سينما النصر العظيم .. ما لها وما عليها

ننتظر فيلماً يجسد حرب أكتوبر ويبقى في الذاكرة

بقلم : إنتصار دردير

قدمت السينما المصرية نحو 12 فيلماً روائياً عن حرب أكتوبر، لعل من أبرزها «الرصاصة لا تزال في جيبي»، و«أبناء الصمت»، و«حتى آخر العمر»، و«بدور»، و«العمر لحظة» و«الوفاء العظيم»، لكن تلك الأعمال رغم ما حققته من نجاح وقت عرضها، لا تتجاوز كونها أفلاماً تجارية وكثير منها كانت الحرب على الهامش ضمن قصتها، ومن ثم عجزت عن تجسيد الحرب وهذا الانتصار العظيم لتقديمه بصورة بارزة ومؤثرة تبقى في الذاكرة للأجيال التالية.

وعلى الرغم من الإشادة النقدية التي حظي بها فيلم «الممر»، باعتباره العمل الذي أعاد للأفلام الحربية المصرية هيبتها، فإنه يبدو عمل واحد وسط كثير من الأعمال التي صُنعت على عجل، ووصفت بأنها استسهال في تناول حدث من المفروض أن يركز على القصص الإنسانية في البطولات، ويتناول الناحية العسكرية باحترافية ما نراه في الأعمال العالمية، التي تحمل تصنيف «أفلام ملحمية حربية».

وبالتأكيد حرب السادس من أكتوبر أكبر من أن يستوعبها عملاً واحداً، لكن المعركة الكبرى والفارقة في تاريخ مصر والمنطقة العربية، يجب أن يُصنع لها أفلاماً بمواصفات وفنيات عالية، ترتكز على صبغة حربية أقوى، وقصص معروفة أو مجهولة، مع الإفراج عن كثير من المعلومات التي لاتزال طي الكتمان.

ونطرح السؤال للمرة الألف: لماذا لا توجد أعمال عن حرب أكتوبر؟، هل التقصير من جانب الأدب الذي لم يقدم حتى الآن رواية تتناول الحدث معلوماتياً وترصد مصائر الناس أثناء الحرب وأحاسيس الجنود ومشاعرهم الإنسانية في مواجهة الموت، أم أن دائرة الإنتاج بين القطاع العام والخاص ستدخلنا في دومات جديدة، أو أن صناع السينما ينتظرون الفرصة للخروج من تداعيات حالة الاستكانه، لتحقيق عبور جديد يترجم حقيقة تحطيم خط بارليف، أم أن السبب هو افتقادنا للتفاصيل المهمة؟.

لاشك أن حرب أكتوبر مليئة بآلاف من قصص البطولة والفداء التي يجب أن تجد طريقها إلي الشاشة الكبيرة، لتكون شاهدة على النصر ودافعة لأجيال جديدة لا تعرف عنها سوى سطور قرأتها في كتب التاريخ ثم توارت من ذاكرتها.

بعد مرور 51 عاماً على حرب أكتوبر، لازلنا ننتظر فيلماً يعبر عن هذا النصر العظيم، حتى نصحح المقولة الشهيرة للناقد الراحل علي أبو شادي «حرب مجيدة وأفلام بليدة».

Exit mobile version