الوكالات ـ «سينماتوغراف»
أكدت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن تعدد المهرجانات السينمائية في مصر أمر إيجابي وضروري، ويصب في صالح صناعة الأفلام والثقافة المصرية.
وذكرت الوكالة الصينية – في تحليل إخباري بثته اليوم بمناسبة فعاليات مهرجان الجونة السينمائي وتضمن لقاءات مع عدد من النقاد والفنانين المصريين- إن مصر تشهد تنظيم سلسلة من المهرجانات السينمائية خلال العام، أبرزها: مهرجان القاهرة الدولي، ومهرجان الإسكندرية لدول البحر المتوسط، ومهرجان شرم الشيخ للسينما العربية والأوروبية، ومهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، ومهرجان أسوان لسينما المرأة، ومهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية.
وقالت الناقدة الفنية ماجدة خير الله إن وجود أكثر من مهرجان سينمائي في مصر أمر ضروري، خاصة أن مصر دولة كبيرة مترامية الأطراف، وإن كل مهرجان في مصر يخدم فكرة معينة ومساحة جغرافية كبيرة، وله صبغة معينة، فمثلا مهرجان الإسكندرية يقدم أفلاما سينمائية من دول البحر المتوسط، بينما مهرجان القاهرة له صبغة دولية وهو من أقدم المهرجانات في المنطقة.
وأضافت أن وجود كل هذه المهرجانات السينمائية في مصر أمر مهم جدا، فهي مكملة لبعضها، ولا بد من دعمها واستمرارها، وإذا تقرر تنظيم مهرجانات أخرى فسيكون أمرا جيدا، لأن مصر كبيرة، وأن تنظيم هذه المهرجانات أمر مفيد للمواطن المصري، ولزيادة الثقافة، وللسينما المصرية، ولكل شيء.
وتابعت خير الله أن مهرجان الجونة بدأ ضخما، وشارك فيه أفلام كثيرة، ونجوم مصريين وعرب وأجانب كثيرون، وتوفرت له كل أسباب التفوق، مشيرة إلى مشاركة أفلام من 40 دولة في المهرجان بما يعكس التنوع الثقافي، بحيث لا يركز على الأفلام المصرية أو الأمريكية فقط، حتى يكون هناك تنوعا في كل أشكال السينما والجنسيات.
من جانبها، قالت الفنانة ريهام عبد الغفور إن وجود أكثر من مهرجان سينمائي في مصر “مفيد للسينما، ويدعم تبادل الثقافات في ضوء مشاركة فنانين ومخرجين من دول أخرى فيه”، معربة عن شعورها بالفخر بمستوى مهرجان الجونة، وبالسعادة لوجود مهرجان في مصر أشبه بمهرجان كان.
وشاطرها الرأي الناقد الفني رامي عبد الرازق، بتأكيده أن تعدد المهرجانات السينمائية في مصر أو أي دولة في العالم ظاهرة في صالح السينما والثقافة والمجتمع.
وأضاف عبد الرازق، أن مصر شهدت بعد عام 2011 ظهور عدد كبير من المهرجانات، ليس فقط في القاهرة والإسكندرية لكن أيضا في الأقصر وأسوان والاسماعيلية، وهذه ظاهرة جيد ومهمة.
وتابع: أنه عندما يكون هناك مهرجانات كثيرة ستعرض أفلام أكثر، وبالتالي صناعة السينما المصرية تنشط، وبدلا من أن ينتظر الفيلم المصري مهرجانات عربية أو أجنبية، يوجد حاليا مهرجان الجونة، الذي يقدم جوائز قيمة جدا، ويعرض أفلاما عالمية تعرض لأول مرة في أي مهرجان.
وعن أبرز التحديات التي تواجه المهرجانات المصرية، رأى عبد الرازق أنها كثيرة، وأولها الميزانيات حيث تضطر المهرجانات المصرية ما عدا الجونة إلى تخفيض الميزانيات، ولابد من القائمين على الثقافة والمالية في مصر أن يدركون أهمية دعم الثقافة السينمائية.
وأوضح أن التحدي الثاني هو السمعة الدولية، حيث لا بد أن تهتم المهرجانات في مصر بالتنظيم، لأن هذا يخلق للمهرجان سمعة كبيرة، وحتى لو القدرات المالية لا تسمح للمهرجان بعرض أفلام عالمية جيدة، يمكن أن يعرض أفلام متوسطة ومن خلال التنظيم الجيد وعرض الأفلام على شاشات بتقنية جيدة وفي مواعيد ثابتة سوف يكتسب المهرجان سمعة دولية جيدة، ومع الوقت سوف يعرض أفلاما أفضل.
واتفق معهم في الرأي الناقد الفني وليد سيف، الذي أشار إلى أن تعدد المهرجانات في مصر يصب في صالح السينما المصرية، خاصة أنها مهرجانات متنوعة وبعضها متخصص، داعيا إلى تنظيم المزيد من المهرجانات في محافظات الدلتا ووسط الصعيد.
ولفت إلى أن السينما المصرية تستفيد من هذه المهرجانات من خلال إطلاع شباب المخرجين وصناع السينما على تجارب سينمائية حديثة، وأيضا من خلال الندوات والحلقات البحثية وورش العمل وبرامج دعم مشروعات الأفلام.
أما الناقدة الفنية ماجدة موريس، فرأت أن عدد المهرجانات الفنية في مصر مازال قليلا، وأن تعدد المهرجانات أمر مفيد لصناعة الأفلام شريطة أن يتم تنظيم المهرجان جيدا من جميع الجوانب، وأن يخدم السينما من كل مكان في العالم، فمثلا مهرجان شرم الشيخ هذا العام أصبح مخصصا للسينما الآسيوية، وهذا أمر مهم.