«سينماتوغراف» ـ أســامة عســل
أولاً وقبل كل شيء، أتقدم بالشكر والتقدير للزميل الناقد السينمائي أحمد شوقي، لدوره في التواصل بين المخرج التونسي رضا الباهي، والمنتج زياد حمزة، وموقع مجلة «سينماتوغراف»، الذي نشر مقالاً للرأي، يستعرض ويحلل ردود الفعل بعد أن تم الإعلان عن ترشيح فيلمي «زهرة حلب»، و«على حلة عيني» لتمثيل تونس في الأوسكار ضمن فئة أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية، وهي سابقة مثيرة جعلت الجميع يتساءل، كيف يتم ترشيح عملين لدولة واحدة خلال أسبوعين، وأي فيلم ستقبله الأكاديمية الأميركيه، ومن الواضح أن الكشف عن بعض المعلومات الحقيقية والوقائع الموثقة من مصادر سينمائية تونسية، أزعجت مخرج فيلم «زهرة حلب» وأشعرته كما قال (بخيبة أمل)، ويرجع ذلك حسب ماذكره في رسالته، اعتقادا منه أن «سينماتوغراف»، انحازت لطرف على حساب الآخر، أو أنها استندت في نشرها لوجهة نظر صناع فيلم «على حلة عيني»، وهذا لم ولن يحدث، وايمانا منا بحق الرد وهو أحد أهم الحقوق الإعلامية التي نلتزم بها ونقرها، ننشر وجهة نظر المنتج الأميركي زياد حمزة منتج فيلم «زهرة حلب»، والباب مفتوح أيضا لصناع فيلم «على حلة عيني» إن أرادوا الرد أو التعقيب على ما نشرته «سينماتوغراف» سابقا، ونؤكد أننا لسنا في خصومه مع الطرفين، ولا مع طرف ضد الآخر، وما لفتنا الانتباه اليه هو ضروة وجود جهه أو هيئة أو لجنه في تونس تختص سنويا بمشاهدة الأفلام وترشح احدها إن وجدته مناسبا للمنافسة ضمن مسابقة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي.
……………………………………………………
ثانياً: هذا هو رد المنتج الأميركي زياد حمزة على مقال «سينماتوغراف»
الزملاء الأعزاء
أني منزعج جداً من التكهنات والاتهامات التي كتبها السيد أسامة عسل في مقاله الأخير حول فيلمنا «زهرة حلب»، ولعل نقص معرفته بالملابسات جعلته يقدم معلومات خاطئة عن الأشخاص المحترمين الذين يعملون لبناء سمعة بلدنا الجميل تونس. إذا كان ذلك هو السبب دعني أخبركم وأخبره بالقصة كاملة.
أنا زياد حمزة، المنتج الأمريكي الفخور بإنتاج فيلم «زهرة حلب». عندما ذهبت إلى تونس لإنهاء المونتاج الأخير للفيلم، فاجئني المستوى المرتفع للعمل، في التمثيل والإخراج والأهم في القصة المؤثرة التي يرويها. ولأن لدينا اتفاق مكتوب بطرح الفيلم في القاعات التونسية قبل يوم 30 سبتمبر بما يلائم قواعد الترشح لجوائز الأوسكار، قررت أن أدخل بالفيلم سباق الأوسكار لما وجدت فيه من استحقاق أن ينال الانتشار دولياً ويشرف تونس.
ولأنني على دراية كاملة بقواعد أكاديمية علوم وفنون السينما، طلبت من نقابتي المنتجين في تونس مشاهدة الفيلم، وإذا وجداه يستحق أن يكتبا خطاباً لدعم ترشح الفيلم للأوسكار. ولأنه لا توجد جهة أخرى في تونس يمكن ضمان تنفيذها لهذا الأمر دون دوافع سياسية، فقد أرسلت خطابي ترشيح النقابتين إلى لجنة الأوسكار من أجل بدء إجراءات الترشح. وقد قامت اللجنة بقبول الدعم وصار بإمكاني دخول السباق بزهرة حلب، وقد تم استكمال استمارات الترشح والوثائق المطلوبة في الأول من سبتمبر الحالي.
ليس لدي أي مشكلة شخصية مع السيد أسامة عسل، لكن على المحرر أخلاقياً أن يتحرى الدقة في معلوماته قبل أن ينشر شائعات مغرضة عن الفيلم وعن نوايا مخرجه رضا الباهي. وفي هذه الحالة هو لم يحاول الاتصال بنا لمعرفة المعلومات من مصادرها الأساسية، بما يجعل تغطيته الصحفية تبدو بعيدة تماماً عن المهنية.
أنا أدعم تكوين لجنة اختيار في تونس بما يدعم مصداقية الترشح أمام العالم، وأؤكد أننا قمنا بكل شيء بشفافية طبقاً للقواعد واللوائح. نحن متواجدون ومستمرون في سباق الترشح للأوسكار لأن تسجيل فيلمنا تم قبل الفيلم الآخر بفترة طويلة. وفي رأيي السيد عسل يدين للسادة المحترمين في نقابتي المنتجين وللسيد رضا الباهي باعتذار معلن.
تحياتي
زياد حمزة
رئيس مجلس إدارة حمزة مايستيك فيلمز
……………………………………………………
ثالثاً: رد المنتج الأميركي زياد حمزة ينطوي في مجمل ما ورد فيه على تأكيد أن ما نشرته «سينماتوغراف» عبارة عن معلومات خاطئة، ولأنه لايمكن المجازفة في معلومات موثقة على التكهنات والإتهامات، ومصداقية «سينماتوغراف» لاتحتاج لبرهان أو دليل، نتوقف مرة أخرى في نقاط سريعه أمام ما تعرضنا له في المقال وما ذكره المنتج الأميركي:
1 ـ الخبر الذي تم نشرة في جميع وسائل الإعلام التونسية والعربية والمواقع الالكترونية ذكر بالنص ان ترشيح فيلم «زهرة حلب» تم من قبل (لجنة من وزارة الشؤون الثقافية)، وصححنا المعلومة كما تم في المقال، بأن من رشح هما نقابتي المنتجين في تونس، وهو ما أكده رد المنتج الأميركي، وبرر ذلك (لأنه لا توجد جهة أخرى في تونس يمكن ضمان تنفيذها لهذا الأمر دون دوافع سياسية)، وهكذا جاء الترشح من جهتين مضمونتين، تماما مثلما فعل صناع فيلم «على حلة عيني»، بأخذ الترشح من المركز الوطني التونسي للسينما والصورة، مذيلا بتوقيع مجموعة من الأسماء السينمائية لتضمن منع أي تشكيك حول هذا الاختيار؟.
2 ـ ذكر زياد حمزة في رده (لدينا اتفاق مكتوب بطرح الفيلم في القاعات التونسية قبل يوم 30 سبتمبر بما يلائم قواعد الترشح لجوائز الأوسكار)، وهنا يأتي السؤال، لماذا لم يتم عرض الفيلم في العاصمة التونسية، وتم الاكتفاء بعرضه في قاعة السينما الكبرى للمركب الثقافي نيابولـــيس بنـــابل، (أي في ضواحي تونس)، لعده أيام فقط، الإجابة بالتأكيد هي ليضمن «زهرة حلب» أن يكون فيلم افتتاح أيام قرطاج السينمائية، خصوصا بعد إعلان مديرها إبراهيم اللطيف عن ذلك، والذي أتوقع انه في حيرة حاليا من تلك العروض، بعد تصريحه يوم 25 اغسطس الماضي، و بلا شك أن الاستقرار على أن يكون «زهرة حلب» فيلم الافتتاح أخذ مداولات قبل هذا الموعد بأسابيع، ولا يمكن أن يتصور هو ولا طاقم المهرجان هذا المأزق مع عرض الفيلم بعيدا عن أيام قرطاج السينمائية التي ستحتفل الشهر المقبل بالخمسينية لتأسيسها.
3 ـ من المهم أيضا أن أؤكد انه ليس لدي أي مشكلة شخصية لا مع المخرج رضا الباهي، ولا مع المنتج زياد حمزة، ولا لدي أدني شك في أهمية الفيلم ومستواه، واستحقاقه أن ينال الانتشار دولياً ويشرف تونس في الأوسكار، لكنني لست مع مقولة المنتج الأميركي (تسجيل فيلمنا تم قبل الفيلم الآخر بفترة طويلة)، وكأنه يحجر على أي عمل سينمائي تونسي التقدم للأوسكار، وهذا بالطبع يحدث في ظل عدم وجود جهة مختصة ترشح الأفلام وتحظى بمصداقية داخل أو خارج تونس.
4 ـ سؤالي الأخير للمنتج الأميركي زياد حمزة، هل ترى أن كل هذه التجاوزات سواء من قبلكم أو من قبل صناع فيلم «على حلة عيني»، أخلاقية، ولصالح السينما التونسية، وكان هدف مقال «سينماتوغراف» فقط هو تسليط الضوء عليها، لأن الوضع لن يحسم في ظل هذه الفوضى التي تسمح لأي جهة ولأي شخص بفعل أي شيء، وقلنا أن الجميع بلا استثناء، في انتظار إعلان اختيار الأكاديمية الأميركية لفنون وعلوم الصور المتحركة، واتمنى ان يتم من الآن تدارك هذا الوضع مستقبلا، من أجل سمعة بلدكم وبلدنا الجميل تونس.
لينك مقال: تحت عباءه أي دولة تم ترشيح زهرة حلب وعلى حلة عيني لـ «الأوسكار»؟!
تحت عباءه أي دولة تم ترشيح زهرة حلب وعلى حلة عيني لـ «الأوسكار»؟!