الوكالات ـ «سينماتوغراف»
توفي السينمائي الفرنسي الشهير راؤول كوتار أوّل من أمس عن عمر 92 عاما، بالقرب من بايون، في جنوب غرب فرنسا، بعد صراع طويل مع المرض.
عمل الراحل على أفلام مهمّة تنتمي إلى الموجة الجديدة في السينما الفرنسية (من نهاية الخمسينيات إلى نهاية الستينيات)، من بينها 17 فيلماً لجان ــ لوك غودار كـ À Bout de Souffle (عام 1960) وUne femme est une femme (عام 1961)، إضافة إلى أعمال لفرانسوا تروفو منها Jules et Jim (عام 1962) وTirez sur le pianiste (عام 1960).
ولد كوتار في عام 1924، قبل أن يصبح مصوّراً صحافياً. بدءاً من عام 1945، أمضى11 عاماً في فيتنام، حيث خدم بدايةً في صفوف الجيش الفرنسي في حرب الهند الصينية، قبل أن يعمل لاحقاً كمستكتب لصالح عدد من المجلات الفرنسية. أما انتقاله إلى الفن السابع فكان محض صدفة.
في مقابلة مع صحيفة الـ «غارديان» البريطانية في عام 2001، لفت كوتار إلى أنّه اختير لتصوير لقطات إنتاجية لفيلم La Passe du Diable (عام 1958) لبيار شوندورفير، غير أنّه عندما وصل إلى البلاتوه أيقن أنّ مسؤولياته أكبر ممّا كان يتصوّر بكثير.
«لو كنت أعلم أنّ عملي هو إدارة التصوير وأنّ الفيلم كان سينجز بأسلوب الـ «سينما سكوب» لما وافقت أبداً»، وإشتهر الراحل باستخدامه للكاميرا المحمولة باليد، وباعتماده على الإضاءة الطبيعية، وهو ما أثار الكثير من الجدل في هذا المجال في ذلك الحين: «لقطاتي لم تكن مصقولة أو منمّقة، لم أحترم القواعد، وكنت أعمل على الإضاءة والتأطير معاً. لم يكن أحد يفعل هذا».
أوّل تعاون بين راؤول كوتار وجان ــ لوك غودار حصل في سنة 1959 حين عيّنه المنتج جورج دي بوروغارد للعمل في À Bout de Souffle، أحد أوّل الأفلام وأكثرها تأثيراً في الموجة الجديدة. وفي عام 1970، أنجز راؤول كوتار Hoa-Binh أوّل أفلامه الثلاثة كمخرج، ورُشّح للفوز بأوسكار أفضل فيلم أجنبي في الأوسكار ومهرجان «كان» السينمائي الدولي.
مع مرور الوقت واقتراب الموجة الجديدة من نهايتها، خفّت وتيرة أعمال راؤول، مع العلم بأنّه التقى جان ــ لوك غودار مجدداً في بداية الثمانينيات في فيلمي Passion (عام 1982) وPrénom: Carmen (عام 1983).
وفي التسعينيات، تعاون مع المخرج فيليب غاريل، قبل أن يقرّر التقاعد في عام 2001 بعد فيلم Sauvage innocence.