الوكالات ـ «سينماتوغراف»
كما الأساطير يأخذ الامريكي تيرينس ماليك في فيلم وثائقي جديد الحضور في رحلة عبر الزمن يكتنفها الغموض باحثا عن جذور الكون وولادة النجوم والمجرات وبداية الحياة على الأرض وتطور مختلف الكائنات عبر الأزمنة.
عرض فيلم (رحلة زمن: رحلة حياة) الليلة قبل الماضية في إطار افتتاح فعاليات مهرجان (شاشات الواقع) للأفلام الوثائقية في بيروت في دورته الثالثة عشرة.
يفحص المخرج والكاتب والمنتج الأمريكي ماليك من خلال هذا الفيلم الذي استغرق إعداده أكثر من أربعة عقود قصة الكون بالتفصيل وتطور الكائنات.
يبحث ماليك من خلال هذه التحفة الفنية كما يصفها النقاد عن ماضي الكواكب كما يحاول معرفة دور الإنسان ومكانه في المستقبل.
وهناك نسختان مختلفتان من هذا الفيلم الذي صفق له جمهور المهرجان طويلا في عرضه الأول في سينما متروبوليس ببيروت. النسخة الأولى تبلغ مدتها 45 دقيقة ويرويها الممثل الأمريكي براد بيت بأسلوب هادئ يميل إلى السكون ويعتمد على إعطاء الصور والمشاهد الدور المحوري.
وفي النسخة الثانية التي عرضت أمس الخميس في إطار المهرجان تروي الممثلة الأمريكية كيت بلانشيت القصة بأسلوب درامي أشبه بالمسرحيات الكلاسيكية خلال ما يقارب الساعة ونصف الساعة.
يعرف تيرينس ماليك في الأوساط الفنية الغربية الملتزمة بمعالجته المواضيع الروحانية التي تطرح صراعا بين الغريزة والمنطق.
وترافق أفلامه عادة تساؤلات فلسفية تتحدى العقل وتستفزه. وغالبا ما يستعين بأصوات عميقة تأملية لسرد النوادر والحكايات لدعم القصة.
ويعرف عنه عشقه للتقنيات المتطورة في إنجاز الأفلام وغالبا ما يعطيها الدور الأكبر والأهم في أفلامه ولا يركز كليا على حبكة القصة أو تطور الشخصيات بأسلوب كلاسيكي ودقيق.
مهرجان (شاشات الواقع) من تنظيم جمعية (متروبوليس) التي تعنى بنشر الأفلام المستقلة وغير التجارية ودعمها. وتقدم هذه الدورة سبعة أفلام وثائقية حديثة الإنتاج من لبنان وفرنسا والولايات المتحدة وإسبانيا وإيطاليا وألمانيا والنمسا والدنمارك.
ويستمر المهرجان في وسط العاصمة بيروت حتى التاسع من مايو أيار.
وتتضمن المشاركة اللبنانية عرض الوثائقي المتوسط الطول (ياباندجو) من إخراج بانوس أبراهاميان وإنتاج جمعية (أشكال ألوان) ومؤسسة (روبير متّى).
ويدور هذا الفيلم حول مدينة عنجر التي يشكل الأرمن أغلبية سكانها بالقرب من الحدود اللبنانية السورية والشاهدة على حركة نزوح اللاجئين السوريين جراء الصراع الدائر في بلادهم منذ أكثر من ست سنوات.
ومن إنتاج إسباني ألماني لبناني يقدم المهرجان العرض العالمي الأول لفيلم (حجر عصفور).
وفي (رحلة عبر السينما الفرنسية) يستذكر المخرج الفرنسي بيرتران تافيرنييه أهم الأفلام السينمائية الفرنسية التي تركت بطريقة أو بأخرى أثرا فيه.
وفي فيلم (سافاري) لا يبتعد المخرج النمساوي المعروف أولريخ سايدل عن طرقه المثيرة للجدل في طرح المواضيع ويذهب في فيلمه إلى أعماق أفريقيا متتبعا مجموعة من السياح الأوروبيين ومحاولا فهم تعلقهم الشديد بهواية صيد الحيوانات.
يختتم مهرجان (شاشات الواقع) بعرض واحد من أبرز أفلام السينما التسجيلية الحديثة.. فيلم (الضوء) للمخرج الفرنسي تيري فريمون مدير مهرجان كان السينمائي وهو عبارة عن 100 فيلم قصير للأخوين لوميير رائدي اختراع جهاز العرض السينمائي في العالم.