جدة ـ «سينماتوغراف»
يعد سوق السينما في المملكة العربية السعودية الأول عربياً وفي الشرق الأوسط، وضمن أكبر 15 سوقاً في العالم، حيث حقق شباك التذاكر المحلي خلال الـ10 أشهر الأولى من عام 2021 نحو 700 مليون ريال وسط توقعات أن تصل قيمة صناعة السينما في السعودية إلى مليار دولار بحلول عام 2030، لتستحوذ على 55% من إجمالي الإيرادات، فيما تجاوز عدد التذاكر المباعة الحالي 11 مليون تذكرة حتى الآن، عبر 39 صالة بعدد شاشات 385 شاشة، وذلك حسبما أعلنت الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع مؤخراً.
ويأتي ذلك بالتزامن مع إطلاق هيئة الأفلام السعودية استراتيجية تطوير قطاع الأفلام، وتتضمن 19 مبادرة و46 مشروعاً تخدم قطاع وصناعة السينما، وذلك لدعم وتمكين صناع الأفلام، وتوفير بنية تحتية لتأسيس صناعة للسينما منتجة ومنافسة، وعمل حراك في القطاع، وكذلك إنتاج محتوى سينمائي محلي ودولي جذاب، ودعم وتطوير المواهب المحلية، وتوزيع الأفلام وعرضها، وتحفيز الطلب على الأفلام السعودية محلياً وعالمياً، إضافة إلى إعداد بيئة تنظيمية مناسبة تعزز تنمية قطاع الأفلام.
وقالت المخرجة السينمائية ومنتجة الأفلام السعودية هند الفهاد عن أهمية إطلاق الاستراتيجية الجديدة: «استراتيجية هيئة الأفلام الطموحة جداً وواعدة، وحقيقة كصناع للسينما سعداء جداً بإطلاق هذه الاستراتيجية التي تمثل حلماً يتحقق على أرض الواقع، ونستبشر فيها خيراً، وبالتأكيد هي مهمة لتنظيم العمل، وتمكين صناعة الأفلام، وتجاوز ما تأخرنا عنه خلال السنوات الماضية، وأعتقد أن السينما في السعودية عادت إلى 2017، والإنتاج بدأ فعلاً العمل بقوة مؤخراً، فبالتالي ستتيح هذه الاستراتيجية أن نكون فعلاً مواكبين، وأن تصل قصصنا إلى العالم، وأن نصل للعالم من خلال السينما».
وحول دور الاستراتيجية في دعم وتمكين صناعة السينما ودورها في تطوير صناعة الفيلم السعودي صرح الفنان خالد عبدالرحيم أن هذه الاستراتيجية تتواكب مع ما تعيشه المملكة من تطور كبير في المشهد الفني والثقافي خلال السنوات الأخيرة، وما حققته العديد من الأسماء المهمة والأفلام المحلية من نجاحات إقليمية ودولية في الظهور والتكريم وأيضاً الفوز بجوائز في مهرجانات ومحافل سينمائية عالمية، مشيراً إلى أهمية دور هيئة الأفلام واستراتيجيتها الجديدة كمظلة داعمة للحراك الإنتاجي المتطور للأفلام السعودية، وذكر أن الاستراتيجية ستعزز التأسيس لصناعة سينما محلية تستطيع المنافسة عربياً وعالمياً.
ومن جهته، اعتبر الفنان والمنتج عبدالله العامر أن الاستراتيجية خطوة جبارة في طريق تطوير قطاع الأفلام في السعودية، حيث تتضمن العديد من البرامج والمبادرات المتنوعة والشاملة التي تخدم الصناعة وقطاع السينما بوجه عام، مشيداً بدور هيئة الأفلام في دعم وتمكين صنّاع الأفلام المحليين من المواهب الشابة والمحترفين من الأسماء الكبيرة لتقديم إبداعاتهم وفق أعلى مستويات الجودة المهنية، وتعزيز وجود صناعة حقيقية من إنتاج الأفلام ضمن بنية تحتية متقدمة تشتمل على مواقع التصوير والاستوديوهات وذلك من خلال تسهيل الإجراءات ووجود جمعيات مساندة لصناعة الأفلام التي تساعد على احترافية الصناعة.
وأشار الفنان طارق الحربي إلى أن السينما السعودية تسير في الطريق الصحيح خلال الفترة الأخيرة من خلال جهود العديد من الجهات والهيئات الحكومية والخاصة، لا سيما هيئة الأفلام واستراتيجيتها الجديدة لدعم القطاع، مبيناً أن المملكة مليئة بالمواهب في قطاع السينما وصناعة الأفلام، وأن الاستراتيجية ستساهم في تعزيز وجود مشروع لإنتاج أفلام سعودية تعبر عن الهوية والتراث الحضاري والثقافة، وذكر أنها ستدعم وجود صناعة سينمائية وتأسيس بنية تحتية فنية تفرز العديد من المقومات البشرية من فنانين ومخرجين وفنيين محترفين وأيضاً المقومات الاقتصادية.
فيما أوضح الكاتب والمنتج خالد الراجح أن الاستراتيجية ستعطي دفعة قوية لكافة صناع السينما المحليين في تقديم أفلام مميزة، مع دعم المواهب وتمويل الأفلام وتسهيل الإجراءات والتطور الكبير للحركة السينمائية في ظل استجابة الجهات المعنية بالسينما ووضع الأنظمة واللوائح التي تصنع عالم السينما، وكذلك إطلاق أول جمعية أهلية متخصصة في السينما بالمملكة تهتم بتحسين قدرات العاملين في مجال السينما، لافتاً إلى أن السينما السعودية تعيش مرحلة مخاض فني وانطلاقة حقيقية مع الدعم الحكومي الكبير ودخول العديد من الجهات والشركات للسوق في ظل وجود عدد كبير من صناع الأفلام على أعلى المستويات الفنية والموهبة والاحترافية.