هيلاري سوانك وتوم لي جونز.. ثنائي متناقض بين القديس والعاصي
«سينماتوغراف» ـ رشا حسني
يبدأ غدا في الرابع من ديسمبر الجاري عرض الفيلم الأمريكي “رجل البيت ـ The Homesman” في منطقة الشرق الأوسط بعد أن عُرض عالمياً لأول مرة في مايو الماضي من خلال المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الدولي ثم عُرض علي نطاق محدود بالولايات المتحدة الأميركية في الشهر الماضي،
وهو من إخراج الممثل توم لي جونز والذي يشاركه في بطولة الفيلم النجمان هيلاري سوانك وميريل ستريب في حين شاركه الكتابة كيران فيتزجيرالد ويسلي أوليفر، والفيلم ينتمي لنوعية أفلام دراما الغرب الأمريكي وتُقارب مدة عرضه 122 دقيقة.
هذا الفيلم مأخوذ عن رواية تحمل نفس الاسم صدرت عام 1988 للكاتب جليندون فريد سوارهاوت، والتي امتلك حقوقها الممثل بول نيومان لفترة من الوقت قبل وفاته حين عزم علي تحويلها إلي فيلم سينمائي يقوم هو بإخراجه، وتمت بالفعل كتابة أكثر من سيناريو للفيلم قبل أن ينتهي الأمر بنيومان إلى التخلي عن إخراجه.
وتدور أحداث الفيلم في عام 1854 في نبراسكا حول قيام هيلاري سوانك بمهمة من قبل الكنيسة وهي نقل ثلاثة سيدات لا يتمتعن بكامل قدراتهن العقلية إلى ولاية ايوا ثم تقابل توم لي جونز أثناء رحلتها ويقبل مساعدتها في مهمتها مقابل مبلغ مالي.
يعرض الفيلم طبيعة الحياة القاسية والصعبة التي واجهها أوائل مستوطني الغرب الأوسط الأميركي خاصة النساء حتي أنه قد أُطلق علي الفيلم اسم “النسوية الغربية” نظراً لاهتمام الفيلم بإلقاء الضوء علي حيوات بعض السيدات في تلك الفترة المبكرة وما تحملنه من أعباء اجتماعية وحياتية بداية من الزواج وإنجاب الأطفال.
تلقي الفيلم إشادات نقدية كان معظمها ايجابياً خاصة فيما يتعلق بأداء الممثلة هيلاري سوانك فلقد علقت الناقدة بيتسي شاركي من خلال مقالها بلوس انجليس تايمز Los Angeles Times علي هيلاري سوانك وتوم لي جونز بأنهما ثنائي متناقض ولكنه جيد جدا يلعبان دور القديس والعاصي مع تبادل الأدوار وأضافت أن أفضل ميزات توم لي جونز الإخراجية هو أنه تنازل عن الأضواء من أجل صالح العمل وسلطها علي من يستحقها وبخاصة هيلاري سوانك.
فيما علق الناقد اندرو اوهيهاير من خلال مراجعته للفيلم بموقع صالون Salon بأن هيلاري سوانك قد قدمت أداء رائعاً حيث استطاعت التعبير عن حزن الشخصية المتفاقم داخلها بطريقة هادئة وغير مفتعلة.
كما علقت الناقدة كلوديا بويج من خلال مراجعتها للفيلم بموقع يو اس ايه توداي USA Today بأن الفيلم يستند لقصة مؤثرة جداً ومُثيرة للمشاعر علي عكس الفيلم فلقد جاء مثيرا للغثيان ومملا. فيما أشارت إلى أداء سوانك بأنها أضفت مزيداً من الوقار علي شخصيتها في مواضع كانت تتطلب إضفاء الضحك أو الابتسامة، في حين أشادت بأداء النجمة ميريل ستريب قائلة بأن دورها ذي العشر دقائق قد فاض في تطوره وحسن تأديتها له العديد من النجوم في الأدوار الرئيسية، مُختتمة تعليقها علي الفيلم بأن القصة حاولت إلقاء الضوء علي كيف كانت الحياة صعبة وقاسية علي السيدات في الغرب الأمريكي القديم أو المُبكر ولكنها انتهت بعرض عبثي لتوم لي جونز.