ذاكرة السينما: جريتا جاربو .. نور ونار هوليوود

خاص ـ «سينماتوغراف»

يوم 18/9/1905 ولدت جريتا جوستافسون في ستوكهولم، عاصمة السويد، عملت في صالون حلاقة صغير، واتسمت بجمالها الغامض الذي لفت نظر المخرج اريك بتشلر، والذي قدمها في دور هامشي في فيلم «المتشرد»، ولم تكن قد تجاوزت السابعة عشرة من عمرها. وفتحت قوة وعمق حضورها في «المتشرد» أمامها الطريق إلي المانيا، حيث «برلين»، مركز الإشعاع السينمائي حين ذاك. عملت مع كبار مخرجي تلك الأيام، وعلى رأسهم جورج ويلهلم بابست الذي قدمها على نحو خلاب في «طريق بلا سعادة» عام 1925. ومن برلين انتقلت إلي هوليوود ليسطع نجمها حين جسدت شخصيات ذات طبيعة مركبة، تعيش في أجواء عاصفة: (آنا كريستي) بطلة مسرحية يوجين أونيل التي تحمل ذات الاسم، (آنا كارنينا)، المعذبة بحبها المستحيل كما رسمها تولستوي، (غادة الكاميليا) المأخوذة عن رواية الكسندر دوماس، والتي أعيد تقديمها على العديد من سينمات العالم، لكن بقيت صورة جاربو أكثر وضوحا من كل من جئن بعدها.

وجه جريتا جاربو مليء بالألغاز والأسرار، يعطي إحساسا بالطيبة والألفة والوداعة، وفي ذات الوقت تبدو شريرة، غريبة، قاسية، إنها نور ونار، لذا حققت نجاحاً كبيراً في تمثيلها دور الجاسوسة الشهيرة «ماتا هاري» لجورج فيتز مورس 1931، و«الملكة كريستي» لروبين مامولين 1933.

قدمت جريتا جاربو واحد وثلاثين فيلما، واعتزلت فجأة، عقب «المرأة ذات الوجهين» لجورج كيوكور 1941، ولم تكن جاوزت الأربعين من عمرها، ومنذ ذلك الحين، تحاشت الأضواء تماماً، فسكنت شقة صغيرة في حي مانهاتن بنيويورك، ولم تلتقط لها أي صور خلسة، وهي تضع نظارة سوداء كبيرة على عينيها فضلاً عن قبعة تخفي نصف وجهها، وحين رحلت عام 1990 عن 84 عاماً، لم يودعها سوى عدد قليل من أفراد عائلتها والمقربين.

 

Exit mobile version