الرباط ـ «سينماتوغراف»
يقدم المخرج المغربي عبد الفتاح الروم فيلمه السينمائي الجديد «سنة عند الفرنسيين»، في عرض أول تحتضنه إحدى القاعات السينمائية في مدينة مراكش، وذلك يوم الثلاثاء المقبل 20 يونيو بحضور أبطال الفيلم وطاقمه الفني والتقني.
وحدد موعد بدء عرض الفيلم في مختلف القاعات السينمائية المغربية، في اليوم التالي للعرض الأول وهو 21 يونيو الجاري.
وكما ورد في بيان لطاقم الفيلم، فإنه مقتبس من رواية بالعنوان ذاته للكاتب المغربي فؤاد العروي والتي رشحت سنة 2010 لنيل جائزة غونكور الأدبية، ويقوم ببطولته الفنان رشيد الوالي، وصونيا عكاشة، وعز العرب الكغاط، والطفل سيف الروم.
«سنة عند الفرنسيين» فيلم يمد الجسور بين عالمين متناقضين وثقافتين مختلفتين، وتدور أحداثه في عالمين متناقضين وثقافتين مختلفتين، كما يستلهم تاريخا يعود إلى نهاية الستينيات من القرن الماضي (1969 عام وصول الأمريكيين إلى القمر)، ويحكي عن الطفل المغربي «مهدي كتيم» المتحدر من وسط متواضع ببني ملال، يلتحق وهو في العاشرة من العمر، بفضل منحة حصل عليها، في ثانوية ليوطي في الدار البيضاء، حيث سيعيش بعيدا عن قريته لمدة سنة غاص خلالها في أجواء فرنسا وخصوصياتها.
كما يطرح الفيلم في قالب كوميدي قضايا معقدة وخلافية مثل تأثير الاستعمار والازدواج الثقافي وأحكام القيمة العنصرية باعتبارها قضايا عالقة بين الثقافتين المغربية والفرنسية.
وأوضح المخرج عبد الفتاح الروم أنه «يوجد في المغرب العديد من الأطفال مثل مهدي الذين ينجحون في أماكن أخرى من العالم»، مؤكداً أن هذا الفيلم، يسلط الضوء على «جرأة وإرادة وعبقرية وشجاعة المغاربة، الذين يتغلبون على الصعوبات والعقبات في بلاد المهجر».
الفيلم ينقلنا من خلال المهدي، الذي هو فؤاد العروي كاتب القصة، إلى فضاء العيش مع الفرنسيين، بحس كوميدي لا يخلو من نكتة.
وبالنسبة لمخرج الفيلم وكاتب الرواية، فإن مؤسسة البعثة الفرنسية، هي جزء مصغر لفرنسا من خلال النظام الداخلي الذي يسيرها ونظامها الإداري، وكذلك طبيعة الحياة داخلها، وهو ما شكل صدمة ثقافية للمهدي منذ البداية.
إلى جانب الطفل المهدي، يسلط الفيلم الضوء على شخصيات تحمل جزءاً من تاريخ فرنسا سواء الاستعماري آو غيره، ونجد «ميلود» الحارس وهو في الوقت نفسه أحد قدماء حرب «الهند الصينية» التي أقحمت فيها فرنسا العديد من الجنود المغاربة، وشخصية «موريل» بكل تناقضاتها وهو أحد «الأقدام السوداء» أي الفرنسيين الذين ولدوا في المستعمرات (الجزائر) وما لهم من خصائص بفعل هذا الانتماء الجغرافي، كما يبرز انتماءات كل أستاذ من الأساتذة الذين سيدرسون «المهدي في سنته» الأولى في مختلف التخصصات والتي تتوزع بين الشيوعي والليبرالي.
ويختتم الفيلم مشاهده بحضور أم المهدي حفل التكريم الذي يتم في آخر السنة، وهي لحظة نضج علاقة المهدي بهذا العالم وقدرته على إيجاد مسافة، بل علاقة ناضجة مع ثقافته الفرنسية التي يتكلم بها ويحلم بها، رغم الإحباطات الكثيرة التي اعترضته طيلة السنة وبين ثقافته وانتمائه المغربي. هذا التكريم الذي سوف يستفيد منه «المهدي» بفضل عمله المتميز واللقاء بين عالمين لا يفهمان بعضهما البعض.