنويه خاص من جمعية نقاد السينما الإيطالية. وكان آخر أفلامه القصيرة «أه كيامبرا» قد فاز بجائزة سوني ديسكفري في فعالية أسبوع النقاد ضمن مهرجان كان. وكاربيجنانو خريج سلسلة ورشات عمل صندانس للمؤلفين والمخرجين في عام 2012، وحاصل على جائزة ماهيدرا/صندانس GFA.
وفيلم «البحر الأبيض المتوسط» أول الأفلام الروائية الطويلة لكاربيجنانو، ويحكي قصة الصديقين آيفا وأباس اللذان ينطلقان في رحلة إلى أوروبا من بوركينا فاسو من أجل مستقبل أفضل وإعالة عائلتيهما. ورغم مشقة الرحلة عبر الصحراء الكبرى والبحر الأبيض المتوسط، ينجح الصديقان في الوصول إلى وجهتهما، إلا بعض النزاعات تنشأ هناك بين السكان والمهاجرين ليبدأ آيفا بالتساؤل عن ثمن «الحياة الأفضل» التي يبحثان عنها.
يدعم برنامج منح مؤسسة الدوحة للأفلام مشروعات صناع أفلام من حول العالم مع التركيز على صناع الأفلام القطريين وأبناء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ويستهدف البرنامج بالدرجة الأولى صناع الأفلام الذين يخوضون تجربتهم الإخراجية الأولى أو الثانية، وذلك باستثاء فئة مشروعات في مرحلة ما بعد الإنتاج، حيث أتيح مؤخراً تقديم الطلبات لأصحاب الخبرة من صناع الأفلام من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.