فيلمى المقبل ملحمى وتمويله يتوقف على الجمهور
لم أتخذ «لورنس العرب» مرجعية لى و90% من فريق العمل الابداعى بالفيلم من الأردنيين
«سينماتوغراف» ـ حاوره: أســـامة عســل
يستحق ناجي أبو نوار أن يكون أهم مخرج في العالم العربي لعام 2014، ففيلمه «ذيب» الذي حصد سلسلة من الجوائز بدأها بمهرجان فينيسيا، أثار الدهشة والإعجاب، ونال ثناء النقاد والجمهور، بعد أن صاغ نوعا سينمائيا شديد الخصوصية، عكس به شغفه كمخرج على «حكي قصته»، ومقدرته الفائقة على التعامل بفهم كامل مع لغة التعبير عن كل كادر ومشهد، مثلما استطاع أن يحلق بعيدا عن نمطية مانراه من أفلام عربية، وأن يتحفنا برحلة مثيرة مع الصبي «ذيب» مليئة بالمغامرات والشعر والخطر في زمن حفل بالكثير من التحولات التي صاغت عالمنا اليوم.
التقيت ناجي أبو نوار في مهرجان أبوظبي السينمائي بعد عودته فائزا بجائزة أفضل مخرج في قسم «آفاق جديدة» بمهرجان فينيسيا، ليضيف إليها جائزة فيبريسكي وأفضل فيلم من أبوظبي، وتابعت عن قرب بعد ذلك عروض فيلمه في مهرجان القاهرة السينمائي، ثم مهرجاني أجيال وقمرة بالدوحة، ومابين كل عرض وآخر يزادد إقبال الجمهور الكثيف على مشاهدة «ذيب»، وتزداد الأسئلة عن تجربته التي يعتبرها البعض ـ استثنائية ـ وليس في ذلك أي مبالغة إذ يكفي أن نعلم أن ناجي أجاد نقل روح البدو في المكان والحوار والملابس بعد أن قضى ما يقارب العام في وادي رم بالأردن، مستمعا إلي شيوخ البدو وحكاياتهم التي يروونها عن أجدادهم وعن الصحراء، ليلتقط منها ما يراه مناسبا لقصة فيلمه، وليؤكد للجميع بأن لدينا قصصا تحتاج لمن يجيد «حكيها»، وأن الصحراء العربية لا تقل إثارة عن أفلام الغرب الأميركي.
وفى لقاء استثنائى مثل فيلمه، انفردت «سينماتوغراف» بمقابلة مع المخرج ناجى أبو نوار، قبل عرض «ذيب» بالقاهرة، ووجهت إليه عشرة أسئلة تتعلق بتلك الرحلة السينمائية الهامة، كشف من خلال أجوبته عنها النقاب عن عديد من أسرار هذه التجربة الفريدة، وفيما يلي تفاصيل الحوار:
- «ذيب» تجربة استثنائية، باعتباره الفيلم الروائي الأول لك، في ساحة السينما الأردنية التي بدأت خلال السنوات الأخيرة في الحراك والتواجد العربي والعالمي، فكيف ترى تشابك هذه التجربة بينك وبين السينما الأردنية، وكيف أثر وتأثر كل منكما بالآخر؟
– لست في موقع يسمح لي الآن بالحكم على كيفية ارتباط هذين الأمرين معا، فقد كان كل تركيزي منصبا على صناعة أفلامي، وهذا هو ما يستحوذ عليّ ويجعل كل تركيزي ومجهودي في صناعة فيلم، ولهذا لم أفكر حقيقة في حال صناعة السينما الأردنية، فأنا مجرد صانع أفلام، وكل ما يمكنني قوله هو إنني استفدت من العمل مع طاقم عمل أردني بالغ الاحترافية والموهبة، وأن هذا يرجع بشكل جزئي إلى خبراتهم التي اكتسبوها بالعمل في أفلام أجنبية تم تصويرها، بالإضافة إلى التدريبات التي تلقوها في معاهد السينما، مثل الكلية الأسترالية للإعلام (SAE) في عمان، ومعهد البحر الأحمر لفنون السينما (RSICA)، كذلك لقد استفدت بشكل كبير من ورشة عمل راوي لمؤلفي السيناريو في الأردن التي تُنظّم من خلال الهيئة الملكية الأردنية للأفلام بالاشتراك مع معهد ساندانس السينمائي.
- مفاجأة فيلم «ذيب»، ليس في كم الجوائز التي حصدها، ولكن في استقبال الجمهور له في مختلف أنحاء العالم، كيف تفسر ذلك؟
– لحسن الحظ تم استقبال الفيلم بحفاوة كبيرة في مختلف أنحاء العالم، وأعتقد أن هذا يرجع للصدق والعفوية اللذين تمتع بهما، ولقد اختلف استقبال الفيلم من مكانٍ لآخر، ففي فينيسيا ولندن وقف الجمهور واستمر التصفيق لفترة طويلة، وكان الوضع كذلك في أبوظبي، بالإضافة إلى أن الجمهور الأردني كان يهلل ويلوح بالأعلام، في الدوحة ظل جمهور الشباب يصفق بالتوازي مع الموسيقى التصويرية أثناء تتر نهاية الفيلم. أما في كل من القاهرة وقرطاج فقد بلغ حماس الجمهور ذروته، فكان من الرائع رؤية الاحتشاد الجماهيري والتدافع بينهم للحصول على تذاكر أو الدخول لمشاهدة الفيلم ، وفي طوكيو بدا الجمهور هادئاً وبلا أي انطباع، حتى اكتشفت بعد ذلك أن ثقافتهم هي التي تجعلهم يستجيبون بهذه الطريقة الهادئة، وقد استمتعوا بالفيلم جداً ووقفوا في طابور من أجل الحصول على التوقيعات عقب عرضه الأول.
- نجحت في تحويل أبطال الفيلم (وهم من البدو)، من خلال تجربتهم الأولى للوقوف أمام الكاميرا، إلى (نجوم)، خصوصا البدوي الصغير«جاسر عيد»، أولا: كيف اشتغلت على ذلك، ثانيا: كيف كان رد فعلهم وهم يسيرون على السجادة الحمراء لأكثر من مهرجان عربي وعالمي؟
– أردت أداءا طبيعيا صادقا فيما يتعلق باللهجة البدوية والسلوك المادي، فهناك تفرد في سلوك البدو المادي، والطريقة التي يعبرون بها عن أنفسهم في الحياة اليومية، وهي أشياء قد يستغرق الممثل المحترف وقتا طويلا في تعلمها، لذا رأينا أن تدريب البدو ليكونوا ممثلين أفضل طريقة لنا لتحقيق صورة طبيعية أصلية ، وقد استغرق العمل في منطقة التصوير عامين، من بينها 8 أشهر في ورشة تمثيل تم عقدها لتدريب الأفراد المشاركين على التواجد أمام الكاميرا. لاختيار الممثلين، فذهبنا لكل القرى في منطقة عملنا، وقابلنا الكثير من الناس، كنا ندعوهم لتناول الشاي كي نقنعهم بالمشاركة، وبعد هذا اخترنا 11 شخصاً فقط من بين 250 تقدموا للمشاركة، وذلك من أجل التركيز عليهم في ورشة فنون التمثيل.
«جاسر عيد» كان عمره 11 عاماً وقت تصوير الفيلم، واكتشفناه من خلال حكاية طريفة: فبعد 3 أشهر قضيناها في منطقة التصوير، اكتشفنا أننا نحتاج إلى صنع ما يشبه مقدمة إعلانية بدائية من أجل الحصول على تمويل. «عيد أبو جاسر» كان أحد المنتجين المتعاونين معنا من المجتمع المحلي، وطلبت منه أن يرسل لي أحد الأطفال لكي يقوم بأداء دور توضيحي في المقدمة الإعلانية، فأرسل ابنه ، كنا نعرف «جاسر» من قبلها عبر والده، لكننا لم نفكر فيه كممثل لأنه كان خجولاً جداً، لكن بمجرد وقوفه أمام الكاميرا، بدأ في التألق. احتاج جاسر للتمرن على السباحة من أجل مشهد السقوط في البئر، وكنت أصطحبه في رحلة طويلة لأقرب مكان يمكن أن يتعلم به لأنه لا يوجد حوض سباحة بقريته، لكن في التمثيل كنت أكتفي بإعطائه توجيهات عامة، وأتركه يؤدي بعفوية.
وبالطبع تأثر فريق التمثيل بشكل درامي خلال جولات الفيلم بالمهرجانات العالمية، فقد غلبت العاطفة عليهم واختلط الأمر بين الفرحة والدموع، من المستحيل وصف هذا الشعور، فلابد من من أن تراه عليهم بنفسك. كان للأمر تأثير كبير عليهم لأنها تجربتهم الأولى في السينما لمشاهدة فيلمهم، لذلك كانت لديهم العديد من الخبرات والتجارب الأولى مجتمعة في تجربة واحدة.
- من الواضح أن شخصية «ذيب» استهوتك، وعكست من خلالها الإنسان ورغباته وصراعاته الداخليه، بداية من التورط مرورا بحب الاكتشاف، مثل هوسه باكتشاف الصندوق الخاص بضابط الجيش البريطاني، أو الساعة الشخصية وصوت العقارب، وصولا إلي مرحلة التيه في الصحراء، ثم فقدان الحلم مع موت أخيه حسين، هل هذا ماقصدته، وهل الصحراء من وجهة نظرك، هي الذات الانسانية الشاسعة بكل مافيها من تناقض وخوف واحداث تبدو احيانا مبهمه؟، وهل استخدامك للكادرات الضيقة والمظلمة، كان هدفها إبراز هذا الصراع؟
– أحب أن تعمل أفلامي الخيالية على مستويات متعددة، من رحلات الشخصيات داخل نفوسهم، إلى الخط العام للأحداث وموضوعات الفيلم، كل عنصر يجب أن يعمل بشكل ما مع الآخر. وأيا كان المعنى، فقد تم التفكير في هذا بحرص وتطويره منذ مرحلة كتابة السيناريو، وحتى الأيام الأخيرة في مرحلة ما بعد الإنتاج.
- في الفيلم يواجه «ذيب» الخير والشر والغموض والخيانه، ولكن تبقى «غريزة البقاء» لدية حافز للمرور من كل الخيبات التي يتعرض لها، وعليه أن يتعلم الثقة والرجولة والمواجهة ليصبح اسما على مسمى، هل معنى ذلك أنك تطالب ضمن رسالة الفيلم بأن يعيد المشاهدون التفكير في الواقع العربي الراهن بكل منعطفاته ويواجهون أنفسهم من أجل غريزة البقاء؟
– أيا كانت الدوافع والأفكار التي تناولناها أنا وفريقي أثناء صنع فيلم «ذيب»، لم نكن لنكشفها للعلن. لا أحب أن أخبر الجمهور بمعنى الفيلم، ولا أرى أنه من حقي أن أخبر أي أحد ما كيف سيعتبر الفيلم، فالناس يشترون تذاكر ولهم الحق في تقرير معنى الفيلم بالنسبة لهم، أيا كان هذا المعنى. أكره عندما يقوم صانع الفيلم بأن أفكر في معنى ما بفيلمه. أفكر في هذا كأحد المشاهدين، فمن حقي أن أرسم فيلمي كما أرغب وهذه رؤيتي كسينمائي. ولهذا لا يمكنني أن أخبر أي شخص بأفكاري التي وضعتها بالفيلم، فلم أعد أمتلك ما يعنيه، فهذا أصبح ملكا للمشاهدين.
- قد يرى البعض، أن ما ينقص فيلم «ذيب»، هو حضور(شخصيات نسائية) ضمن أحداثه، هل كان ذلك متعمدا، أم لتجنب مخاطر الدخول إلي منطقة ملغمة في المجتمعات البدوية؟
– توجد العديد من الشخصيات النسائية المهمة في النص الأصلي للفيلم، لكن لسوء الحظ، فالمجتمعات البدوية في الجنوب محافظين جدا ولم يرغبوا في ظهور امرأة من مجتمعاتهم في الفيلم كممثلات، وإحضار ممثلة محترفة من عمان كان سيبدو غير متناسق مع بقية فريق التمثيل البدوي، لذا لصالح صناعة فيلم أفضل قررنا استبعاد الأدوار النسائية، وعلى كلٍ، فمع ملاحظة البدو لاحترافية واحترام ونزاهة فريق التصوير والشكل النهائي للفيلم، أصبحوا أكثر تقبلا لمهنة التمثيل، والعديد منهم عبر لي عن استعداده للسماح لنساء بأن يكن ممثلات، لكن في نفس الوقت الأخذ في الاعتبار أن الشخصيات يجب أن تمثل حقيقة الدين والثقافة والتقاليد البدوية، لذا فهناك فرص في المستقبل.
وبشكل عام، عملت النساء البدويات ضمن طاقم عمل الفيلم، حيث كانت إحدى عجائز القبائل تملك المعرفة اللازمة لصناعة أكسسوارات الفيلم، والتي كان يستخدمها البدو في عام 1916، حيث أنشئت مصنع ووظفت النساء الأخريات في المجتمع البدوي، ومعاً صنعن كافة الأكسسوارات البدوية مثل القِرب وحقائب السروج وغيرها.
- بنظرة تأمل حالية، هل ترى أن قراءة البعض لفيلم «ذيب» من خلال فيلم «لورانس العرب» وفكرة الصحراء فيه، وسير ايقاع الفيلم واحداثه بطريقة الويسترن الأميركي، كانت لصالحه أم قللت من ابداعك ورؤيتك الفنية له؟
– فيلم «لورنس العرب» ليس فيلم ويسترن بالتصنيف، إنه أقرب لعالم الدراما الملحمية وهو رومانسي في أسلوبه. لم أتخذ “لورنس العرب” كمرجعية لي وأنا أصنع فيلم «ذيب»، فأنا لديّ الحق في أن أحكي قصة تدور في زمن الثورة العربية الكبرى بوادي رم لأن هذا هو تاريخي وتاريخ بلدي، لا أحتاج لتصريح بصنع فيلمي لأنه تم إنتاج فيلم أجنبي بنفس الموضوع، لي الحق أن أصنع أي فيلم أريده، خاصة عندما يتعلق بتاريخ وثقافة بلدي. ببساطة، هذا هو ما أشعر بأنني أرغب في تقديمه، وهو سبب كافي بالنسبة لي مثل أي شخص آخر. وأدعم أي سينمائي لكي يقدم فيلمه أيا كان موضوعه، فنحن أحرار في إبداع ما نريده.
- كنت نجم عام 2014، بحصولك على جائزة الاخراج من مهرجان فينسيا وجائزة مجلة فارايتي كأفضل مخرج في الشرق الأوسط، وحصول فيلمك على جوائز عديدة من مهرجانات مختلفة، في رأيك، كل هذا التقدير والثناء هل يزيد من أعباء مسؤوليتك تجاه أعمالك المقبلة، وهل سيجعلك تنتظر لسنوات أخرى لتقديم فيلمك الثاني مثلما صبرت 7 سنوات وأكثر من أجل تقديم عملك الروائي الأول؟
– لا أعرف إذا كانت هذه الجوائز سوف تسهل عليّ الحصول على تمويل لفيلمي الأردني المقبل. مشروعي التالي طموح للغاية، إنه فيلم ملحمي ضخم، لهذا من المؤكد أنه سيحتاج ميزانية كبيرة، آمل أن أنال الدعم الذي يمكنني من تحقيقه، لكني أرى أنه سيحتاج لسنوات عديدة من أجل الحصول على تمويل وإنتاج الفيلم، وهذه هي طبيعة صناعة السينما في العالم كله، وهي أصعب بشكل خاص في السينما العربية لأننا لا يتوافر لنا الكثير من المال. أعتقد أنه إذا أراد الجمهور العربي أن يرى المزيد من أفلامي، فإنهم سيذهبون لمشاهدة ذيب، وإذا حدث هذا فإنه سيكون نجاحاً لهؤلاء الذين استثمروا أموالهم في الفيلم، وسيشجعهم هذا على الاستثمار بمشاريعي المقبلة وسأصبح قادراً على تقديم أفلام أخرى، لهذا أرى أن الأمر يرجع للجمهور لتقرير إذا ما كان قد أعجبهم الفيلم أم لم يعجبهم، وإذا ما كانوا يريدون رؤية المزيد.
- استعنت في صناعة الفيلم بفريق عمل عالمي، يأتي في مقدمتهم مدير التصوير النمساوي وولفغانغ تالر، والملحن البريطاني جيري لين، ومصممة الديكور البريطانية آنا لافيل، ومونتاج الفيلم قام به روبرت لويد، ماهو مدلول ذلك بالنسبة لك، وهل يعتبر هذا الاختيار اعترافا منك أن السينما العربية تفتقر لمبدعين أصحاب بصمة متميزة في مجالاتها المختلفة؟
– على العكس تماما لأن 90% من فريق العمل الإبداعي في الفيلم من الأردنيين. الملابس صممتها جميلة عليّ الدين التي قامت بمهمة رائعة لكي تعيد تقديم الملابس البدوية الأصلية كما رأيتموها بالفيلم. تم تسجيل الصوت بواسطة فلاح حنون، وهو مُسجل صوت على مستوى عالمي وقام بمهمة لا تصدق من أجل تسجيل الصوت في موقع التصوير. المصمم الفني سامي كيلاني قام بتصميم الآبار وقام بعمل رائع في تطوير مواقع التصوير. هناك أيضا صايب أبو راغب الذي عثر لنا على مواقع التصوير التي تمت الإشادة بها في كل مهرجان سينمائي تواجدت به. أيضا المكياج غير المعتاد الذي قام به سليمان تادروس، خاصة ماكياج الجروح ونجح به في نيل صيحات الإعجاب من الجمهور. لدينا مواهب رائعة في الأردن، للأسف نحن مجتمع صغير وهذا يعني أنه ليست لدينا موارد بشرية كافية لكل الأدوار بالفيلم، لكن سنتمكن هذا قريبا، إنها مسألة وقت.
- استنادا إلى السؤال السابق، هل لا زلت عند رأيك، بأن ضعف الانتاج فقط أهم عقبه تواجه السينما العربية، أم أن هناك عقبات أخرى تعيق وصول الفيلم العربي للمهرجانات الدولية وانتشاره عالميا؟
– التمويل الصغير هو بالتأكيد الشيء الوحيد الذي يقيديني في صنع أفلام عربية، وأعتقد أنه بمجرد أن يثبت صناع الأفلام أنهم قادرين على تقديم أفلام ذات جودة وأنهم مسؤولين عن هذا، فإنه يجب دعمهم بزيادة ميزانيات الإنتاج لكي يمكنهم وضع السينما العربية على الساحة الدولية والحصول على تقديم العالم. لكن مرة أخرى، الأمر يرجع للناس الذين يذهبون لمشاهدة السينما، إذا أعجبهم الفيلم وساهموا في إنجاحه، سيسعد هذا المستثمرين المتعاونين معي وسيرغبون في الاستثمار بفيلمي المقبل وهذا سيسمح لي بتقديم أفلاما أكبر. وإذا لم يحب الجمهور فيلمي ولم يذهبوا لمشاهدته فسوف أتوقف. إذن الأمر في يد الجمهور العربي الآن لتقرير من سيصنع الأفلام ومن لن يفعل، ولا شيء بيدي يمكن فعله إلا الاستمرار في عمل أفضل ما عندي من أجل تقديم أفضل أفلام ممكنة باستطاعتي ثم أن آمل أن يحب الجمهور هذه الأفلام. أرغب بصدق أن يحبوا فيلمي كما أحب أن أقدم أفلاما ملحمية ضخمة في العالم العربي كما يفعل الأميريكيون في هوليوود، ولكن من خلال ثقافتنا وحكاياتنا.