القاهرة ـ «سينماتوغراف»
غيّب الموت أمس المخرجة والممثلة والناقدة السينمائية اللبنانية نبيهة لطفي وهي في الثامنة والسبعين. وقد رحلت بعد أن ساهمت إلى حد كبير في إثراء ذاكرة السينما الوثائقية العربية ووثقت لها بشكل رائع من خلال الإخراج والتمثيل والكتابة النقدية.
وكان بالإمكان أن يكون مسارها مختلفا عما كان عليه، لو لم تطرد من الجامعة الأمريكية بيروت عام 1955 بسبب أنشطتها السياسية، فذهبت إلى القاهرة لدراسة الأدب الذي قادها إلى الدراسة في المعهد العالي للسينما.
وكان شغفها بالأدب من جهة وبالكتابة السينمائية من جهة أخرى عاملين هامين من العوامل التي جعلتها تبدأ مشوارها مع الفن السابع من خلال المشاركة في إخراج عدد من الأفلام الروائية الطويلة. ولكنها تخصصت شيئا فشيئا في الأفلام الوثائقية وفي تقمص أدوار فيها والحصول على جوائز منها مثلا جائزة أفضل ممثلة عن “الفيلم العربي للأفلام القصيرة” عن دورها في فيلم «زيارة يومية» للمخرج الشاب ماجد نادر وذلك في مهرجان تطوان الدولي 19 لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط.
وكرمت نبيهة لطفي مرارا عديدة بسبب دفاعها المستميت عن تعزيز السينما الوثائقية في سجلات السينما العربية باعتبارها جزءا أساسيا من الذاكرة العربية الاجتماعية والسياسية والثقافية . ومن أهم الأوسمة التي كانت تفتخر بها نبيهة لطفي قبل أن يخطفها الموت «وسام الأرز الوطني من رتبة فارس» الذي منحته إياها رئاسة الجمهورية اللبنانيةز
وشاركت نبيهة لطفي في تأسيس جماعة السينما الجديدة عام 1986 وعملت في مركز الفيلم التجريبي تحت اشراف شادي عبد السلام، ولها العديد من الكتابات النقدية في السينما وساهمت في تأسيس جمعية السينمائيات عام 1990 وهي عضو في مجلس إدارة التسجيليين العرب، وأخرجت نبيهة لطفي عددا من الأفلام التسجيلية الهامة منها (صلاة من وحي مصر العتيقة) ،(شارع محمد علي) و(عشش الترجمان) و(تل الزعتر.. لأن الجذور لن تموت)، كما أخرجت (كاريوكا) عن حياة الممثلة والراقصة المصرية الشهيرة تحية كاريوكا.