الإسماعيلية ـ «سينماتوغراف»: انتصار دردير
عقدت ظهر اليوم الثلاثاء، ندوة تكريم للمخرج السويسري من أصل عراقي سمير جمال الدين، في قصر الثقافة، ضمن فعاليات الدورة الـ20 من مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة، بحضور الناقد عصام زكريا رئيس المهرجان، وانتشال التميمي، ويتسلم “سمير” درع التكريم في حفل الختام اليوم.
وقال “عصام” إن هذه المرة الأولى لـ”سمير” التي يكون فيها بمصر ويحضر المهرجان، مشيرًا إلى أن فيلمه” أنس بغداد”، عرض في الإسماعيلية للأفلام، منذ 15عامًا، وهو العرض الأول للفيلم في الشرق الأوسط، وفتح له أفاق المشاركة في مهرجانات أخرى، وتوجه بالشكر إلى “سمير” على حضوره اليوم رغم انشغاله بتصوير فيلم روائي جديد في بغداد، ولفت إلى أن الناقد الراحل علي أبو شادي هو من اتخذ قرار عرض الفيلم في المهرجان، وكان على مسئوليته.
وتحدث “سمير” عن تجربته مع الأفلام الوثائقية، قائلًا أنه على الرغم من كونه قام بإخراج العديد من الأفلام الروائية والتي وصل عددها إلى 40، فإن الجمهور لا يتعلق سوى بأفلامه الوثائقية”، مشيرًا إلى أنه لم يقم بعمل سوى ثلاثة أفلام وثائقية فقط، وهي “باب الاتنين” الذي قدمه قبل “أنس بغداد”، و”قديسيا عرقية”، وأرجع ارتباط الجمهور بتلك الأفلام لكونها انعكاساً شخصيا له، وأكثر تعبيرًا عن الواقع اليوم.
وقال إن “أنس بغداد” هو انعكاس لثورة الاتصالات على الهوية والشخصية، موضحًا أنه أبرز تلك القضية من خلال اليهود من أصل بغدادي، الذين كانوا يعيشون، في الأراضي المحتلة، ولكنهم يعيشون الحداثة بشكل معاصر، مؤكدًا أن الثلاثة أفلام الوثائقية التي قدّمها أحداثها مرتبطة سويًا. وعن عدم صنعه أفلاماً وثاقية أخرى قال: “إنه رأى كمخرج وثائقي أن رسالته اكتملت بفيلم قديسيا عرقية، مشيراً إلى أنه وجد أن لديه العديد من القصص والحكايات، التي لا يمكن أن تقدم في فيلم مدته قصيرة، لذلك قرر أن يختصر كل القصص في فيلم روائي طويل”، مؤكداً أن الجمهور حين يراه سيجد انعكاساً لنفسه في الشخصيات، لأنها من الواقع. فيلمه الجديد بعنوان “بغداد في خيالي”، وتدور أحداثه في أحد المقاهي الشهيرة في لندن والذي يحمل اسم “أبو نواس”، مشيراً إلى أنه كان سيسمي الفيلم باسم المقهي، ولكنه وجد أن الاسم ليس جذابا للمنتجين والموزعين، لذلك قام بتغييره إلي بغداد في خيالي، ووجد أن هذا الاسم معبر أكثر عن الفيلم، وأحبه.
وكشف أن حرب الخليج هي السبب في تقديمه فيلم “بغداد في خيالي”، موضحاً أن الحرب حينما حدثت تعرض لصدمة لمدة 6 أسابيع وظل أمام التلفزيون لا يتحرك، وفي أحد الأوقات وهو يشاهد ضرب بغداد بالصواريخ، كانت هناك سيدة عربية لا تسكن بغداد وتشاهد الضرب فوقفت وقالت “هذا بيتي”، وتابع أن هذه الواقعة جعلته يقرر أن يقدم شيئا يجعل العالم يتذكر هويته ويترك الطائفية.
“أنس بغداد” يعيد التفكير في الصور النمطية لليهودي والعربي في المائة عام الأخيرة في السينما، ممزوجاً ببعض السير الذاتية لعدد من الأفراد غير العاديين “شيوعيين ويهود”.
يذكر أن “أنس بغداد” عرض على هامش الدورة العشرين من الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة، والتي تشهد مشاركة 62 فيلما من 48 دولة، بعدما تم اختيارها من بين 1500 فيلم تم ترشيحها للمهرجان من 93 دولة حول العالم، وينافس منها 10 أفلام في مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة و14 فيلما في مسابقة الأفلام التسجيلية القصيرة و21 فيلما في مسابقة الأفلام الروائية القصيرة والمتبقى 17 فيلما يعرضون في البرامج الموازية.