الوكالات ـ «سينماتوغراف»
مع بداية فيلم «مازلت أليس ـ Still Alice»، والذي فازت عنه جوليان مور فجر الأثنين بجائزة أفضل ممثلة في فيلم درامي ضمن «الغولدن غلوب» لعام 2015، تبدو الأستاذة بجامعة كولومبيا التي تؤدي دورها نموذجا لصحة الإنسان وهي تؤدي رياضتها المعتادة جريا عبر ممرات حرم الجامعة إلى أن تدرك أنها تائهة.
وتشي اختلاجات خفيفة في عضلات وجهها الشاحب بالذعر الذي اجتاح عقلها. غير أن هذه المعاناة ليست شيئا يذكر إذا ما قورنت بما ينتظر أليس نفسها وجمهور المشاهدين. ففي سن الخمسين يشخص الأطباء حالة الاستاذة اللامعة الجميلة صاحبة الشعر الأحمر ويقررون أنها مصابة بمرض ألزهايمر. ويتابع الجمهور ذبولها المروع عن قرب.
حاز أداء مور «54 عاما» على إشادة النقاد وربما يجلب لها أول جائزة أوسكار في مسيرتها الفنية بعد أن حصدت الغولدن غلوب. حيث رشحت لجائزة أفضل ممثلة في مجال الدراما عن دورها في فيلم «مازلت أليس» وفي الأفلام الكوميدية والموسيقية عن دورها في فيلم «خرائط إلى النجوم ـ Maps to the Stars» وهي من المرات النادرة التي ترشح فيها ممثلة لجوائز في فئتين بالغولدن غلوب.
وفيلم «مازلت أليس» من الأفلام التي تم تصويرها بميزانية صغيرة واختارته سوني بيكشرز كلاسيكس لعرضه في سبتمبر لتوزيعه بفضل أداء مور الذي يحمل في طياته إمكانية الفوز بجوائز.
وفي الفيلم يقوم المشاهد برحلة داخلها ويعرف عنها أكثر مما يعرف زوجها الذي يلعب دوره الممثل أليك بولدوين وأكثر مما تعرفه ابنتها ليديا المنفلتة التي تعود للبيت للاعتناء بأمها وتؤدي كريستن ستيوارت دوره.
ومن المعروف عن جوليان مور أنها لا تترك شاردة ولا واردة في دراسة الشخصيات التي تؤديها وهذه من الخصال التي حققت لها الفوز بجائزة إيمي لأدائها شخصية سارة بيلن التي كانت مرشحة لمنصب نائب الرئيس مع السناتور جون مكين عندما كان يخوض الانتخابات الرئاسية عن الحزب الجمهوري.
وأثناء الاعداد لفيلم أليس قالت للمخرجين ريتشارد جليتزر ووش وستمورلاند إنها لن تؤدي أي شيء لم تشاهده بنفسها أثناء عملها مع المرضى المصابين بألزهايمر.
وقالت مور «تأثرت غاية التأثر بتلك الفكرة. أن تتيح للناس المجال ليكونوا على طبيعتهم وألا تحكم عليهم بما يحدث لهم من جراء مرضهم».
ولجأ المخرجان إلى مور صديقتهما القديمة على الفور عقب قراءة رواية «مازلت أليس» للمؤلفة ليزا جينوفا.
وقال وستمورلاند «كنا نعرف أنها ستتمكن من اتقان النقلات الصعبة وتصور الذكاء الشديد والمشاعر المجردة».